شهدت السجون أمس ساعات من الفرحة والأمل امتزجت فيها المشاعر وسبقت الدموع الابتسامات خلال الاحتفالية التي أقامها قطاع مصلحة السجون للسجناء المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد والتي شاركهم فيها أهلهم وذووهم وكافة المسجونين المسلمين وكانت أصعب اللحظات حينما أحضرت المصلحة الأطفال من أبناء السجينات والمودعين في دور الرعاية الاجتماعية حيث كانت اللهفة هي العنوان الأول قبل نزولهم من السيارات أما الدموع فكانت اللغة الرسمية في الاستقبال والوداع. بدأت الاحتفالية بمراسم صلاة عيدالميلاد المجيد التي أقامها عدد من القساوسة والوعاظ أرسلتهم الكنيسة إلي السجون المختلفة وقام كل منهم بإلقاء خطبة قدم فيها الموعظة للسجناء والسجينات وأكد جميعهم علي ضرورة حرص المواطن علي عدم الوقوع في الخطأ الذي يكون سببا في تعرضه لعقوبة السجن ونصح الوعاظ السجناء بضرورة الصبر علي الابتلاء حتي إنهاء مدة سجنهم وأن يتعلموا الدرس والعودة للحياة مواطنين صالحين بعد الخروج إلي حياة الحرية..وفي سجون النساء وفي مقدمتها سجن القناطر قامت المصلحة بنقل الأطفال من الأمهات السجينات والمودعين في دور الرعاية الاجتماعية إلي السجون التي بها أمهاتهم لقضاء يوم العيد معهم وكانت ساعات مبهجة وعمت الفرحة أرجاء المكان لكن لحظات الوداع بعد انتهاء الزيارة كانت قاسية علي الأمهات والأطفال معاً فالأمهات عدن إلي محبسهن والأطفال نقلوا إلي دور الرعاية ومعهم الهدايا التي قدمتها لهم مصلحة السجون بعضهم تركها من الحزن والبعض الآخر حملها دون أن يشعر بها. وكان عدد من قيادات مصلحة السجون قد حرصوا علي المشاركة في هذه الاحتفالية وقدموا الهدايا لنزلاء السجون وذويهم خاصة الأطفال وذلك في إطار استراتيجية وزارة الداخلية التي تهدف إلي تقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية لنزلاء السجون وخاصة في المناسبات الدينية والقومية تطبيقا لمبادئ الفلسفة العقابية بمفهومها الحديث وإعلاء قيم حقوق الإنسان.