عدم تنفيذ القانون يعلم زيادة المخالفات هذا أقرب وصف لما تشهده أحياء الإسكندرية المختلفة.. فبعد غياب الرقابة الأمنية والأحياء علي المقاولون وبنائهم أبراجاً سكنية شاهقة بدون تراخيص لرغبتهم في الربح السريع استمروا في خرق القانون بكافة أشكال المخالفات ومنها إلقاء مخلفات المباني "الردم" علي جوانب الطرق حتي تراكمت وتبعثرت وأغلقت الشوارع تماما فيوجد بالإسكندرية طرق مغلقة تماما ولا تسع لمرور سيارة واحدة. يقول أحمد محمد آدم "سائق تاكسي" 41 سنة: في الماضي كانت أكبر المشكلات التي تواجه سائق التاكسي هي معاملة رجال المرور بالاضافة إلي الاختناق المروري خاصة في فصل الصيف ولكن حاليا ظهرت مشكلة جديدة وهي نتاج الفوضي والبناء السريع العشوائي والذي لم يخضع لأي ضوابط وهو الذي اجتاح مدينة الإسكندرية وحولها بقدرة قادر من مدينة سياحية إلي مدينة سكنية بل إنها أصبحت عشوائية بعد تبعثر مخلفات المباني والردم علي جوانب شوارعها. أضاف ساهم هذا في خلق نوع من الاختناق المروري بعد غلق الكثير من الشوارع فمنها طريق قنال المحمودية بمنطقة النزهة مما اجبر السيارات علي المرور بطريق الكورنيش وجعله متكدسا بالسيارات لعدم وجود طرق بديلة. علما بأن الإسكندرية بطبعها تعاني من نقص المحاور المرورية بها فلا يوجد سوي ثلاثة محاور فقط بغرب الإسكندرية ومحورين بشرقها مما يتسبب في حدوث اختناق مروري بطريق الكورنيش بعد غلق شارع قنال المحمودية بالردم ومخلفات المباني والذي كان يستوعب عدداً كبيرا من السيارات فهو الآن يسع لمرور سيارة واحدة. ارجع هاني بخيت مقاول سبب إلقاء مخلفات المباني وتبعثرها علي جوانب الطرق الرئيسية حتي أدت لغلقها إلي جشع سائقي سيارات النقل الذين يستسهلون ويقومون بإلقاء مخلفات المباني بأقرب مكان يقابلهم موضحا أن السائق يتقاضي 300 جنيه كثمن للنقلة الواحدة لذلك أقوم بارسال أحد العمال مع السائق لكي يتأكد من أن الردم تم إلقاؤه خارج المدينة حتي لا نتسبب في ضرر لأحد. يضيف يوسف السباعي "موظف" ان إلقاء مخلفات الردم بالطرق والشوارع الرئيسية حتي تؤدي إلي غلقها مما يؤثر بالسلب علي أداء أجهزة المحافظة ويقوم بارهاقها بكونها تعتبر عملاً إضافيا لها فهي ليست مسئولة عن إزالة ردم ومخلفات البناء ولكن لابد من توفير الرقابة اللازمة علي هذه السيارات التي تقوم بإلقاء الردم بالطرق. وتجريم هذا الفعل الذي يؤثر علي الكثير من الخدمات كالمرور وتشويه المنظر الجمالي للمحافظة وغيرها .. مشيرا إلي أن منطقة الحضرة الجديدة بأكملها لا تصل إليها سيارات القمامة بسبب غلق الشوارع المؤدية لها مما يتسبب في تراكم القمامة بها أيضا وفي نفس الوقت هذه السيارات غير مؤهلة لإزالة ذلك الكم الكبير من الردم والمخلفات لذلك فعلي المحافظة توفير سيارات لإزالة هذه المخلفات وتوسيع الشوارع وعودتها لما كانت عليه. يلتقط الحديث الكيميائي محمد عبدالصمد قائلا إن هذه المشكلة تم القضاء عليها بمعظم دول العالم منذ سنوات طويلة وذلك بعدأن قامت بإنشاء مصانع لتدوير مخالفات المباني وتحويلها إلي أسمدة لتقوية التربة الزراعبة والطينية تمهيدا للبناء عليها بشكل آمن وسليم. خاصة أننا لدينا كميات هائلة من هذه المخلفات ويمكننا استغلالها والاستفادة منها بدلا من أن تشوه المنظر الجمالي للمدينة لأن ما يحدث حاليا يسمي كارثة بيئية تحدث في محافظة الإسكندرية مع الغياب التام والتجاهل مع المسئولين حيث يتم اغتيال ترعة قنال المحمودية بالمحافظة بإلقاء مخلفات البناء بها من رمال وطوب وغيرها حيث استغل مافيا مقاولات البناء حالة الانفلات وعدم وجود ضوابط وقاموا باستخدام سيارات النقل الثقيل لنقل مئات الأطنان من مخلفات الهدم والبناء يوميا التي تنتج عن هدم العقارات والتي تسببت في غلق الكثير من المحاور الرئيسية بالمدينة. يقول ياسر عبدالقادر "موظف" مقيم بمنطقة القباري إن مخالفات البناء حاليا علي عينك ياتاجر وتتم ليل ونهار وبطول كورنيش البحر بشرق وغرب المدينة وتدمير المباني ذات الطابع المعماري النادر فضلا عن مخلفات المباني التي أصبحت أزمة خطيرة تضخمت علي جانبي الطرق السريعة والشوارع الرئيسية بالإسكندرية بسبب البناء العشوائي الذي زاد علي الحد خاصة بعد ثورة 25 يناير لغياب الرقابة الأمنية وتهاون المحليات وهذه المخلفات يتم إلقاؤها نهارا وليلا وقد تسببت في ارتباك المرور خاصة في أوقات الذروة والمثال الصارخ علي جانبي شارع مستشفي العمال بكرموز خاصة أمام سور مدافن العمود واغتيال شارع قنال المحمودية الذي كان يعتبر المحور الثالث الرئيسي للمدينة. يضيف سعيد هجرس موظف للأسف السبب الرئيسي في انتشار مخلفات الهدم والبناء في الشوارع هو عدم قيام المسئولين في محافظة الإسكندرية بدورهم وعدم محاسبتهم لسائقي النقل الثقيل وأصحاب عربات الكارو الذين يحملون هذه المخلفات ويلقونها في الشوارع. والخطر يزداد علي الطرق السريعة ويؤدي لوقوع حوادث يروح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم. يقول عادل مناريوس من سكان منطقة الحضرة إن شارع ترعة المحمودية تشوهه أكوام ضخمة من مخلفات البناء التي تغلق أبواب المصانع وتضر بالمظهر العام متسائلا لماذا لا يقوم مسئولو الأحياء بدورهم في إزالة هذه المخلفات وتوقيع أقصي عقوبة أو غرامة مالية علي من يضبط بارتكاب تلك المخالفة.