جاء مشهد الاحتفال بليلة رأس السنة مغايرا تماما للأعوام السابقة.. حيث شهد الاحتفال مظاهر هادئة وبسيطة من جانب المواطنين فقط وخلت شوارع وسط البلد من أي مظاهر احتفالية بتلك المناسبة واقتصرت فقط علي تعليق شجرة عيد الميلاد أو صورة بابا نويل علي المحلات وفي الشوارع وكأنه احتفال صامت. حرص العديد من المواطنين والأسر علي الاحتفال بليلة رأس السنة علي طريقتها الخاصة وفي حدود امكانياتها التي فرضها عليهم الوضع الأمني والأحداث السياسية التي تمر بها البلاد حيث فضلت الأسر شراء أشجار عيد الميلاد وصور وأشكال بابا نويل لأطفالهم الذي يعتبر "تيمة" الاحتفال..وعادوا سريعا لمنازلهم تأثرا بالانفلات الأخلاقي والغياب الأمني.. بينما فضل البعض الذهاب إلي السينما. شهدت شوارع وسط البلد حالة من الزحام الشديد خاصة أمام وداخل محلات الحلويات حيث حرص المواطنون علي شرائها لاهدائها الي أقاربهم وأصدقائهم الي جانب إقدام عدد كبير من الأمهات والآباء علي شراء الطراطير والزينة ولعب الأطفال لأبنائهم الذين اقتصر احتفالهم بالليلة الماضية فقط عند هذا الحد. في الوقت الذي اختفت فيه مظاهر الاحتفال داخل المولات الكبري التي اكتفت أيضا بتعليق أشجار عيد الميلاد علي مداخلها فقط دون أي فعاليات أو حفلات مثل التي كانت تقام في الأعوام السابقة. الي جانب المقاهي والكافيهات التي لم تشهد الزحام المتوقع في تلك الليالي التي تنتظرها وظهرت هادئة إلا القليل منها. انتشر الليلة الماضية عدد كبير من باعة الورود الطبيعية والصناعية بشوارع وسط البلد وفي غير محلاتهم لمواجهة حالة الكساد التي أصابتهم هذا العام. وكذلك امتلأت الشوارع بالباعة الجائلين لبيع طراطير العام الجديد والبالونات وكذلك لبيع التسالي والمأكولات الخفيفة مثل البطاطا والترمس والذرة المشوي والفيشار وغزل البنات. في الوقت الذي استمر فيه بعض المواطنين في شراء الملابس الجديدة خاصة الأقباط الذين يحتفلون بعيد ميلاد السيدة مريم العذراء الأسبوع القادم. قال محمود عبدالفتاح "محاسب" وخليل عبدالرحمن "موظف" ان الاحتفال بليلة رأس السنة هذا العام اقتصر علي شراء الحلويات وبعض الألعاب والبالونات للأطفال فقط بسبب الحالة الاقتصادية التي نعاني منها ولم نستطيع الخروج منها حتي الان. تقول سيدة عبدالسلام "ربة منزل": خرجت مع أبنائي للاحتفال برأس السنة وشراء بعض الهدايا واللعب قبل دخولهم موسم الامتحانات الجامعية وفضلنا استكمال الاحتفال في المنزل نظرا للانفلات الأخلاقي الذي يسود الشارع ..والغياب الأمني الواضح. يؤكد مصطفي عطية "صاحب محل هدايا" ان مظاهر الاحفال بليلة رأس السنة جاءت هادئة هذا العام ولم تشهد إقبالا علي شراء الهدايا مثل الأعوام السابقة في ظل تردي الوضع الاقتصادي وتأثرا بالأحداث السياسية الجارية. يقول عادل فؤاد وتامر القاضي وحسن عباس وحميد طارق "طلاب بالثانوية العامة" لقد خرجنا للاحتفال بشوارع وسط البلد وفوجئنا عدم تنظيم المولات والفنادق أي حفلات فنية مثل الأعوام السابقة..ومنهنا قررنا الاحتفال علي طريقتنا الخاصة حيث قمنا بشراء الطراطير الحمراء والتصوير بها مع بابا نويل للذكري. يشير صفا مختار وخديجة عزت وليلي أيمن "طالبات بجامعة القاهرة" انهن قررنا الاحتفال بليلة رأس السنة هذا العام بدخول السينما حفلة 6 مساء وشراء بعض الحلويات والعودة سريعا الي المنزل لعدم استقرار الوضع الأمني. بينما يؤكد خالد عبدالله وسيد حسين أن احتفالهما بليلة رأس السنة هذا العام اقتصر علي الخروج إلي أحد الكافيهات المشهورة مع أصدقائهم فقط.