طوال العام وشجرة الإبداع الفني في مصر تتساقط أوراقها.. رحل العديد من الفنانين. بعضهم حظي بالاهتمام المطلوب وكثيرون رحلوا في صمت. وربما كانت أوضاع البلاد السياسية المتقلبة والمرتبكة أحد أسباب عدم توديع نجومنا "القوة الناعمة" لمصر كما يجب..في 7 يناير رحل الأديب "إبراهيم أصلان" صاحب رواية "مالك الحزين" التي حولها المخرج داود عبدالسيد إلي فيلم "الكيت كات" وفي آخر أيام يناير رحلت الكوميدية "سهير الباروني" ليلحق بها في 12 فبراير الكاتب الساخر "جلال عامر" ثم بعد أربعة أيام الممثل "حاتم ذو الفقار" وفي آخر ايام الشهر يتوفي المطرب "أحمد السنباطي" نجل عملاق التلحين رياض السنباطي. بعد معاناة مع المرض منذ سنوات وتلقيه العلاج بأحد المستشفيات العسكرية رحل الممثل طبيب الأسنان "فؤاد خليل" في العاشر من ابريل. ورحلت "وردة" الغناء العربي التي اسعدتنا ممثلة ومطربة وكانت تقريبا الوردة الباقية من زمن الفن الجميل في 17 مايو.. كما توفي الفنان "يوسف داود" الذي اسعدنا بأدواره الكوميدية البسيطة الراقية في 24 يونيو..ويعد يوم 14 يوليو بحق يوم الأحزان. حيث فقدنا المخرج السينمائي واستاذ الاخراج بأكاديمية الفنون "هشام أبوالنصر" صاحب "الأقمر" والصحفية والسيناريست "حُسن شاه" التي دقت بعنف في أعمالها علي قوانين الأحوال الشخصية وقضايا الإرهاب وقضايا المجتمع في "أريد حلا" و"القتل اللذيذ" وغيرها. ومعهما الروائي "محمد البساطي" والدكتور "جهاد داود" أستاذ الموسيقي بأكاديمية الفنون.. في الخامس من أغسطس يرحل "محمد نوح" صاحب الصيحة الشهيرة "مدد مدد شدي حيلك يا بلد" والتي رددناها منذ ثورة يناير حتي الآن. وفي الخامس من سبتمبر يرحل "أحمد صالح" مؤسس أول صفحة سينمائية متخصصة في جريدة الأخبار ومعد برنامج "زووم" السينمائي لقرابة 20 عاما والسيناريست الذي قدم أعمالا كثيرة للسينما والإذاعة..بعد رحلة صراع مع المرض استمر قرابة شهر كامل رحل عميد مخرجي الدراما المصرية "إسماعيل عبدالحافظ" في 13 سبتمبر في باريس.. رحل صاحب "ليالي الحلمية" التي تؤرخ للمجتمع المصري أيام الملكية والجمهورية الأولي بعد ثورة يوليو وتحولات وتبدلات الوطن في عهود عبدالناصر والسادات والسابق مبارك. في 28 سبتمبر يرحل أحمد رمزي الوسيم الشاب الرياضي الروش الذي أسس سينما الشباب في مصر منذ منتصف الخمسينيات وكانت بطولته الأولي في "أيامنا الحلوة" مع فاتن حمامة وعمر الشريف والقادم من دنيا الأغنية عبدالحليم حافظ. في أواخر أكتوبر يرحل "هناء عبدالفتاح" الأكاديمي الأستاذ بمعهد الفنون المسرحية والمترجم والممثل . الراحلون في صمت مطبق.. المونتيرة نادية شكري في أول رمضان.. وأيام العيد الكبير رحل المطرب الشعبي كتكوت الأمير الذي لمع اسمه في سماء الغناء الشعبي لسنوات طويلة. في 14 نوفمبر رحل "سمير حسني" الفنان الموهوب الذي واصل عمله منذ ظهوره في السبعينيات حتي رحيله في الإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح. ولا يتركنا العام نلتقط أنفاسنا أو نجفف دموعنا ليرحل "الغواص" عمار الشريعي في 7 ديسمبر. الذي أبحرنا معه في عالم العزف والتلحين والتحليل الموسيقي والتذوق الفني وفي الأيام الأخيرة من العام.. وبالتحديد في 21 ديسمبر انتقل إلي جوار ربه الفنان محيي الدين عبدالمحسن.. رحم الله الجميع.