العائدون إلي الله أو التائبون فئة هامة يجب أن نضعها في اعتبارنا ونحن نبني مصر الجديدة وهم الذين أذنبوا في حق أنفسهم والمجتمع ودفعوا الثمن غالياً من عمرهم وصحتهم وسمعتهم بدخول السجن فيخرجون منه إلي سجن أكبر وهو نظرة الآخرين لهم والتي توصمهم بالعار مدي الحياة وتضع أمامهم العراقيل والصعوبات. عرفتهم من خلال بريدي الإنساني منهم من كان مسجلاً خطراً بعد عشرات الجرائم والقضايا حتي ظن كل من حوله أنه لن يعرف طريق الهداية أبدا ولكن العبرة بالخواتيم فتاب وآمن وعمل صالحاً ولكن بقدر ما وجد باب الله مفتوحاً لتوبته بقدر ما وجد أبواب البشر مغلقة فيحرمونه من أن يعيش بينهم ويبخلون عليه بفرصة عمل شريف فأغلب الذين يقضون فترة عقوبة يخسرون عملهم ومنهم من كان مصدر رزقة الأصلي من الحرام وبات في أمس الحاجة لمن يعينه علي توفير البديل الحلال. ولن أنسي تلك البغية التي جاءتني برغبة صادقة في التوبة بعد أن فشلت مرات عديدة في المضي فيها لأنها لم تجد من يساعدها فتعود لنفس الطريق حتي تبناها فاعل خير من خلالنا فوفر لها السكن والعمل الشريف بل والصحبة الحسنة فتبدلت حياتها تماماً. وهذا حال الكثيرين غيرها ممن خرجوا من السجن بعد أن اصلحهم وهذبهم فأصبح لهم حقوق كثيرة علينا كمجتمع مدني وحكومة ومسئولين فلابد أن يكون لهم نصيب من تبرعات أهل الخير والقروض الحسنة وفرص العمل كما يجب أن تنهض إدارة الرعاية اللاحقة بوزارة الداخلية بمسئوليتها ولن يحدث هذا إلا بالتعاون مع العديد من الجهات والوزارات الأخري مثل الشئون الاجتماعية والقوي العاملة والمحليات لتمهيد الطريق أمامهم لحياة سوية شريفة فكم من حالات تعود للسجن مرات ومرات لأنهم لم يجدوا من يأخذ بيدهم حيث تتجاذبهم قوتين الشيطان بمكسبه السهل المحفوف بالمخاطر من ناحية والخير بطرقه الصعبة الآمنة من ناحية أخري والجانب الأقوي هو الذي سينتصر ويشده إليه فلنترفق بالمذنبين ونعينهم علي توبتهم.