أثار الهبوط الأرضي بالطريق الدائري مخاوف عديدة علي الطرق المصرية من تكرار هذا الأمر مما ينذر بكوارث مدمرة سواء. للطرق نفسها أو زيادة اعداد الحوادث والضحايا. "المساء" ناقشت القضية مع الخبراء ومسئولي النقل الذين اكدوا ان الامر سوف يتكرر كثيراً خاصة مع انعدام صيانة الطرق والانفلات الامني وضعف الرقابة مما يهدد بدمار الطرق المصرية التي تبلغ قيمتها 50 مليار جنيه. قال المهندس إبراهيم عامر رئيس هيئة الطرق والكباري ان العمل يجري حالياً علي قدم وساق لاصلاح الهبوط الارضي بالطريق الدائري مشيراً إلي انه سيتم عمل صبات خرسانية بعرض الطريق في مكان الهبوط وتم تقسيمه ل3 اجزاء لعدم تعطيل حركة المرور حيث يتم تدعيم الطريق بتلك الصبات. أضاف ان تلك الصبات سوف تستغرق اسبوعاً كاملاً ولكن عملية جفاف الصبات الخرسانية ستستغرق 21 يوما بعدها موضحاً ان الخسائر من عملية الهبوط بلغت 8 ملايين جنيه. اشار عامر إلي ان سبب الهبوط هو الحمولات الزائدة التي ارادت عن الحدو علي سبيل المثال فرغم ان اقصي حمولة علي الدائري لايجب ان تتعدي المئات لكن تم رصد حمولات تتعدي ال30 طنا ولدينا ما يثبت ذلك وللاسف مع حالة الانفلات الامني لايمكن ان نفعل شيئاً وهو ما ينذر بكوارث ضخمة وقد حدثت بالفعل كوارث علي طرق رئيسية بالمحافظات ومنها كوبري السادات ببني سويف وكوبري كفر داود بالمنوفية والذي تم اغلاقه والاستعاب بكوبري عائم وفرته للقوات المسلحة لحين الانتهاء من الصيانة. وكوبري جناكليس بالبحيرة. أشار إلي ان الطرق مهددة بالانهيار في ظل هذا الانفلات الامني وبطئ عمليات الصيانة خاصة ان الهيئة مدنية للشركات ب400 مليون جنيه وهناك شركات مقاولات تعمل في مجال الصيانة مجاناً واخري لم تحصل سوي علي 10% انتظاراً للفرج. موضحاً انه تم تقديم مذكرة لرئيس الوزراء لدعم ميزانية الهيئة ب500 مليون جنيه لاعمال الصيانة ولكن بلامجيب مما ينذر بغلق طرق قيمتها 50 مليار جنيه. قال د. محمود عز الدين رئيس هيئة الطرق والكباري الاسبق ان محدد 26 يوليو مهدد بالانهيار خاصة في الاجزاء المبنية علي كباري بعد ميدان لبنان بسبب الحمولات الزائدة وعدم وجود صيانة دورية للكباري علي الاطلاق وان كل ما يحدث في عمليات الصيانة هو إعادة إصلاح للاجزاء التالفة أي ان المتبع هو سياسة رد الفعل وليس الصيانة الدورية الاستبائية مما ينذر بدمار كامل للكباري المصرية. بينما أكد د. خالد عباس الخبير الدولي لتخطيط الطرق وهندسة المرور ان حل المشكلة 3 جوانب رئيسية الاولي هو تصميم الطرق والكباري فعند تصميم أي طريق لابد من وضع عدد من الامور فتتضمن المدي الزمني للمشروع وحجم المرور والاهم ليس عدد المركبات وانما نوعية المركبات فقد تسير علي الطريق مليون سيارة ملاكي ولاتؤثر علي الطريق لأن حمولتها عادية وتسير شاحنة ضخمة تدمر الطريق لانها اكبر من الحمل التصميمي لها. أضاف ان الجانب الثاني يتمثل في ضرورة وجود صيانة وفق معايير منضبطة وصيانة وفحص دور بين وفق جداول زمنية محددة. مشيراً إلي ان أهم جانب هو الجانب الثالث وهو الرقابة وإنفاذ القوانين فيمكن ان يكون هناك طريق جيد ولكن لايوجد من يراقب الاحمال الزائدة فتدمر الطريق. تهدر الاموال موضحاً ان تحقيق الانضباط المروري هو دور رجال المرور الذين تم تحميلهم باعباء اكبر من طاقتهم واصبحوا مشغولين بتنظيم المرور رغم ان دورهم هو انقاذ القوانين المرورية.