أليس من المؤسف بامتياز ما نلمسه من تراجع مكانة اللغة العربية في موطنها الأصلي أمام اللغات الأجنبية التي تسللت من خلال المناهج الدراسية بالمدرس والجامعات الخاصة علي حساب اللغة العربية برغم احتفاء المنظمات الدولية بها واعتبارها لغة رسمية إلي جانب الانجليزية والفرنسية والأسبانية.. الذي لا يعلمه الكثيرون ان اللغة العربية ظلت طوال عصور التاريخ لغة القوة والحضارة واضاءت للعالم شموع العلم والثقافة والتقدم في مختلف المجالات. الأغرب من هذا اننا بدأنا نشاهد زحف الافيشات الأجنبية تعتلي واجهات المحلات التجارية ودور السينما علاوة علي تعاظم التعبيرات باللغات الأجنبية في الأحاديث التي تقدمها معظم القنوات التليفزيونية ووسائل الاعلام المسموعة كنوع من الوجاهة. كل هذا كوم وانتشار التحدث باللهجات العامية كوم آخر مما يؤكد ان هناك أياد خفية تعبث في مستقبل الفصحي وتحاول اطفاء الشمعة التي انارت للعالم طريق الحضارة والتقدم. في الوقت الذي نلاحظ فيه ان دولا كبري مثل الصين واليابان والهند قد حققت مكاسب كبري وتقدما تكنولوجيا واقتصاديا وثقافيا من خلال تمسكها بلغاتها الأصلية واعتبار كرامتها من كرامة شعوبها وانها الشجرة المثمرة التي يستظلون بظلها. اللغة العربية شأنها شأن أي كائن حي قد يصيبها الضعف والوهن في فترة من فترات التاريخ ولكن لا تلبث أن نفيق من الغيبوبة.. نحن متفائلون بأن اللغة العربية لن تموت أبدا ولن تسقط رايتها أمام كل ما ستتعرض له من الصعقات الكهربائية لأنها لغة القرآن الذي يدعو علي الدوام إلي الانفتاح علي كافة الثقافات والحضارات ونبذ الاسقاطات والممارسات الخاطئة.. ولن يأتي اليوم الذي نبكي فيه علي اللبن المسكوب. اننا فقط نهمس في اذان القائمين والمسئولين علي المنظومة التعليمية في كل البلدان العربية ان يعوا جيدا الاستكبار الغربي وأسلوبه الخبيث في فرض أسلوب التغيب المغناطيسي وان يسارعوا بتطوير المناهج الدراسية حتي تساير علوم العصر والتركيز علي إجراء البحوث العلمية والتكنولوجيا باللغة العربية. ** كلمة أخيرة: ليس هذه دعوة لمقاطعة اللغات الأجنبية بقدر ما ندعو إلي التركيز علي لغتنا العربية بكل مكوناتها الثقافية خاصة في ظل نجاح دول شمال افريقيا العربية في مشروعات التعريب مما يعطي نموذجا عمليا لشعار لا صوت يعلو فوق صوت الفصحي العربية وليس هناك مانع من تدريب اللغات الأجنبية كلغة ثانية وليست أول كما يجري الآن وهذا يتطلب قرارات سيادية سريعة وخاصة من دول الخليج التي تتزايد فيها اعداد العمالة الأجنبية.