** دراما السير الذاتية وتحويل الأفلام إلي مسلسلات تليفزيونية ستكون هي الموضة السائدة خلال شهر رمضان القادم.. فهل من حق المؤلف السيناريست التدخل في هذه السير الذاتية والأفلام القديمة بالحذف أو الإضافة أو الاختلاف والاتفاق مع ما جاء في هذه السير أو الأفلام.. القضية ليست جديدة لكنها تتكرر كلما تناولت الدراما التليفزيونية إحدي الشخصيات أو بعض الأحداث المعروفة.. أو حاول بعض كتاب السيناريو الاقتراب من المناطق الساخنة لإعداد مسلسل تليفزيوني.. مؤلفو الدراما لا يتفقون مع منهج محدد في التعامل مع السير الذاتية أو تحويل الأفلام السينمائية القديمة إلي مسلسلات درامية.. فهناك فرق بين السيرة الذاتية والشخصية العامة أو الفنية.. فعندما يتناول المؤلف السيرة الذاتية لشخصية مشهورة يجب أن يكون دقيقاً في سرد الأحداث ويعبر عنها كما حدثت في الواقع أما إذا كانت شخصيته عامة وعادية أو فنية فيجب أن يتناولها المؤلف بالرؤية التي تتفق مع وجهة نظره.. فالمؤلف حينما يتناول شخصية حقيقية فلا ينبغي للخيال أن يغير الواقع وبالتحديد في الصفات والخصائص التي تتسم بها الشخصية التي يدور حولها العمل الدرامي والمؤلف له مساحة من الحرية يتحرك خلالها ويتدخل برؤيته وخياله ويمكن له أن يغير في الأحداث المحيطة بالشخصية بما لا يؤثر علي الشخصية إذا كانت الشخصية عامة وليست لها خصائص ذات قيمة فالمؤلف له مطلق الحرية أن يغير فيها كما يشاء.. هناك آراء أخري مختلفة في أنها لا تستطيع أن تكتب دراما تليفزيونية عن شخصيات حقيقية دون إضافات فنية لأنها إذا التزمنا بالحقيقة فالمسمي الطبيعي لها هو "دراما تسجيلية" فمثلاً حادثة "ريا وسكينة" التي وقعت بالاسكندرية تناولتها أعمال فنية عديدة من زوايا مختلفة وإضافة شخصيات من وحي خيال المؤلفين لكن هذه الإضافة لابد ألا تغير في الأحداث وإنما تكسب العمل قيمة وعمقاً والشخصية التاريخية نفسها لا يجب التغيير فيها ولابد من مراعاة الأحداث التاريخية أو السياسية أو الفنية وما استطاعت أن تفعله وتأثيرها في ظل الظروف الزمنية التي عاشت فيها.. في النهاية يبقي تساؤل هل لخيال المؤلف حدود أم أن المسألة مفتوحة لخياله؟