لم يكن غريبا ان يحصل الجنرال الراحل الكابتن محمود الجوهري علي لقب الاسطورة من جانب الاتحاد الافريقي بالمشاركة مع الكاميروني ريجوبرت سونج لتاريخه واسهاماته العريقة في عالم الساحرة المستديرة. لم يكن هذا اللقب جديدا فقد منحته الجماهير المصرية والعربية هذا اللقب في حياته وقبل ان يعلنه الكاف رسميا فكان الجنرال احد المدربين العظام الذين يشار إليهم بالبنان في اي مكان ينزل به واي بلد يحل عليه. وليس ادل علي ذلك من الشعبية الجارفة التي حظي بها الكابتن محمود الجوهري في الاردن فتلك البلد الشقيق الذي ربما وجد فيه نفسه اكثر من مصر بلده الاصلي حيث واجه الجوهري صعابا كثيره عندما تولي منصب المدير الفني لاتحاد الكرة في عهد سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق وهو ما دفعه للرحيل الي الاردن من جديد. لقد أشرف الفقيد الكبير علي تخريج أجيال وأجيال وقاد عدة منتخبات عربية وأندية في وطنه مصر. مرورا بالسعودية وسلطنة عمان والإمارات وانتهاء بالأردن ويمتلك الجوهري مسيرة تاريخية طويلة قضي منها 58 عاما في الملاعب برفقة كرة القدم منذ أن بدأ لاعبا ثم مدربا شابا مرورا بمرحلة التطور المستمرة إلي أن أصبح رمزا تاريخيا وانتهاء بفترة عمله في الأردن مديرا فنيا للاتحاد المحلي ومستشارا للأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد. أهم محطات الجوهري كأس أفريقيا 1959 بعد أن ظهرت براعته في لعب الكرة. انضم الجوهري للنادي الأهلي قبل أن يبلغ السابعة عشرة. وسرعان ما أثبت قدراته الكبيرة وانضم لصفوف المنتخب الوطني الذي خاض ثاني بطولة لكأس أمم أفريقيا في العام 1959. حافظ المنتخب علي اللقب وذلك بفضل ثلاثة أهداف أحرزها الجوهري من أصل ستة سجلها الفريق. ليتوج الجوهري بلقب الهداف ويرفع الكأس الكبيرة ليكون أحد صناع التاريخ من هذه البطولة. عاني الجوهري من الإصابة قبل أن يكمل السادسة والعشرين من عمره. ورغم أنه سافر للعلاج إلا أنه أجبر علي الاعتزال المبكر. ونظرا لموهبته الفذة وقدراته القيادية فقد اتجه نحو عالم التدريب دون تأخير. وانخرط بدورات وتجرّع الخبرات. وقاد فرق الناشئين بفريق الأهلي. قبل أن تعهد إليه مهمة كبيرة ألا وهي قيادة فريقه الذي نقله لعالم الشهرة. تولي الجوهري تدريب النادي الأهلي في حقبة الثمانينيات. ونال معه بطولات محلية. مما يعتبر تاريخيا الحصول علي أول ألقاب -الشياطين الحمر- في كأس الأندية الأفريقية البطلة في العام 1982. تدريب الزمالك لم يكن مسموحا أن ينتقل اللاعبون أو المدربون بين الغريمين التقليديين -الأهلي والزمالك- لكن الجوهري دخل البيت الأبيض مطلع التسعينيات. بعد أن عرضت عليه صلاحيات لإحداث التغييرات المناسبة والنهوض بالفريق. وقبل الجوهري التحدي الكبير. وقام بثورته الشاملة وقاد الزمالك للفوز بأول ألقابه في بطولة كاس أفريقيا للأندية أبطال الدوري. ولم يكتف بذلك بل أتبعها بلقب كأس السوبر الأفريقية التي تواجه فيها مع منافسه الأهلي في جنوب أفريقيا وهي المواجهة الأولي في تاريخهما الطويل التي تلعب خارج مصر. كسب الزمالك اللقاء بهدف وحيد احرزه ايمن منصور. كأس العالم 1990 بعد أن أظهر حنكته التدريبية. عهد اتحاد الكرة إليه مهمة قيادة المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم المؤهلة لنهائيات إيطاليا 1990 . بعد فترة من التحضيرات عمل فيها الجوهري علي تهيئة الفريق بالطريقة المثلي حيث لعب مع مدارس عالمية. أتي اليوم الموعود حين ظهرت مصر للمرة الثانية فوق مسرح نهائيات كأس العالم بعد غياب استمر 56 عاما. أي منذ البطولة الثانية في إيطاليا 1934.. فانتزعت مصر التعادل من هولندا 1-1. ثم أيرلندا 0-0. وكان يمكن لهم التأهل للدور الثاني في حال تفوقوا في المباراة الأخيرة أمام انجلترا. لكنهم تعرضوا لهزيمة صعبة صفر 1. ليودعوا المونديال وسط إعجاب الملايين. كأس أفريقيا 1998 تعددت مراحل تولي الجوهري للمنتخب المصري. لم ينجح الفراعنة في التأهل لكأس العالم 1998. ولم يكن هناك أدني وقت للتحضير لخوض معركة كأس أفريقيا 1998 التي جرت في بوركينا فاسو. لم ينل الفريق ترشيحاته المعتادة كونه أحد الكبار. بل كان الرهان علي الخروج المبكر. وحده الجوهري أراد إثبات قدراته القيادية من جديد. فدخل البطولة ولعبها بسياسة -خطوة خطوة- بحنكة لإسقاط حامل اللقب جنوب أفريقيا ففازت مصر 2 صفر وتوجت باللقب بعد 12 عاما من الجفاء. وبذلك أصبح الجوهري أول أفريقي يتوج باللقب القاري لاعبا ثم مدربا تولي الجوهري تدريب المنتخب المصري للمرة الرابعة. وكانت تصفيات كأس العالم 2002 علي أشدها. حلت مصر ثالثة بفارق نقطتين فقط عن السنغال المتأهلة والمغرب الثانية. وفي عام 2002 تأهلت مصر لربع نهائي كأس أفريقيا بفوزين علي تونس وزامبيا. ولكن الكاميرون انتزعت الفوز الصعب 1-0 قبل أن تذهب لتحرز اللقب القاري. وليختتم الجوهري بذلك مشواره مع المنتخب الوطني في 4 فبراير 2002كأس آسيا 2004 بحثت الأردن عن ملهم لقيادة منتخبها الوطني للمستوي القاري. فنجح الاتحاد المحلي في إقناع الجوهري بتولي هذه المهمة. منح الصلاحيات وبدأ المدرب القدير مهمة التغيير. كان الهدف الأول بناء منتخب قادر علي بلوغ كأس آسيا للمرة الأولي. أعد الجوهري العُدة وخاض التصفيات ونجح في تحقيق الهدف. وتأهلت الأردن إلي جانب إيران.ثم كسب ورقة التأهل التاريخية بتعادل سلبي مع الإمارات. في ربع النهائي تواجه الأردن مع اليابان.لكن الحظ وقف معاندا ومنح اليابان الفوز. لتودع الأردن البطولة مرفوعة الرأس بعد أن نجح الجوهري في بلوغ كاس آسيا. بات الحديث ينصب في الأردن علي التأهل لكأس العالم 2006 عادت القرعة لتضع الفريق أمام إيران ومعهما قطر ولاوس.لم يكتب للأردنيين أن يواصلوا الطريق في هذه التصفيات جراء الضغط الهائل الذي وقعوا -فريسة- له.كان الجوهري رفقة الأردن في لاوس. تعرض في طريق العودة من هناك لأزمة قلبية ونقل من المطار للمستشفي. وخرج بحمد الله واستمر في قيادة الفريق. تصفيات كأس آسيا 2007 حاول الجوهري تجديد دماء المنتخب الأردني في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2007. أوقعت القرعة الفريق رفقة الإمارات وعمان وباكستان. حل الأردن ثالثا بفارق نقطتين عن عُمان الثانية ولم يتأهل المنتخب. كان الجوهري قد أعلن اعتزاله التدريب بعد نهاية التصفيات. فكانت مواجهة سلطنة عمان يوم 15 نوفمبر من عام 2006 هي الأخيرة له في مشوار تدريبي طويل. رفع الجوهري علي الأعناق من قبل لاعبيه