أنصار الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي لمنع بث برامجها المعارضة لنظام الحكم الحالي.. وفي سبيل ذلك يحولون دون دخول مقدمي البرامج والمعدين والمخرجين وكل العاملين في هذه القنوات. معظم هذه القنوات الفضائية عندما تناقش أية قضية تتعلق بالأحداث الجارية في مصر. فإنها تستضيف المؤيد والمعارض.. فكثير من المنتمين لجماعة الإخوان وللجماعة السلفية يظهرون جنباً إلي جنب مع الضيوف المعارضين. ويقارعونهم الحجة بالحجة والرأي بالرأي.. والجمهور بعد ذلك هو الذي يحكم أي الرأيين أصح وأي الحجتين أقوي. وبالتالي يكون رأيا حول هذا الحدث أو ذاك. الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل نزل ضيفا عشرات المرات علي تلك القنوات. وحاوره المحاورون. ولم يحجروا علي رأي له. بل أعلن عن آرائه بكل صراحة وبكل وضوح.. فلماذا إذن هذا الحصار يا فضيلة الشيخ؟! ولماذا تريد الحجر علي رأي المواطنين؟! ألم تكن الحرية بمعناها الواسع وبينها حرية الرأي أحد الأهداف المهمة لثورة 25 يناير؟ هناك قنوات دينية تؤيد وجهة نظر الجماعة الإسلامية في الأحداث الجارية. ولا أحد يعترض عليها حتي عندما تشتط أحيانا في إبداء رأي من الآراء.. فهنا رأي.. وهناك رأي.. والمجتمعات تقوم دائما علي التوازن بين المؤيد والمعارض. وإذا كانت هذه القنوات المؤيدة للتيار الاسلامي غير كافية لعرض وجهة نظر هذا التيار فلماذا لا يتم دعمها بقنوات جديدة والجماعة قادرة ماديا علي ذلك.. وإذا كانت هذه القنوات غير قادرة علي إيصال وجهة نظرها إلي المشاهدين فلماذا لا يستعان بالأكفاء من المقدمين للبرامج والمعدين المتميزين الذين يستطيعون إيصال هذه الرسالة واقناع المشاهدين بها؟! إننا نطالب الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل بكل الاحترام أن يعيد النظر في هذه التصرفات. لأنها تأتي بعكس المطلوب منها.. وكلما شدد الحصار علي الفضائيات لمنعها أو تقييد حريتها فإن الاقبال عليها يزداد أكثر وأكثر.. والمثل يقول: الممنوع مرغوب. وهناك سؤال أوجهه لفضيلة الشيخ حازم: هل سيأتي الدور علي الصحف المعارضة مستقلة أو حزبية ليتم حصارها ومنع صدورها علي غرار ما يحدث الآن بالنسبة للقنوات الفضائية وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي؟! يا فضيلة الشيخ أنت في المقام الأول محام.. والمحامي مهمته الأولي الدفاع عن الحريات.. وفي مقدمتها حرية الرأي.. فقصف الأقلام وتكميم الأفواه لم يكن أبدا من أهداف الثورة التي شاركت فيها ونزلت إلي ميدان التحرير لتأييدها. المواقف لا تتجزأ يا فضيلة الشيخ.. وكان للراحل الكريم والدكم مواقفه التي يفخر بها الجميع في مواجهة النظام السابق.. وأعتقد أنه لو أمد الله في عمره لدافع عن حرية الرأي بكل قوة. رحم الله والدكم الكريم.