حدثنا القرآن الكريم عن القوم الذين ظلموا انفسهم فكان العقاب من الله سبحانه وتعالي ان فرَّقهم شيعًا حتي ضاعت مملكتهم والله سبحانه وتعالي يقول في محكم آياته "وماربك بظلام للعبيد" والرسول صلي الله عليه وسلم عندما نظر إلي الكعبة المشرفة قال "إنك لعظيمة إلا ان حرمة دم المسلم أعظم منك" والله عز وجل قال "أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. والحقيقة ان الانسان في غاية الاسي والحزن لما تشهده بلادنا هذه الأيام من انقسام وفوضي يدفع ثمنها المواطن الغلبان الذي عاني كثيراً من القهر والظلم والاستبداد والفقر وكان يمني نفسه بالتغيير والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بعد ثورة 25 يناير ولكنه للاسف وجد نفسه يعاني أكثر بل ويجد البلاد الآن علي شفا حفرة من النار وفتنة تقودها إلي كارثة. المؤسف في الأمر ان النخبة هنا وهناك لا تسمع إلا نفسها فقط لا أحد يسمع للآخر وبين هؤلاء يعاني المواطن الذي يقع بين المطرقة والسندان هل شغل أحد باله بأن البلاد علي مرحلة وأبواب اقتتال داخلي وحرب أهلية لا قدَّر الله هل شغل أحد باله بأن البلاد علي مرحلة إفلاس اقتصادي وان الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية قد وصل إلي مرحلة الخطر طبقاً للبيانات الصادرة من البنك المركزي مؤخراً هذا علي مستوي الاحتياطي بالخارج أما علي مستوي الداخل فطبقاً للبيانات الصادرة من وزارة المالية فأنه لن يتبقي للخزانة العامة سوي 2 مليار جنيه سيتم ضخها في بنود الموازنة كل هذا ونحن نستمر في جدل عقيم الرئيس مرسي لا يريد ان يتراجع عن الإعلان الدستوري الكارثة الذي فجَّر الأوضاع في مصر وقسمها إلي نصفين ويصر علي الاستفتاء رغم إعلان مختلف طوائف الشعب ماعداً الإسلاميين رفضها له القضاة رفضوا الإعلان والدستور المقترح وكذلك الصحفيين والسياسيين والثوار.. الكل أو البعض لكي أكون دقيقاً يطالب بالحكمة والتروي والغاء الإعلان وتأجيل الاستفتاء علي الدستور ولكن البعض علي الجانب الآخر يطالب الرئيس بالاستمرار وعدم التراجع وبين هذا وذاك يسال الدم المصري وتستمر الاشتباكات وتنتقل من محافظة إلي أخري. سيادة الرئيس الأمور لا تحتمل الانتظار لاتصدق ان تراجعك عن ذلك الإعلام الكارثي يقلل من هيبتك لا تنظر للأمر من منظور شخصي أو بمنطق الكبرياء بل انظر للأمور من منطلق المسئولية التاريخية التي تتحملها فأنت الرئيس وانت صاحب القرار.. انت رئيس لكل المصريين نحتاج منك قراراً شجاعاً اليوم قبل الغد.. ولا أبالغ ياسيادة الرئيس إذا قلت الآن وليس بعد الآن البلاد علي شفا حفرة ومنزلق خطير سيادة الرئيس تذكر قول الله تعالي "وظلموا أنفسهم" أرجو ألا نكون من هؤلاء القوم حتي لا ينزل علينا العقاب الإلهي ونتفرق شيعاً أو تضيع مملكتنا. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء..