أثار المقال الافتتاحي للعدد الأخير من جريدة النيويورك تايمز الأمريكية غضب الشباب المصري علي موقع الفيس بوك بسبب ما تضمنه المقال من اتهامات عديدة لمصر والمصريين جاء في مقدمتها عقد مقارنة غير منصفة علي الاطلاق بين حال المسيحيين في مصر وحالهم في العراق حيث ذكرت الجريدة أنهم يعيشون تحت حصار مستمر في كلا البلدين ويتعرضون لهجمات دامية علي فترات قريبة الأدهي من ذلك أن افتتاحية نفس العدد أشارت الي أن المتشددين لديهم أرض خصبة في مصر التي كانت يوماً من الأيام مرتعاً للتسامح والتنوع والتعددية بسبب انتهاج النظام المصري لسياسة تقوم علي قمع الأصوليين المسلمين أدت في نهاية المطاف الي تبنيهم مناهج متطرفة ومع تضاؤل الدعم السياسي الذي يحظي به سعي النظام لارضاء الأغلبية المسلمة من خلال التمييز ضد الأديان الأخري خاصة المسيحيين الذين يشكلون 10% من تعداد السكان بالاضافة الي مجتمع البهائية الأصغر علي حد تعبير الصحيفة. تمادياً في تطاولها وتدخلها في الشأن المصري دعت الافتتاحية السلطات المصرية لتكثيف جهودها للبحث عن مرتكبي الحادث وتوجيه الاتهامات اليهم. يري الناشطون علي الفيس بوك أن هذا المقال كشف النقاب عن الوجه الحقيقي لماما أمريكا علي حد وصفهم التي تحاول جاهدة استغلال الحادث الأخير لتزكية مشاعر الفتنة بين مسلمي ومسيحيي مصر خاصة أنها سخرت أكبر وسائل الإعلام لديها لتحقيق هذا الهدف والتركيز علي أكثر من تفجير الإسكندرية لكن تمسك الشعب المصري بوحدته التي استمرت علي مدار آلاف السنين حتما سيفوت عليهم هذه الفرصة لذلك أطلق هؤلاء الناشطون حملة "احنا المصريين" التي نجحت حتي كتابة هذه السطور في ضم 3420 مشتركاً هدفهم الرئيسي جمع وعرض كل المعلومات المتاحة التي تفند وتكذب المزاعم الأمريكية وتدعيم هذه المعلومات بالصور ومقاطع الفيديو. كانت البداية مع عرض الخطاب الكامل الذي أدلت به مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الذي أشادت فيه بوحدة مسلمي ومسيحيي مصر التي اتضحت بوضوح في الاحتفالات الأخيرة بعيد الميلاد كما حرص القائمون علي الحملة علي ترجمة هذا الخطاب الي اللغة العربية وعرضه بالفيديو لمن يجيد الانجليزية وأبدي هؤلاء الشباب تعجبهم الشديد من التعتيم الإعلامي الغربي المغرض علي هذا الخطاب والتعامل معه علي أنه لم يكن لأنه يكشف أكاذيبهم ودوافعهم. كما ألقت الحملة الضوء علي الترحيب الايطالي بتعهد مصر بمواصلة حربها ضد الإرهاب لحماية كل المصريين من اخطاره بغض النظر عن معتقداتهم الدينية وقامت بعرض مقطع فيديو يظهر من خلاله وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني وهو يتحدث عن ترحيب بلاده بالالتزام المتجدد من الحكومة المصرية للتصدي بقوة الإرهاب دفاعاً عن كل المصريين بغض النظر عن الانتماءات العقائدية وأن هذا هو المتوقع من أكبر دولة عربية في المنطقة. قال براتيني إنه تلقي من نظيره أحمد أبو الغيط وثيقة تتعلق باجراءات التحقيق الجارية نتيجة للهجوم الإرهابي البشع وأوضح حقيقة المجهودات التي تقوم بها مصر للكشف عن مرتكبي الحادث في أقرب وقت ممكن لتقديمهم للعدالة وهو ما يتنافي جملة وتفصيلاً مع ما ذكرته الصحيفة الأمريكية المغرضة.