مع غياب الرقابة المرورية داخل محافظة قنا انتشر "التوك توك" بمختلف مراكز المحافظة وان كان انتشاره يزداد يوما تلو الآخر داخل مركزي قفط وقوص. حتي اصبحت اعداده تفوق اعداد السيارات نفسها العاملة بالمركزين يليهما مركزا أبوتشت ونقادة. ومن الملفت للنظر ان معظم قائدي التوك توك صبية لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من عمرهم بالاضافة إلي عدم حمل أغلبهم لتراخيص بالعمل. وفي المقابل نجد أن كل "طفل" يسعي جاهدا لكسب قوت يومه غير عابئ بتبعات السرعة الجنونية التي يسير بها والتي تسقط عشرات المصابين والضحايا داخل امبراطورية التوك توك. يقول حمادة عبدالفتاح "سائق توك توك" بمركز قوص. إن انتشار التوك توك داخل المدينة ازداد في السنوات الأخيرة بسبب الاقبال المتزايد لشرائه من جانب الأهالي لأنهم وجدوا أنه الأسهل والأسرع في الوصول إلي القري والدخول إلي الشوارع الضيقة التي يصعب علي سيارات السرفيس المرور بها مشيرا إلي أنه لا يوجد موقف مخصص لمركبات التوك توك لأن أغلبها لا تحمل تراخيص. ولكن البعض يستقر أمام المعدية النهرية لاستقبال الوافدين للمدينة من أهالي مركز نقادة سواء موظفين أو تجار أو مواطنين عاديين جاءوا لإنهاء بعض المصالح. كما ان البعض يستقر بالقرب من موقف السيارات والبعض يحاول أن يتصيد زبائنه بالقرب من السوق. اضاف أحمد عامر "سائق توك توك" بقوص أن سهولة دخول التوك توك للأماكن الضيقة في القري يجعل الاقبال عليه يتزايد. واعترف بعدم وجود زجرة محددة للمسافات ولكن هناك من يطلب مبلغا معيناً والبعض يقبل بما يعطيه له "الزبون" بشرط أن يغطي تكلفة البنزين. بينما قال علاء محمود سائق توك توك بقفط إن سبب انتشار التوك توك يرجع إلي زيادة البطالة بين الخريجين لدرجة ان هناك خريجي جامعات وجدوا ان استثمار مبلغ معين في شراء توك توك والعمل عليه افضل له من انتظار وظائف الحكومة. وكل منا لا يعمل للتسلية وانما هناك أعداد كبيرة اجبرتها ظروف الأسرة علي العمل حتي يستطيع الفرد أن يحقق المكاسب الذي يضمن له ألا يبيت دون عشاء. قال أحمد كمال الدين عبدالماجد صاحب شركة للأجهزة الطبية إن حوادث التوك توك لا تتوقف حتي تحول إلي مصيدة للأرواح. فما من يوم يمر إلا وتقع حادثة اما اصطدام "توك توك" بأحد المارة أو انحرافه أما سيارة مما يؤدي إلي انقلابها. خاصة وان قائدي التوك توك معظمهم من الأطفال والصبية الذين تخلت عنهم الحكومة بعد أن صدعتنا طويلا في الحديث عن رعاية الطفل والحفاظ علي حقوقه في الوقت الذي تجد معظمهم متسربين من الدراسة بعدما اجبرتهم ظروف المعيشة الصعبة. مطالبا بأن تتم دراسة أوضاعهم لتحسين أحوالهم. بينما اتهم محمد حمدي رياض إدارة المرور بالتقصير والتراخي في مواجهة اصحاب التوك توك حتي انتشرت بصورة مريبة داخل المدن رغم عدم ترخيصها. مشيرا إلي أن المحافظ السابق اللواء مجدي أيوب كان قد اصدر قرارا بمنع سير التوك توك داخل مدينة قنا إلا بعد ترخيصه وحمل قائده لرخصة قيادة ولهذا لا تجد في مدينة قنا ما تراه من فوضي داخل المراكز الاخري. مطالبا بتعميم القرار وتطبيقه بكل حزم داخل كافة مراكز المحافظة مع إلزام أصحاب التوك توك بالترخيص أو التحفظ عليه.