لكونة أصغر وسيلة انتقال فإن الاقبال عليه شديد وخاصة بالأحياء الشعبية والمناطق العشوائية.. التوك توك مصدر جديد للرزق إلا أنه واجه رفضا قاسيا من المسئولين.. فالبعض يري أن انتشاره في الشوارع بشكل عشوائي اعاقة للسير وسبب في أزمات المرور, وآخرون يجدون أنه من أهم الوسائل للانتقال بالشوارع الضيقة.. فإذا كان هناك من لديه أسباب عديدة لرفض التوك توك فهناك من لديه أسباب وجيهة لتقبله. هل هو ماتسبب في إزدياد أزمات المرور بالفعل أم أنه شماعة جديدة لتعليق الأخطاء؟ سؤال يطرح نفسه وسوف نجتهد في الاجابة عليه من خلال تحقيقنا. .في البداية يقول عفيفي محمد صابر سائق توك توك: أن من حقهم المطالبة بحقوقهم بعد أن اعترف بهم الرئيس مرسي في أول خطاب له وبسؤاله عن المشكلات التي يسببها التوك توك أوضح أن هناك من يسيئون للمهنة بأعمالهم المشينة, وهناك من يعملون لكسب قوت يومهم وتدبير نفقات أسرهم.. ولكن المسئولين يرفضون استخراج تراخيص لنا مما يعرضنا للمساءلة ويسلبنا أبسط حقوقنا.. نحتاج إلي أن نتعامل كأي وسيلة مواصلات خاصة وأنه الأفضل ففي الوقت الذي تزداد فيه مشكلات البنزين والسولار وتتوقف السيارات عن العمل نجد التوك توك الذي يحتاج إلي كمية وقود قليلة بالمقارنة بالوسائل الأخري. ويري محمد جمال أن التوك توك من أهم وسائل النقل لسهولة دخوله إلي الشوارع الضيقة كما أنه مشروع ناجح لمعظم الشباب وخاصة بعد ازدياد نسبة البطالة.. فسعره مناسب وقيادته سهلة لكونه غير مرخص ولايحتاج سائقه إلي استخراج رخصة قيادة.. ولكننا نسعي جاهدين إلي ترخيصه لضمان حقوقنا وخاصة بعدما ازدادت حوادث الخطف والسرقة من خلاله حتي يكون له لوحة معدنية مسجلة بالمرور.. وتفضل منال سيد ربة منزل ركوب التوك توك عند ذهابها إلي أي مكان لكونه أرخص من التاكسي الذي يمتص دماء الناس كما أنها تقطن بأحد الشوارع الضيقة بمنطقة السيدة زينب.. ومن السهل دخوله إلي هناك لصغر حجمه.. كما أن سائقي التوك توك معروفون بالمنطقة فعند تعرض أحد أفراد أسرتها إلي وعكة صحية ليلا يمكنها الاتصال بالسائق ليأتيها فورا. واختلفت معها هدي رمزي مدرسة لرفضها وجود التوك توك لكثرة الحوادث التي يسببها.. وخاصة وأن هناك أطفالا لاتتجاوز أعمارهم10 أعوام يقودونه بسرعة طائشة نظرا لخفة وزنه في الوقت الذي لاتتوافر به أحزمة أمان مما يزيد من حوادث السير.. بل وهناك بالغون ليس لديهم خبرة في القيادة ويشترون التوك توك ويعملون عليه ليل نهار دون التعرض لعدم وجود قيود تردعهم. ويرفضه أيضا أسامة خليل مالك سوبر ماركت بسبب الضوضاء الناتجة عن الأغاني الشعبية السيئة التي تنبعث عبر سماعات التوك توك ليل نهار.. وأشار إلي أن المشكلة تكمن في إزدياد أعداد الأطفال الذين يقودون التوك توك بشكل ملحوظ, ويري أن الحل الوحيد للقضاء علي تلك الظاهرة هو رفض المواطن استقلال التوك توك مع الأطفال. وأوضح أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرف التجارية أنه تم اقتراح زيادة الرسوم الجمركية والضرائب علي التوك توك للحد من استيراده والتخلص من المشكلات المرورية التي يسببها إلا أنه لم ينفذ حتي الآن, وأشار إلي أنه علي الرغم من توفيره200 ألف فرصة عمل للشباب إلا أن سلبياته عديدة ومشكلاته تزداد يوما بعد يوم.. فمعظم سائقيه من الخارجين عن القانون وصغار السن. كما أن منع الاستيراد لن يحل المشكلة وإنما الحل لدي الحكومة فعليها تخصيص طرق لسير التوك توك وترخيصه حتي يستوفي كل سائق الشروط التي تجعله أهلا لقيادته..