شاهد العيان أحمد إبراهيم سلامة من أبناء قرية المندرة كان أول من رأي الحادث المروع.. قال يبعد منزلي عن المزلقان 100 متر تقريبا وفي صباح يوم السبت المشئوم كان معي أحد العمال باليومية ورايت شيئاً يطير وبعد ثوان سمعت صوت ارتطام قوي هز المكان وبعد ذلك وجدت أحد الاشخاص يستغيث فاسرعنا إلي المزلقان لنجد ابناءنا الابرياء قتلي واشلاءهم متطايرة من شدة اندفاع القطار رقم 165 المسرع. فقمنا باحضار السيارة الأجرة "الميكروباصات" ووضعنا داخلها 13 مصاب إلي مستشفي منفلوط. أضاف بدأنا في رحلة البحث عن الاشلاء واحضرنا اكياساً بلاستيكية لجمع الاشلاء بداخلها كانت رحلة عذاب ذاقها ابناء القرية بسبب الاهمال من قبل المسئولين. الأب والأم يبحثان وسط الاشلاء لعل وعسي يجدان ابناءهما بين قضبان السكة الحديد حتي الدماء عمت بالمكان الكل يبكي والحسرة والدموع محبوستان داخل العيون والاجفان. قال: جاءت سيارات الاسعاف متأخرة وحملت المصابين اما الاشلاء فكانت لها رحلة أخري للبحث استغرقت ساعات عديدة لتعثر كل أسرة علي أبنائها جمعت بيدي الجزء العلوي والآخر السفلي لاجساد الشهداء ناهيك عن الايدي والارجل الملقاة علي نهر شريط السكة الحديد وترعة الابراهيمية وكانك تمسك ارباعا من الذبائح وليس بشراً ومن نعمة المولي عز وجل انه اعطاني القدرة وروح التماسك والصبر والشجاعة علي تجميع فلذات اكبادنا فانها كانت نعمة عظيمة من المولي عز وجل حيث الهمنا روح التكاتف في تجميع الاشلاء التي تناثرت لمسافات تزيد علي 2 كيلو مترات تقريبا وكنا نجمع الاشلاء في الجلاليب والاجولة واكياس الاسمدة وقمنا باغلاق السكة الحديد ليس للمظاهرات أو الاضراب بل حتي نحصل علي متسع من الوقت لجمع الاشلاء. تابع قائلا: لولا عناية السماء بوجود سور ضخم ومتين لكان اطاح الاتوبيس الطائش باشجار النخيل والزراعات بالمنحدر الذي يتجاوز 7 امتار من قضبان السكة وسقط بمياه ترعة الابراهيمية وكنا سنتكبد جهودا أكثر لاستخراجهم من قاع ترعة الابراهيمية. أوضح أن نسبة ارتفاع الوفيات كانت في النصف الامامي بالاتوبيس والنصف الأخير انقذ 17 تلميذا من الموت المحقق. قال المهندس خالد الشلح مدير عام شركة بترول أسيوط أن هناك طفلين من عائلة الشلح توفيا وهما معاذ سعد عبدالسميع الشلح 11 سنة بالصف الخامس الابتدائي وهو وحيد والديه كما توفي التلميذ عمرو محمد رشاد الشلح 10 سنوات بالصف الرابع الابتدائي وهو اصغر اشقائه فشقيقه الأكبر حمزة 15 سنة وشقيقته منار 13 عاما كما اصيب فارس بهاء الدين مصطفي ابن ال8 سنوات. أضاف انه سيتقدم ببلاغ للمحامي العام بأسيوط نظرا للاهمال الجسيم الذي ادي إلي وفاة 51 واصابة 16 من طلاب المعهد ولقلة المستلزمات والادوات الطبية في المستشفيات حيث قام بشراء ادوية ومستلزمات طبية من خارج المستشفي حتي يتسني علاج "فارس" فهل يعقل ان يكون المستشفي بدون ادوية. أكد علي ان عمال المزلقان رفضوا العمل علي مزلقان المندرة من الساعة 8 صباحا حتي الثالثة عصرا مما دعا المشرف للقيام باعمال المزلقان لحين تدبير الأمر. تساءل هل يعقل ان يعمل المزلقان بتليفون بدائي بدون رنين أو جرس فاذا حدث عطل بالتليفون يؤدي إلي كارثة أخري. تفقدت "المساء" موقع حادث منفلوط حيث تبين رفض عمال المزلقان العمل علي مزلقان الموت مما دعا المسئولين للاستعانة بالمشرفين وغير المختصين باعمال المزلقانات. كما تم تغيير الشادوف واستبداله بتركيب بوابة جرار حديدي من الجانبين الشرقي والغربي لمنع مرور السيارات اثناء سير القطارات منعا لتكرار الحادث المروع كما تواجد الخفراء علي المزلقان الا ان بواقي حطام الاتوبيس مازالت علي جانبي القضبان. وكذلك الكتب الدراسية والشنط والاحذية ملقاة علي نهر القضبان وعلامات الدماء عليها كما وجدنا جاكتين وبعض الملابس الداخلية متناثرة في الموقع. يقول حلوي محمد أحمد ابن قرية المندرة بأن الاهمال استشري في قطاع السكة الحديد واننا قمنا من قبل اخبار المسئولين بالسكة الحديد عن قيام ملاحظي البلوك بترك المزلقان ولكن دون جدوي. طالب الحاج سيد أحمد إبراهيم الرئيس بضرورة الضرب بيد من حديد علي المتسبب في وقوع الحادث ولا يمر الحادث مرور الكرام. يلتقط اطراف الحديث زين عباس ليؤكد بأن مزلقان الموت تحول بقدرة قادر إلي القيام باعمال غير محترمة فالعاملون به يقومون باحتساء المشروبات المحرمة علي حد قوله وأشار إلي ان رجال النيابة عثروا علي جوزة "الشيشة" داخل المزلقان ناهيك عن تدخين المخدرات وطالب بوجود نقطة شرطة بجوار المزلقان. أما الحاج جابر معبد كتب جد الشهيد محمد سراج فقال: معهد نور الأزهر يبعد 20 كيلو متراً تقريبا عن القرية فانا اطالب ببناء معهد أزهري بقرية المندرة خاصة ان هناك قطعة أرض حرم السكة الحديد وغير مستغلة فيمكن بناء المعهد عليها. محمد علي أضاف أنه لا توجد وسيلة اتصال بين ملاحظ البلوك وعامل المزلقان فالتليفون بدائي منذ قديم الازل ولا يعمل فيجب محاسبة المسئولين لتحقيق القصاص العادل.