نطقة جزاء الترجي كان امراً عسيراً جداً. في ظل التكتل الدفاعي داخل وحول المنطقة التونسية.. وايضا مع ثبات دفاع الأهلي والتزام الفريق التونسي بمهام التأمين علي حساب الأندفاع الهجومي. فالبدري وضع خمسة من احرف نجومه في وسط الملعب.. والتي تضم حسام غالي وعاشور وابوتريكة ووليد سليمان وعبدالله السعيد وهي مجموعة خاصة جداً تجمع بين المهارة الهجومية العالية جداً والثبات الدفاعي.. ومكنت هذه المجموعة الأهلي من السيادة في منطقة المناورات مع مساندة أحمد فتحي في الجبهة اليمني. أما شريف عبدالفضيل فكان تركيزه حسب تعليمات البدري الواجب الدفاعي في الجانب الأيسر ليكون معاوناً للمدافعين وائل جمعة ومحمد نجيب. الترجي بفكر مدربه معلول. تعمد تأمين المباراة من بدايتها. واستدراج الأهلي لكشف ظهره لأمل خطف هدف بواسطة الثلاثي بوعزي ويانيك الكاميروني وأفول الغاني.. ولكن اي من الثلاثة لم يفلح في ذلك.. ولكن الترجي بكامله نجح في تأمين الملعب. وتفادي هز شباك الحارس بن شريفيه بأي كرة.. وان كانت الفرص الحمراء قد اقتربت جداً من مرماه ولكن الحظ لم يحالف الأهلي. ثلاثة لاعبين من الترجي نالوا انذارات في الشوط الأول في الدقائق 11 و 12 و 45 وهم كريم العواضي وسامح الدربالي وخليل شمام.. وهذا دليل علي الضغط الأحمر في ال 45 دقيقة الأولي. وكان هناك جهد كبير من لاعبي الأهلي لاختراق دفاع الترجي. خاصة من حسام غالي وأحمد فتحي وجدو إلا أن الفرصة الأعظم والاروع والأخطر كانت في الدقيقة 34. والتي يمكن أن نطلق عليها "فرصة الحسرة" لبطلها النجم العائد محمد ابوتريكة الذي تلقي تمريرة حريرية من أحمد فتحي الذي كسر داخل المنطقة ولكن ابوتريكة ارسل الكرة فوق العارضة بغرابة شديدة.. وهي فرصة لا تضيع من ابوتريكة واصابت كل من في ستاد برج العرب بالحسرة الشديدة. ..وقبل هذه الفرصة اختبر عبدالله السعيد الحارس التونسي في الدقيقة 14 بتسديدة رائعة وتألق بين شريفيه في تحويلها لضربة ركنية.. وفي المقابل كان شريف اكرامي كان ضيف الشرف الرئيسي في هذا الشوط رغم محاولات يانيك نجوبغ لاصطياد اي كرة وكاد ينجح في ذلك في الوقت بدل الضائع. ولكن اكرامي اصطاد الكرة بسهولة.. ويؤخذ علي لاعبي الأهلي في هذا الشوط انهم نسوا وسيلة التسديد القوي والمحكم وكان كل تركيزهم علي اختراق حائط الدفاع والصد للترجي دون فائدة إلا في لعبة أحمد فتحي. يأخذ الترجي زمام المبادرة مبكراً جداً. ويتخلي عن الكماشة الذي كانت في الشوط الأول.. وأشعل الهيمنة التونسية. الهدف القاتل الذي جاء بعد 5 دقائق فقط بضربة رأس من وليد الهشري من ضربة ركنية. مع مشاهدة خاصة جداً من حارس الأهلي شريف اكرامي الذي يسأل مسئولية كاملة عن هذا الهدف الذي يساوي ضياع الحلم الافريقي بأكمله.. والغريب ان هذه الكرة هي الوحيدة التي مثلت خطورة علي شباك الأهلي فسكنتها بسهولة. الهدف التونسي المبكر. أصاب كل لاعبي الأهلي بالعشي الليلي. فبدأ التخبط في جميع الخطوط. واليأس يتسرب مع مرور كل دقيقة ..وفي المقابل ارتفع معدل الثقة لدي لاعبي الترجي. وكاد الغاني أفول يحرز الهدف الثاني بنفس الركنية في الدقيقة 25 من الشوط ولكن الكرة اخطأت الشباك بسنتيمرات قليلة. انفتحت المباراة من الفريقين ولكن مع ثبات لاعبي الترجي. بعد ان تمكنوا من الملعب تماماً. مقابل حيرة لاعبي الأهلي رغم أن البدري دفع بكل اوراقه الهجومية. فسحب المدافع شريف عبدالفضيل ليلعب رأس الحربة السيد حمدي. ثم مدافع الوسط حسام غالي ليلعب بركات لانقاذ ما يمكن انقاذه. وتشهد الدقيقة 29 قمة سوء الحظ للأهلي وقمة الحسرة ايضاً.. بهدف ضائع ايضا من ابوتريكة عندما مرر له وليد سليمان عرضية ارضية جميلة يغمزها النجم المنحوس في الشباك. ولكن تمنعها قدم بن شريفيه بغرابة شديدة.. ليضييع هدف آخر. ثمنه غال جداً. بعد هذه اللعبة أعطي معلول تعليماته للاعبيه بالتكتل في نصف ملعبهم والقتال للدفاع عن الهدف. وآخر ورقة أمام البدري كانت بالدفع بالمهاجم عماد متعب بدلاً من جدو في آخر 10 دقائق ولكن الأهلي استمر علي حالة الارتباك بسبب السيطرة العشوائية. ولكن عدالة السماء كانت لابد ان تنزل علي ملعب برج العرب إنصافاً للأهلي وتلك الجماهير العظيمة.. عندما جاء هدف التعادل بقدم السيد حمدي وكان هدفاً غالياً.. ولكن أجمل ما فيه تمريرة أحمد فتحي الماكرة جداً في ظهر المدافعين. ليكون التعادل العادل.