"العود" آلة موسيقية عربية أصيلة عزفت عليها أعظم وأشهر المقطوعات والألحان الشرقية.. اشتهر بالعزف عليها الكثير من رواد الموسيقي العربية أمثال: محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وفريد الأطراش ومحمد القصبجي وجورج ميشيل وسيد مكاوي وبليغ حمدي.. رحمهم الله. هؤلاء.. بالإضافة إلي مجموعة أساتذة نذكر منهم: حسين صابر وسيد منصور ود. عاطف عبدالحميد عميد كلية التربية الموسيقية ونصير شمة الذي كان معه هذا اللقاء أو العزف بالكلمات عن رحلته وتجربته مع هذه الآلة التي تعلم عليها في سن متأخرة بعض الشيء "الحادية عشرة من عمره" ورغم ذلك فإسهاماته في التأليف الموسيقي والعزف تجعله يقف متفرداً في ابداعاته التي تسير في خط متوازي مع أبحاثه وتنقيبه في تراثنا الموسيقي العربي. عند بداياته.. قال نصير شمة: ولدت في مدينة الكوت بالعراق عام 1963 وأكملت دراستي الجامعية في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد عام 1987 وتخصصت في العزف علي آلة العود.. أسست في القاهرة "بيت العود العربي" وأتولي رئاسته في بيت الهراوي.. أحد البيوت الأثرية التي تمتلكها وزارة الثقافة المصرية.. ووصل عدد الطلبة الذين يدرسون في "البيت" قرابة المائة طالب.. وهي أقصي طاقة للاستيعاب.. والمكان يمتليء بالعازفين علي مدار الأسبوع من كل الجنسيات العربية والغربية وتخرج فيه قرابة الخمسين.. ويتم ذلك عن طريق حفل عام أمام الجمهور.. ويتخرج الفنان "صوليست" وأستاذاً لتدريس الآلة التي تعلم عليها وهي "العود القانون الناي" فالأمر لا يقتصر علي العود فقط. وبالنسبة لشروط الالتحاق.. أضاف رئيس بيت العود العربي: الشروط هي الجدية والالتزام بالمنهج المقرر للدراسة واستيعابه وحدوث تقدم في الدراسة.. ونحن في العادة نقوم بعمل امتحان بعد شهرين من التحاق الطالب لمعرفة مدي استعداده وتقبله لها وعندما يفشل يترك المكان لغيره. علي فكرة.. والكلام ل نصير شمة.. عندما يتخرج الدارس في بيت العود يكون علي مستوي عال.. ومنهم من يسافر للخارج لاستكمال دراسته ومنذ وقت قريب أخبرني أحد طلابي "وهو مصري" بتعيينه مديراً في معهد موسيقي بمرسيليا.. وهذا شيء أسعدني كثيراً.. وهذه إحدي الحالات التي تتكرر كثيراً. حول نشاطه بعيداً عن "البيت" أوضح قائلاً: هناك بعض المخطوطات القديمة والكتب التي أنا بصدد مراجعتها وتقديمها حاليا.. ومشروع مع المجلس الأعلي للثقافة اسمه "بيت الشرق للدراسات الموسيقية" وفيه يتم نشر البحوث الموسيقية وإحياء الآلات الشرقية القديمة وخاصة آلات العراق ومصر.. كما اصدرت العديد من الألبومات والاسطوانات.. والحمد لله.. حصلت علي جوائز وتكريمات عديدة.. منها جائزة أفضل لحن عاطفي في العراق وأفضل موسيقي عربي من مهرجان جرش بالأردن وتكريم من مهرجان أيام قرطاج المسرحية ووسام من مدينة أغادير المغربية وميداليات الجامعات البرتغالية "لشبونة البرتغال" وغيرها. إلي جانب هذا البيت "بيت العود العربي" أنشأ الفنان الدكتور "عاطف عبدالحميد" عميد كلية التربية الموسيقية داراً لتعليم آلة العود داخل الكلية يتولي التدريس فيها أساتذة من الكلية وتفتح الدار أبوابها للموهوبين ومحبي العزف علي آلة العود. هذه الدار والكلام للدكتور العميد.. بدأت نشاطها منذ 6 أشهر وينتظم فيها نحو 20 دارساً وتقدم شكلاً آخر للدراسة فهي مرتان أسبوعياً ولمدة عامين.. وهناك أداء جماعي ومشاركة وأمسيات لكي يتخرج فيها العازف محترفاً وليس مجرد أنه ينمي هوية لديه.. ونأمل أن يأتي اليوم الذي نجد فيه "عود في كل بيت" . وقال د. عاطف: إلي جانب هذه الدار توجد لدينا أيضا "دار الغناء العربي" وندرس الآن إنشاء "دار لتعليم الجيتار".. وهكذا مع بقية الآلات: الكمان والجاز وغيرهما.