عودة مسابقة الدوري العام لكرة القدم بات مطلب الكثير من أبناء أسرة اللعبة أندية واتحاد انطلاقا من انها أصبحت مرتبطة بعملية اقتصادية ضخمة قد يتخطي المليار.. وتمثل مصدر رزق لعناصرها ومن حولها.. وبعض الإحصائيات تقول إن عددهم يصل ل "5" ملايين نسمة.. وبالطبع لا أحد يستطيع أن يؤكد أو ينفي مدي صحة هذا الرقم الذي أشك شخصيا فيه.. ولكن المتفق عليه أن أندية الدرجة الثانية والثالثة وقطاعات الناشئين بمدربيها كانوا الأكثر ضررا ورغم هذه الأجواء غير المستقرة التي يعيشها الوطن نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية.. فإن وزارة الرياضة بالتعاون مع اتحاد كرة القدم المنتخب ووزارة الداخلية يبذل الجميع قصاري جهده لعودة الحياة لطبيعتها بالملاعب الخضراء.. رحمة بالظروف الاقتصادية والمعاناة التي تمر بها عناصر اللعبة خاصة في الدرجتين الثانية والثالثة. المهم إذا كنا نريد عودة الدوري العام فلابد أن نتفق بعيدا عن نغمة ارتباطه بمصالح وأرزاق ناس فإنني أري انه بعد ثورة يناير المجيدة يجب أن يعود النشاط الكروي بمفهوم جديد نقضي فيه علي مظاهر الفساد التي يعاني منها.. لأن الواقع يقول إن الكرة المصرية الوحيدة في أنظمة الاحتراف في دورات العالم التي تمثل عبئا اقتصاديا رهيبا علي ميزانية الدولة واللعبة عندنا تخسر مئات الملايين سنويا.. فهي تستنزف موارد الدولة بينما نجدها في أغلب بلدان العالم نشاطا اقتصاديا محترما ومنظما ومنضبطا يدر أرباحا لميزانية الدولة.. ولا يستنزف مثلما هو الحال عندنا منذ طبقنا نظام "الاحتراف" أقصد الاحتراف عام ..90 وهنا أطالب الدولة ممثلة في وزارة الرياضة اعتبارا من الموسم القادم أن ترفع يدها تماما عن منح أي دعم لفرق الكرة بالأندية في مختلف الدرجات وعلي تلك الأندية مع اتحادها لن تعمل بمبدأ الاكتفاء الذاتي وأن ترتب أوضاعها فمن منها يستطيع أن يجاري نظام الاحتراف فمرحبا به ومن يعجز فعليه أن يكتفي بممارسة الكرة علي مستوي قطاع الناشئين ليكون مصدر تحويل ذاتيا له من خلال بيع لاعبيه الموهوبين من الناشئين.. لقد قامت الثورة لتحقيق العدالة الاجتماعية ومن غير المقبول أن تمنح الدولة دعماً للأندية لتوقع عقوداً بعشرات الآلات والملايين للاعبيها ومدربيها بينما هناك الرياضات الأخري الفردية والتي يمكن أن تستوعب عشرات الآلاف من شبابنا تفتقد لأبسط الإمكانيات ويمكن استثناء هذا الموسم فقط بقيام وزارة الرياضة بدعم الأندية لتعويض الأضرار التي تعرضت لها بسبب إلغاء الدوري بما يؤهلها لاستئناف النشاط الذي ننتظره نحن جميعا ولكن اعتبارا من الموسم 2013/2014 يجب أن تتفرغ الدولة لدعم وصيانة الملاعب والمنشآت الرياضية لاتاحة الفرصة والوقت والمكان للملايين من شبابنا لممارسة الرياضة في كافة اللعبات ولنترك الكرة لأهلها فكل أنديتها خسرانة وغرقانة في الديون.. ولا علاقة لذلك بإلغاء الدوري لأن نزيف الخسائر بالملايين منذ عام 90 واسألوا أندية القمة الزمالك والإسماعيلي والاتحاد.. الخ.. لقد قامت الثورة وحان الوقت للقضاء علي مظاهر الفساد والسمسرة في الكرة حتي يصبح نشاطا اقتصاديا نافعا مثل باقي دول العالم وليس كلاما معسولا فقط.. وحبرا علي ورق..!!