كل محافظة في مصر لها محافظ واحد.. إلا محافظة الاسكندرية فلها محافظان.. أحدهما المستشار محمد عطا عباس.. والثاني الدكتور حسن البرنس.. الأول درجته محافظ.. والثاني أيضاً محافظ ب "شرطة" وإن كانت درجته الرسمية نائب محافظ. أما لماذا هما محافظان.. فلأن البرنس يعتبر "راسه براس" عباس.. ولا يقل عنه.. ولذلك فهو لا يعترف بالتفاهم والتواصل معه معتمداً علي أنه أحد قيادات الإخوان الذين أبلوا بلاء حسناً في الدفاع عنهم وعن الرئيس محمد مرسي.. ولهذا كانت هذه الوظيفة مكافأته عن إخلاصه وتفانيه. المحافظ المستشار عطا كما تنشر الصحف يقوم بجولات ميدانية في المحافظة.. وعلي قدم المساواة يقوم البرنس بجولات في نفس الوقت.. ولا يعلم أحدهما عن الآخر وعن جولته وأهدافها ونتائجها شيئاً.. فهما جزيرتان منعزلتان لا تصل بينهما أي جسور. ماذا لو تصادف قيام أحدهما بجولة في منطقة قام فيها الثاني بجولة قبلها.. وتضاربت قراراتهما؟ فمن منهما يستطيع أن ينفذ قراراته علي حساب قرارات الآخر؟! قالت الصحف: إن المحافظ محمد عطا عباس يقوم بجولات يصطحب معه مندوبي الصحف ويعرفون تحركاته ونتائج جولاته.. بينما البرنس لا يصطحب معه إلا الصحفيين من جماعة الإخوان الذين يقومون بإبلاغ نتائج الجولات إلي زملائهم في الصحف الأخري والذين بدورهم يرفضون هذا الأسلوب وبالتالي يقاطعون أخبار البرنس.. الذي لم يجد أمامه سوي موقعه علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فيضع كل أخباره ونشاطاته عليها!! القوي السياسية في محافظة الاسكندرية غاضبة علي تعيين البرنس نائباً للمحافظ.. ويعتبرون ذلك خطوة لاعتلاء عرش المحافظة "محافظاً أصلياً" في حركة المحافظين التي يتم الإعداد لها حالياً تمهيداً لإعلانها في الأيام القادمة. اعتبر أبوالعز الحريري "حزب التحالف الشعبي الاشتراكي" أن ما يحدث مؤامرة كاملة دبرت للمحافظة.. وقال: اعترضنا علي البرنس منذ البداية وفوجئنا بتعيين المستشار محمد عطا عباس الذي لا يعرف المحافظة نهائياً.. وفضلنا الانتظار لمنح الرجل فرصة.. لكننا بعد شهر واحد فوجئنا بتعيين البرنس نائباً له تمهيداً لإقصاء عباس وتصعيد الأخير. وفي إطار الاعتراض علي البرنس انضمت حركة شباب اليسار إلي اعتصام حركة 6 أبريل الذي سيبدأ يوم السبت القادم معلنة رفضها استمرار تولي البرنس مهام نائب المحافظ.. فيما أعلنت حركة "كفاية" علي لسان متحدثها الرسمي عمرو الدمرداش رفضها تصعيد البرنس. البرنس قال في قناة الجزيرة: الاعتراض علي شخص ليس مشكلة. ولكنه حق سياسي يجب احترامه.. وسأضرب تعظيم سلام للمعارضين. أما صابر أبوالفتوح "حزب الحرية والعدالة بالاسكندرية" فاعتبر أن كل الدعاوي لإقصاء البرنس عن منصبه ليس لها قيمة.. وقال: إن أصحابها لا يتعدون 16 شخصاً "مالهومش لازمة"!! إذن.. نحن الآن أمام محافظين للاسكندرية.. محافظ قائم.. ومحافظ منتظر.. وإلي أن تصدر حركة المحافظين سيظل الوضع علي ما هو عليه أحدهما محافظ بالفعل.. والآخر محافظ بالقوة.. وعلي المعترضين أن يضربوا رأسهم في الحيط!!