التحرش الجنسي مسمي غريب علي المجتمع المصري لكن ظهوره في هذا العصر ليس بغريب فقد كثرت في الآونة الأخيرة مشكلة التفكك الأسري وتشرد الشباب وعدم وجود القدوة في المدرسة أو الجامعة وضياع هيبة المدرس وغياب دور الأب والأم في التربية الصحيحة والتبرج الفاضح من قبل بعض الفتيات واللامبالاة لدي الرأي العام تحت مسمي "يا عم أنا مالي" وضعف الرقابة الأمنية في الشوارع. فإذا نظرنا إلي مرتكب مثل هذه الجريمة أو المجني عليها نجد ان كليهما مسئول عما حدث فالأول إما انه عاطل أو سائق أو طالب مستهتر بلغ به الحال السنكحة في الشوارع لمعاكسة بنات الناس وخاصة المتبرجات ومطاردتهن في كل مكان من أجل الايقاع بهن وفي حالة عدم وجود أي رد فعل من قبل الفتاة تجاه تصرف هذا المستهتر يطمع في المزيد من المضايقات وهو التحرش بها اعتقاداً منه ان سكوتها علامة الرضا وان التبرج طريق للتحرش. ما أكثر هؤلاء الشباب الذين يجلسون في مخارج ومداخل محطات مترو الانفاق وعلي محطات الأتوبيسات والميكروباصات وشواطيء النيل وأمام المدارس وفي ساحات الكليات ولم يجدوا من يردعهم حتي ولو بالزجر أو التوبيخ بل وصلت بهم البجاحة للاحتكاك بالفتيات عيني عينك دون خوف من أحد. في الواقع انني لا أنفي التهمة عن المجني عليها ففي معظم الحالات التي تحدث فإن الفتاة تتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية حيث انها ترتدي الملابس الصاخبة التي جعلت الشباب يطاردها ويتحرش بها كما انها جعلت كل من هب ودب يلقي علي مسامعها كلمات الحب والإعجاب حتي الباعة في الطرقات والشوارع وهناك الكثير من الفتيات تريد ان تسمع كلمات الغزل والإعجاب من الشباب مما أعطي انطباعاً سيئاً عن الفتيات. علي أي حال ان المسئولية مشتركة بين المتهم والمجني عليها وأسرة كل منهما فهناك أسباب كثيرة وراء انحدار القيم والأخلاق عند الطرفين منها عدم وجود القدوة في المنزل والمدرسة وعدم إحساس الشاب بالمسئولية وانحطاط التربية والتأثر بالأفلام الخليعة التي أصبحت مباحة علي شاشات الفضائيات وغياب دور الأسرة والمغالاة في شروط الزواج والبعد عن الدين وتعاليمه وعلينا ان نعيد حساباتنا مع أنفسنا حتي ينصلح حالنا.