جاءتني هذه الرسالة علي الايميل الساعة الثانية صباحا وان أتأهب لغلق جهاز الكمبيوتر والذهاب الي النوم لكن ما ان قرأتها وجدت فيه من التفاصيل ما يكفي ليطير النوم من عيني واعدت قراءتها اكثر من مرة وفي كل مرة يزيد العجب.. اما محتوي الرسالة باختصار- غير مخل- فهو كالتالي: انا آنسة متزوجة او زوجة بكر لم يمسني زوجي و هذا هو حالنا المستمر منذ 3 شهور تقريبا والسبب ان في يوم الفرح همس في اذني احد اقاربي الشباب اكثر من مرة وكأي عروسة لا تسمع ما يقال من ¢دوشة ¢ المزيكا كنت ارد عليه وعلي غيره بضحكات سعادة وكنت اظن انني علي وشك بداية ما يسمي بشهر العسل. لكن مع الاسف حتي الان وانا وكأنني محكوم علي بالسجن 3 شهور كاملة فقد فسر زوجي ضحكاتي علي غير حقيقتها واكمل الفرح بصورة طبيعية جدا وذهبنا الي المنزل بصحبة بعض الاهل وودعهم كافضل ما يكون وما ان ذهب الجميع فوجئت به يفتح لي محضرا. س وج س وجپ ثم النهاية صفعة علي وجهي وفي يوم الصباحية وقبل زيارة الاهل اخبرني بان هذا الزواج انتهي وانه فقط لن يطلقني حرصا علي سمعتي مؤكدا انه سيفعل ذلك في الوقت المناسب الذي يحدده هو .. ولم اجد امامي سوي الموافقة او الفضيحة فقبلت. جاء الاهل ومثلنا امامهم دورا نستحق عليه الاوسكار ومن وقتها وهو مخاصمني لا نتكلم الا عندما يزورنا احد للمباركة و التهنئة اما غير ذلك فالوصال مقطوع والكلام ممنوع .. وجدت نفسي متهمة وانا اقسم بالله بريئة حاولت شرح الامر اكثر من مرة ولكن كانني تلفزيون او راديو يتكلم وهل يرد احد علي التلفزيون؟ هل تصدق انني رغم كل ذلك احبه رغم انه ياكل بمفرده ويغسل ثيابه بنفسه لكنه كان يترك لي مالا لكن لم اخذ منه ولو جنيها واحدا وانفق علي نفسي من النقطة التي اهداني اياها اهلي وصديقاتي .. وانا رغم حبي له اشعر انني سأصاب بالجنون .. لا استطيع اخبار الاهل بما يحدث وطول 3 اشهر لم اخرج من المنزل ونادرا ما اكلم احد..لا اجد الا والدتي التي لا هم لها سوي انني لماذا لم احمل حتي الان وتريد الذهاب بي الي الطبيبة!!! لا اعلم ماذا افعل وكانني ميتة اكلينيكيا .. اعيش في انتظار رصاصة الرحمة اي الطلاق.. وحتي الطلاق سيحولني الي مسخة وسط اسرة ترفض الطلاق مهما كانت الظروف .. واتساءل ما هو ذنبي حتي اعيش حياة بهذا الشكل الذي لم اسمع عنه من قبل واظنك مثلي.. اعيش في جحيم والطلاق سيكون جحيما من نوع اخر فماذا افعل علما بانني استخدمت معه كل شي الكلام .. الدموع .. الاغراء.. الطاعة العمياء.. ارجوك اخبرني ماذا افعل؟ N - E الاسكندريةپ اتفق معك في غرابة مشكلتك التي تفوقت علي خيال الادباء والمؤلفين ولا انكر انني تحاصرني العديد من الاسئلة والاستفسارات فانت لم تذكري شيئا عن فترة الخطوبة مثلا وهل كان يضيق عليك الخناق ام كيف كانت طريقة تعامله معك؟ هل فوجئتي بخشونته معك ام انك كنت تعلمين ذلك من قبل ووافقت علي الارتباط .. اما السؤال الاهم فهو الي متي سوف تستمر هذه الحياة الشنيعة التي تدمر اعصابك يوما بعد يوم وكأنك ارتكبت جناية عظمي!! انا لا انكر علي ما يسميه زوجك غيرته علي زوجته فهذا حقه تماما لكن ليس من حقه ابدا ان يتعامل معك بهذة الطريقة المستفزة .. كان بامكانه ان يلومك اذا رأي انك تماديت في الهزار مع شباب العائلة بل ويعنفك ايضا ويضع الاسس والقواعد التي يراها مناسبة لاستقرار حياتكما. اما ان يصل الامر الي الضرب والخصام والهجر بل والتعامل معك بهذا التعالي متجاهلا كل محاولات الصلح والتواصل منك فهنا لابد وان تقفي وقفة جادة .. فحتي لو افترضنا ان سيادته قبل بالصلح فمن الذي يضمن انه مع اي خطأ منك في المستقبل لا يعود الي اموره العجيبة. رأيي ان تخرجي من هذا السجن قبل ان تفقدي حياتك بداخله .. البقاء مع هكذا زوج بصراحة لا يبشر باي امل او تفاؤل .. ولا مفر من مصارحة والدك بكل ما حدث لتنفدي بجلدك من هذه الحياة الكئيبة .. اما كلامك عن انك مازلت تحبينه فلم يعد مقبولا فهل يحب الانسان سجانه؟ هي تجربة آن اوان اسدال الستار عليها ووارد لكل فتاة ان تفشل في زواجها الاول وهذا لا يجعل منها متهمة او مذنبة .. نعم ستعيشين اياما صعبة لكنها ابدا لن تكون اصعب مما واجهت في اطول 3 شهور واعقدهما في حياتك كلها! بقي ان اقول ان في رسالتك عبرة وعظة لكل فتاة لتعلم ان زينة الفتاة الحقيقية في حيائها وحشمتها ولا اقصد بذلك اتهاما لك وانما هي كلمة احببت ان اقولها لبناتنا العزيزات لان بعضهن تناسينا هذه الحقيقة الموكدة وانسقن وراء طباع غريبة لا تتفق مع مجتمعنا. اما انت فتأكدي ان الله عز وجل سيعوضك عما واجهت من ظلم وتعنت مادمت حسنة النية وتتقين الله في افعالك فسيجعل الله بعد عسرا يسراً وكل الامنيات الطيبة لك بكل الخير والاستقرار.پ