من يصدق أننا منذ ثورة 25 يناير 2011 وبعد مرور 22 شهراً بالتمام والكمال مازلنا ندور في حلقات مفرغة علي طريقة البيضة والا الفرخة.. والنتيجة أننا لم نستطع حتي الآن أن ننجز الدستور الذي يحدد لنا كيف نسير.. وكيف نحقق أما لنا وطموحاتنا التي نحلم بها جميعا في مصر الجديدة؟! الثورة رفعت شعار عيش حرية عدالة اجتماعية.. لكننا نجد أن البطالة ترتفع معدلاتها والفقر يتزايد أمام ضربات إرتفاع الاسعار الموجعة لجيوب الغلابة.. والانتاج يتراجع والتصدير ينكمش ولا نعرف كيف نستغل إمكاناتنا ومواردنا التي حبانا بها الله سبحانه وتعالي لأن الكل مشغول بالوقفات الاحتجاجية والمطالب الشخصية والفئوية ولا يفكر في أبعد من موقع القدم. كلنا نخون بعضنا البعض.. وكلنا نزايد علي بعضنا وهناك من يريد أن يحكم ويتحكم بالصوت العالي أو بتوجيه الاتهامات فقط.. وغيرهم يرغب في الاستحواذ علي كل شيء ولا يفكر في صالح المجموع علي طريقة يالا نفسي. لهذا السبب نسأل لماذا لا نترك أمر الدستور إلي لجنة من الخبراء والمتخصصين تضع لنا دستورا يليق بمصر في الالفية الثالثة وهي تستحق بعدما فشلنا في التأسيسية الأولي وها هي التأسيسية الثانية موقفها غامض بعد أن أحالت محكمة القضاء الاداري الطعن المقدم فيها إلي المحكمة الدستورية العليا؟! بصراحة أكثر هل نتعلم من عيد الأضحي الذي نحتفل به التضحية والايثار بمعني أن ننحي المصالح جانبا لنعلي مصلحة الوطن ويجتمع شملنا علي كلمة سواء من أجل الدستور؟! أقول ذلك لأن اجتماع الرئيس د. محمد مرسي مع القوي السياسية والحزبية لم يسفر عن شيء ملموس يريح القلوب والنفوس بشأن التوافق.. رغم الحالة الاقتصادية والسياسية الصعبة التي نعيش فيها الآن.. والتي نتحدث عنها كثيراً دون أن نحاول بالافعال أن نخرج منها. واقع الحال يقول إن الرئيس سوف يعقد اجتماعا نهاية الاسبوع المقبل مع هذه القوي والأخري التي قاطعت الاجتماع الأول وذلك في إطار حل الأزمة والوصول إلي صيغة توافقية من أجل مصر بعيداً عن الادوار الانتخابية والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة.. فهل ينجح هذا اللقاء في حسم أمر الدستور الذي اشتقنا إليه كثيراً؟! المفروض أن تخلص النوايا وتصدق فيما تذهب إليه وتعرف أننا نضع دستوراً يجب أن يعبر عن أطياف الشعب وليس لحساب فئة أو اتجاه.. لأن اغلبية اليوم في الدول الديمقراطية ربما تكون أقلية غداً من هنا لابد أن يكون لأهل الخبرة دور فاعل.. ولابد أن تكون الصياغة محكمة ومنضبطه لا تحمل أكثر من معني.. وهذا لا يمكن ان يقوم به إلا خبراء من المتخصصين والمحترفين.. بمعني ان الهواه ليس هذا مجالهم. هذا الامر يغنينا تماما عن لعبة التأسيسية التي جربناها أكثر من مرة وها هي تتعثر.. ويبدو أنها لن تصل بنا إلي بر الأمان. مصر لديها تاريخ في إعداد الدساتير علي أسس وقواعد سليمة يجب أن تكون مرآة لنا في المستقبل ولا نبدأ من فراغ أو نلعب بطريقة الهواه بهدف تمرير نصوص مغرضه مثلما حدث في عصور سابقة. ويجب ألا ننتر شخصا يأمر بأن نسير في اتجاه معين فنجتمع لنحقق له ما يريد.. هذا الزمن انتهي ولن يعود.. لكن الواقع يتطلب سرعة الاتفاق علي صيغة نعبر بها هذا النفق لاننا في مفترق طرق ولابد أن نحسن أمورنا حتي لا يضيع المزيد من الوقت ونكتشف أننا نجري وراء سراب.. فهل نعيد تشكيل التأسيسية بالتوافق.. أم نوكل الامر إلي لجنة من خبراء الدستور نعطيهم الوقت لانجاز ما نريد في إطار رؤي عامة تحدد الأهداف والامال التي يصبو إليها كل مصري؟! دائرة الخلافات لابد أن نغلقها وفوراً حتي لا تأخذنا الدوامة بعيداً عن شاطئ الامان فنجد انفسنا غرقي في بحر التشرذم والشلل التي تذهب بالجميع إلي المجهول. ويجب أن ندرك أننا جميعا في خندق واحد وأن نجاة السفينة حماية للوطن وأمان للمستقبل ودفعة قوية للانتاج وحل قضايانا في التعليم والصحة والبحث العلمي ومواجهة الفقر والبطالة والانفلات الأمني وتراجع الاخلاق وضياع الشهامة التي كان يتمتع بها المصريون. هل نبدأ الطريق الصحيح مع أيام عيد الأضحي؟! بصراحة أتمني لقطات: ** قال د. محمد مرسي للدعاة في عيدهم: مصر في حاجة إلي إعادة صياغة الوعي والعقل في الاتجاه الذي يجعلنا أكثر إنتاجا وفاعلية. * هو ده الكلام ** وقال في لقائه بالاحزاب والقوي السياسية إنجاز الدستور في أسرع وقت من أجل الاستقرار والتنمية.. التركيز علي مواد الخلاف أهم من الامور الشكلية. * يا ريت ** أكد عمرو موسي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أنه لن يوقع علي الدستور إلا إذا كان لكل المصريين وقال: مصر ليست عزبة لاحد.. وميدان التحرير للجميع. * معاك حق ** النائب العام يحيل مدرسا إبتدائيا لمحاكمة عاجلة أمام الجنايات.. اغتصب طفلة بالصف الاول الابتدائي داخل الفصل!! * تفتكر السجن المؤبد كفاية؟! ** رغم تصريحات المسئولين عن الرقابة والسيطرة وتحقيق الانضباط تذاكر قطارات السكة الحديد نفدت من الشبابيك.. وتباع في السوق السوداء. * حكاية ماسخة.. كل عيد!!