الحل بسيط جدا.. التمرد علي كل القواعد الاجتماعية والخروج علي المألوف. فالرجل إذا كان هو الزوج ليس نهاية المطاف وليس هو محطة الأمان كما تعتقد النساء.. فهناك دائما حل أرخص وأسهل للخروج من أسر الرجل وإذا كان قد طلقني وأصبحت وحيدة فلا شيء يهم. سوف أتخطي هذه العقبة وسوف أطعم أولادي وأربيهم. الحل موجود دائما ويرافقني في صحوي ومنامي انه ببساطة جسدي. هكذا استقر رأيها لذا قررت أن تخرج من كل ما يربطها بالحياة السوية ظلت تحادث نفسها إذا كان زوجي موظف التموين قد هجرني وطلقني فذلك أمر لن يقلقني كثيرا.. أنا امرأة جميلة ومازلت شابة رغم اني أنجبت من ذلك الموظف التعس ثلاثة أولاد وأدوات من الجمال والأناقة تكفي لتوفير حياة رغدة بعيدا عن هذا الموظف التعس الذي كان زوجي ذات يوم. كان رأيها قد استقر تماما علي الهروب من الفقر وكونها مطلقة وكانت الخطوة الأولي لرحلة الضياع التي حتما ستنتهي في قسم شرطة السفر من الدقهلية إلي دمياط حيث لا أحد يعرفها هنا وبعيدا عن أولادها ومطلقها وعائلتها وعائلته يمكنها أن تمارس حياتها الجديدة حياة الليل في احدي البواخر برأس البر التي اتخذتها مسرحا لعملها الجديد.. أصبحت دمياطالجديدة تعرف "سوسو". تجار الموبيليا الأثرياء ورجال الأعمال وتجار السمك وتجار الأخشاب من منتفخي المحافظ جميعهم يعرفون تلك المرأة الفارعة الطول التي تميل ملامحها إلي الملامح الأوروبية وملابسها الأنيقة تشير إلي أنها سيدة من سيدات النخبة. كان مسرح نشاطها لا يخرج عن علب الليل بأحد المراسي النيلية اضافة إلي صالات الديسكو بالفنادق الشهيرة حيث تطل الصالة علي حمام سباحة يشهد كل يوم "سوسو" وهي تخلع ملابسها إلا بما يستر العورة وتسقط في الماء ليتجمع حولها عشاق المتعة الحرام والرغبة القذرة. في هذه الأماكن بدأت في تكوين حلقة من الساقطات وبنات الليل من مختلف المحافظات من الفارات من طروفهن والباحثات عن الثروة السهلة والحياة المثيرة. أصبحت "سوسو" احدي أشهر بائعات الهوي نظرا لجمالها اللافت رغم انها تخطت الأربعين وكان الزبائن ينتظرونها بلهفة حيث تحقق لكل زبون رغبته فهناك من يريد الصغيرة سنا وهناك من يريد الممتلئة وهناك من يريد الرشيقة أو السمراء أو يريدها هي شخصيا كل مزاج وله ثمنه وله سعره وله ظروف يتفق مع "سوسو" عليها. كانت "سوسو" تتفق مع الزبائن علي السعر والمواصفات المطلوبة ثم تقوم بتوزيع الفتيات حسب الطلب وتتقاضي هي المبالغ وبعد نهاية المهمة توزع الحصص المالية علي الفتيات لتعود كل منهن الي محافظتها محملة بالأموال والهدايا والعطور وأشياء أخري كانت رحلتها اليومية تبدأ من المنصورة حيث تستقل التاكسي إلي دمياطالجديدة وتمارس عملها باهتمام ودأب شديدين وفي نهاية اليوم تعود إلي بيتها بالمنصورة وأولادها الثلاثة في انتظارها ذات ليلة كان معاون مباحث رأس البر يتفقد الحالة الأمنية في دورية راكبة في محاولة لضبط ايقاع الشارع وتفقد الحالة الأمنية لمح معاون المباحث وقائد الوحدة رئيس مباحث الآداب أثناء التجول بمنطقة النيل امرأة في العقد الثالث من عمرها تستوقف المارة بأداء تصرفات تخدش الحياء وتتعمد وضع يديها في مناطق حساسة بجسدها للفت النظر ثم عندما يقف أحد المارة تعرض عليه جسدها والمبلغ المطلوب.. ألقي القبض علي المتهمة التي تبينت من التحقيقات أنها زعيمة شبكة من الداعرات وانها هي التي تتولي استقطابهن وتوزيعهن علي علب الليل وصالات الديسكو والمراسي النيلية لاصطياد الزبائن وقضاء أوقات متعة محرمة. أمام مأمور رأس البر روت قصتها في محضر قالت فيها انها حاصلة علي دبلوم التجارة وعللت قيامه بالتحريض علي الفسق وإدارة شبكة للدعارة من الساقطات من مختلف المحافظات نظرا لصعوبة ظروف حياتها بعد طلاقها من زوجها خاصة وأنها تنفق علي ثلاثة أبناء تركهم لها طليقها. وأضافت في المحضر أنها تأتي من المنصورة لتسهر في الباخرة السياحية ومعها بنات تقوم بتوزيعهن علي الباخرة لاصطياد الزبائن ثم يتم تجميع المبالغ المالية من الجميع وتوزيعها حسب النسب المقررة. وقالت ان هذا هو عملها الرئيسي الذي تتكسب منه وتعيش وتنفق علي نفسها وأولادها منه. تم ضبط مبلغ 501 جنيه مع المتهمة وتبين أنها سبق ضبطها واتهامها في عدة قضايا اضافة إلي هذا المحضر أبدت المتهمة ندمها علي ما فعلته أمام معاون المباحث وقيد المحضر جنحة وإحالة المتهمة إلي مدير النيابة الذي باشر التحقيق مع المتهمة.