الفيروسات والأمراض الفتاكة هي أخطر ما يواجه الإنسان في كل عصر. ورغم التطور الهائل الذي أحرزته البشرية في العلوم والطب والدواء فثمة قدرة متزايدة لدي الفيروسات علي التحور والتطور بحيث يقف الطب إزاءها عاجزاً لوقت قد يطول وقد يقصر حتي يلهم الله العلماء بكيفية علاج الأمراض الناشئة عن تلك الفيروسات الخطيرة وآخرها فيروسات كورونا التي تسبب للإنسان طائفة من الأمراض تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الوخيم "السارس".. ولاتزال منظمة الصحة العالمية تعمل مع البلدان والشركاء لجمع مزيد من المعلومات عنه وتحديد آثاره علي الصحة العمومية.. وفيروس النكاف الذي ضرب مدارسنا في الفترة الأخيرة. ولايزال علماء الطب مشغولين بمجابهة الفيروسات القديمة والمستحدثة. وقد حذرت منظمة "دارا" المعنية بتحسين جودة وفعالية المساعدة المقدمة للمتضررين من الكوارث والتغير المناخي من أن أكثر من 5 ملايين حالة وفاة بسبب تلوث الهواء والأمراض ربما يرتفع العدد ل 6 ملايين بحلول عام ..2030وتزداد الفيروسات خطورة إذا اتحدت فيما بينها كاتحاد الفيروس الحيواني بالبشري مكونين سلالات جديدة أشد فتكاً وتدميراً كما هو الحال في فيروسات الأنفلونزا بأ نواعها المختلفة. وتتعدد أنواع الفيروسات فهناك: 1 فيروسات تحتوي علي حمض الريبونيو كليك "Mixoviruses) مثل فيروس الأنفلونزا "Influenza) ويسبب حمي في الجسم وبرودة في الرأس وآلاماً بالمفاصل. فيروس النكاف "Mums) ويظهر بإحدي الغدتين أو بهما معاً. ويسبب ألماً شديداً بالفم عند محاولة فتحه. ويصحب المرض صداع وحمي. فيروس الحصبة "Measles Virus) أحد الأمراض المعدية الوبائية. ويسبب التهاباً بالأنف مع الرشح والحرقان والسعال والتهاب الحنجرة والإسهال الذي يتبعه طفح "بقع حمراء" ويتسلل الفيروس للجسم عن طريق المسالك الهوائية العليا بواسطة رذاذ العطس أو الكحة. فيروس الشلل "virusespolo) ومعظم الحاملين للفيروس لا يصابون بمرضه وتنتقل العدوي عن طريق البراز. والتطعيم يقي منه. 2 فيروسات تنقلها الحشرات "Viruses Arthkopoda - borne) وتضم أكثر من 180 نوعاً تنقلها الحشرات. وعوائلها للإنسان. فالناموس مثلاً ينقل الحمي الصفراء وتلك الفيروسات قادرة علي التكاثر مع الحشرة العائل. وتلازمها طول حياتها وتصيب أمراضها الجهاز العصبي المركزي. 3 الفيروسات غير المميزة تماماً: "viruses under vately characterised) مثل فيروس التهاب الكبد المعدي. وتنتقل العدوي عن طريق الفم عن طعام ملوث ببراز مريض. أو باليد الملوثة ببقايا مواد برازية أو اللبن أو الماء الملوث من خلال إفرازات الأنف أو الحلق. يقول د. حسين خالد أستاد طب الأورام والعميد السابق للمعهد القومي للأورام ووزير التعليم العالي السابق: بعض أنواع الفيروسات لها علاقة مؤكدة بمرض السرطان. ويعتبر السبب الرئيسي في سرطان الكبد هو الفيروسات التي تصيب الكبد مثل "س وبي" وسرطان الكبد قد يصيب أيضا الكبد السليم وأكد خبراء الكبد والجهاز الهضمي علي مستوي العالم أن مرضي فيروس الالتهاب الكبدي أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة تصل إلي 95% وتأتي في حالات متأخرة يعجز الطب عن تقديم شيء غير العلاج الكيميائي المكلف. وهناك أيضا الفيروس "دي. ب. اتش" والفيروس الحلمي "إتش بي في" ذو العلاقة بسرطان الرحم والبلعوم وفيروس اينشتاين ذو العلاقة بسرطان الغدد اللميفاوية. مصابون بفيروس سي يضيف د. حسين خالد: إن التهاب الكبد الفيروسي من نوع "سي" من أخطر الأمراض التي يصاب بها المواطن المصري حيث يؤدي هذا الفيروس إلي تليف الكبد لنحو 20% من المصابين ويكون عندئذ من أهم مسببات أورام الكبد الخبيثة بل إن أكثر من 90% من سرطان الكبد الأولي بمصر سببه فيروس "سي" كذلك التهاب الكبد الفيروسي من نوع "بي" حيث أظهرت الدراسات ان حوالي 4% من المصريين مصابون بهذا الفيروس. يؤكد د. حسين أن سرطان الكبد كان نادر الحدوث في مصر في الماضي أما حاليا فقد أصبح ثاني أكثر السرطانات شيوعاً لدي الرجال ومن المتوقع أن يحتل المركز الأول خلال سنوات قليلة. أضاف: أما سرطان عنق الرحم فهو غير شائع في مصر وهذا لحسن الحظ نتيجة للالتزام بتعاليم الدين.. أما فيروس اينشتاين بار فيصيب بعض أنواع الغدد الليمفاوية ويصيب أكثر الأطفال ويسبب سرطان الغدد الليمفاوية.. وأما مرض "الإيدز" فيسبب أنواعاً مختلفة من السرطانات ليقضي علي الجهاز المناعي للجسم ولكنه أيضا غير شائع في مصر نظراً للاعتصام بأوامر الدين. 50 ألفاً.. ضحايا تلوث الهواء يقول مهندس محمد كمال وكيل وزارة البيئة سابقاً: إن عددالأشخاص ذوي الدراية الصحيحة بالبيئة في تناقص وأصبح محدودا خاصة بالنسبة لمن يملكون الفكر والرؤية. أشار إلي أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة نحو 50 ألف شخص سنوياً وتمثل هذه النسبة نحو 2% من النسبة الاجمالية للمسببات الأخري للوفاة. أضاف: هناك انتهاكات للحقوق البيئية للمواطنين سواء في مياه الشرب أو تدهور حالة الهواء وتراكم المخلفات أو عدم وجود إدارة سليمة لهذه المخلفات وهو ما يؤثر علي حالة الموارد البيئية من ناحية وعلي صحة الإنسان من ناحية أخري ويضار فيها الفقراء المهمشون أكثر من غيرهم. يناشد كمال المسئولين تنظيم حملات قومية توعوية لمواجهة خطر التلوث بأنواعه المختلفة. وخصوصا وأطباء الأسنان وصالونات الحلاقة والمطاعم.. حيث إن التلوث البيئي في مصر يشكل خطورة كبيرة وخاصة قطاع السياحة حتي أن مؤسسات دولية للسياح باتت تحذر من تناول مياه الشرب في مصر وتكرار زيارتها إلا في حالات الضرورة وهذا يسبب التلوث الهوائي والسمعي الشديد. بؤرة للمرض يقول د. صبحي أيوب مشرقي استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي: إن الاصابة بفيروس بي وسي تقدر ب 20 مليون مصر أما فيروس إيه "A) فهو أكثر شيوعاً ويصيب الأطفال وللوقاية منه يطعم الأطفال ضد هذا الفيروس. أضاف: هناك ثلاثة فيروسات ظهرت حديثا وهي: "إي ودي وجي" منذ 10 سنوات والفيروس "دي" قليل الاصابة به وغالبا يصاب المريض المصاب بفيروس "بي" وأما فيروس "جي" فهو مكتشف حديثاً ومازال البحث جارياً للتعرف عليه. وينصح د. صبحي بإعطاء التطعيم الخاص بفيروس "بي" لجميع المواطنين ورفع المستوي العام للخدمات الصحية وتوافر الأدوية بالمجان ومنح فرص للمواطنين للحصول علي الفحص الطبي الجيد أو العلاج في ظل البطالة والجهل وارتفاع الأسعار. وأوضح أن فيروسات الكبد مختلفة وأهمها: A وB وC وينتقل فيروس A للمريض عن طريق الفم أو الأكل الملوث وليس الدم أو عن طريق البراز وهذا النوع لا قلق منه. ف 90% ممن يصابون به يتم شفاؤهم وتتكون لديهم مناعة دائمة ولا يصابون به مرة أخري وأعراضه ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الصفراء في الدم وتغير لون الجلد للأصفر ولون القرنية وارتفاع نسبة الصفراء في الدم ويتلون البول بلون الشاي ويميل لون البراز للأبيض. أضاف: ينتقل فيروس "سي وبي" عن طريق الدم في حالات نقل دم ملوث يحمل الفيروس أو استخدام الأدوات الشخصية للمصاب بجروح التي يتعامل بها مريض بالفيروس سواء بموس حلاقة أو مشط أو قصافة أو حقنة مستعملة من مريض مصاب وهذه الفيروسات لا يقضي علهيا بالغليان ولا بالتعقيم ولا بتعريضها لدرجة حرارة جافة. نظافة وتهوية دورات المياه يقول د. محمد ضياء الدين فرج أستاذ الكيمياء الحيوية ووكيل شعبة التشعيع الصناعي بهيئة الطاقة الذرية: الاهتمام بالنظافة العامة مهم جدا سواء في طعامنا أو المطابخ ودورات المياه ومراعاة التهوية الصحية سواء بالمنازل أو فصول المدارس فهذا يحد من انتشار الفيروسات والأمراض عامة. وينصح بتوعية المواطنين بأعراض الفيروسات في ظل عدم القدرة علي التنبؤ في الأيام المقبلة بظهور الفيروسات المستحدثة خاصة أن أي فيروس يمكنه أن يلف العالم كله خلال 24 ساعة من خلال مريض مصاب يسافر من بلد لآخر. أكد د. محمد أن الأسلحة البيولوجية المنتشرة في الوقت الحالي تساعد في النشر والإكثار من الفيروسات أو البكتيريا الضارة التي تنتقل من مكان لآخر.. بالرغم من أن الفيروس ضعيف جدا لا يستطيع أن يعيش خارج جسم الإنسان أكثر من 12 ساعة.