صدر مؤخرا عن سلسلة كتاب الجمهورية كتاب "التداوي بالأعشاب بين الحقيقة والسراب" للباحث أحمد أنور عيسي يقول في مقدمته إن استخدام النباتات والأعشاب قديم قدم الخلق. فقد عرف الإنسان النبات والزرع منذ خلق آدم عليه السلام وكان جمع النباتات وتصنيفها وتجفيفها واعدادها للاستخدام ووصفها للمرضي مهمة العشابين الذين يشخصون المرض ويصفون العلاج والمتابعة حتي تتم عملية الشفاء. وبمرور الزمن أصبح تشخيص الأمراض علوماً لا حصر لها. وانشئت من اجلها الكليات والجامعات وفصلها إلي تخصصات وشعب. واصبحت علوم النباتات الطبية مؤسسات علمية ولم تتجاهل الحضارة الفرعونية علم التداوي بالنباتات لتخفيف الآلام البشرية.. ويبدو هذا جليا فيما وجد من نباتات وزيوت نباتية ومخطوطات وما اكتشف في مقبرة توت عنخ آمون. وهذا دليل علي قدم التداوي بالاعشاب وعظمة الحضارة الفرعونية.. وتؤكد مؤلفات وابحاث كبار علماء العرب والهند والصين علي أهمية وقدرة الاعشاب الطبية علي شفاء العديد من الامراض والآلام التي تصيب الانسان. كان القدماء المصريون أول من مارس الطب والصيدلة علي أساس سليم. فقد عرفوا خصائص النباتات والأعشاب الطبية. وتم استخلاص مواد فعالة كانت خير علاج لكثير من الامراض. وكشف العلم الحديث الاسرار الدفينة للاعشاب الطبية. وتم التعرف علي الخلية النباتية واكتشافها كمصنع شديد البنيان. متنوع الانتاج مما يدل علي قدرة الخالق سبحانه وتعالي. ولاشك ان العرب في الجاهلية كانت لديهم المعلومات والخبرة والتجارب مما ساعدهم في معرفة بعض الامراض وكيفية علاجها. وفي صدر الإسلام كان طابع "الطب النبوي" للرسول صلي الله عليه وسلم لعلاج ومداوة الآلام البدنية والنفسية. قال الرسول صلي الله عليه وسلم "العلم علمان. علم الأبدان. وعلم الاديان" وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يأمر بالتداوي.. وروي عنه احاديث وافعال تشتمل علي الطب والتطبيب واعترف الدين الإسلامي بالعلم والطب والدواء.. وحث علي احترام الطب والاطباء وشجع علي الوقاية وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يرشد إلي الاستعانة بالأطباء والتداوي فيقول: "تداووا عباد الله.. فإن الله لم ينزل داء إلا وانزل له دواء. إلا داء واحدا" ما هو؟ قال: الهرم". وقد تميز الطب النبوي باعتماده علي الطب الوقائي اكثر من المعالجة بالدواء والوصفات واثبت ان الوقاية خير من العلاج. وكان الطب النبوي مجموعة من الاوامر والنواهي والاشارات والوصفات لادوية معينة. كانت نافعة للناس عامة وقد كان الطب والمداواة في مقدمة العلوم التي اهتم بها الخلفاء المسلمون. وكانت الكتب الطبية من أوائل الكتب التي ترجمها العرب بل وضحوا بكل غال ونفيس من اجل الحصول عليها. كان لعلماء العرب عظيم الأثر فلي تقدم وتطور علم الادوية وعلم الكيمياء وكان لهم الفضل في فصل الطب عن الصيدلة. وظهرت وقتها اول مدرسة للصيدلة ولهم الفضل فيما وصل إليه الطب الاوروبي الآن ومن اشهر علماء العرب والمسلمين الذين اسهموا في تطوير الدواء وعلوم الصيدلة هم: جابر بن حيان وأبوبكر الرازي والزهراوي وابن سينا وابن البيطار وداود الانطاكي وغيرهم الكثير.. النباتات الطبية تحتل مركزا مهما وحيويا لما لها من استخدامات متعددة في صناعة الدواء واصبح من الضروري الاهتمام بتشجيع التوسع في انتاج النباتات الطبية. وفي صحراء مصر الكثير من النباتات والاعشاب الطبية التي تنمو برياء ولها أهمية طبية وعلاجيية عظيمة. وديار الإسلام يجود فيها كثير من النباتات الطبية النافعة. وقد نقلت هذه النباتات إلي أوروبا عن طريق الشرق العربي الإسلامي. ابان الحروب الصليبية. عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ما انزل الله داء إلا انزل له شفاء" هنا ينصح الرسول صلي الله عليه وسلم المؤمنين بما يفيدهم ويزيد من صحتهم الجسمانية والنفسية من خلال احاديث شريفة. وذلك علي علم وتجربة والهام إلهي. وهذا ما يعرف بالطب النبوي ومن هذه النباتات والعقاقير. الأترج والسواك والريحان والبردي والبلح والبطيخ والتين والثوم ولبن النخيل والحبة السوداء وحب الرشاد والحلبة والحناء والرمان والزبيب والزعفران وزيت الزيتون والسفرجل والسنا والصبر والصعتر والطيب والظفر والعدس والعسل والعود الهندي والقرع والقسط وقصب السكر والكبر والكرفس والكرات والكرم والكمون والكمأة واللبان والنبق والنرجس وغيرها.. والنباتات التي ذكرها الله في القرآن ذكر الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم بعض النباتات التي ضرب بها أمثالا لعلها تكون عظة للناس مثل: البقول والقثاء والثوم والعدس والبصل والزيتون والتين والنخل والرمان والاعناب وعسل النحل والعنب والرطب والمن السلوي والخردل والزنجبيل والزقوم والورد..