مازالت مشكلة المكالمة الهاتفية التي شكلت مداخلة الدكتور عصام العريان في برنامج "صباحك يامصر" مثار أزمة بين المذيعة جيهان منصور وبين العريان القيادي الإخواني. حلقة البرنامج تحتاج إلي تحليل ومتابعة دقيقة فجيهان كمذيعة كان من حقها أن توجه الاسئلة المتفق عليها ولها أيضا الحق في توجيه اسئلة أخري تتناسب مع شكل الإجابة التي تحدث بها الضيف فهي ليست جهاز استقبال لكل ما يدلي به الضيوف من آراء او وجهات نظر قد تحتاج إلي استيضاح أو تفسير أو وضع وجهة نظر مخالفة لها.. ومن حقها كمذيعة أن تتساءل طالما أن الضيف رفض ان يكون معه طرف آخر للرد عليه أو مناقشته فيما يقول فمن اصول الإعلام ان يلعب المذيع دور الطرف الغائب ليبين الحقيقة ولا يستسلم للطرف الحاضر وخاصة في موضوع مثل الذي كان يناقشه البرنامج وهو ما حدث في يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير ويبدو أن تدخل جيهان منصور بالاسئلة والردود علي الدكتور العريان لم تصادف هواه فاعتبرها الطرف المضاد له ولم يحتمل الاستمرار في الرد عليها وتفنيد اسئلتها أو حتي رأيها فلجأ إلي خصومتها علي الهواء متهما إياها بأنها تحاول فرض وجهة نظرها ولم يعجبه مقاطعتها واتهمها أو أوهم باتهامها بأنها تتقاضي أموالا لمهاجمة الإخوان وكل ذلك علي الهواء. حق الضيف أن يتحدث وحق المذيع أن يسأل وأن يستفسر ليوضح الحقيقة ما استطاع لجمهور وواجب الضيف وخاصة إذا كان سياسيا بحجم الدكتور عصام العريان أن يستوعب من أمامه بحجة قوية وكلام مقنع وألا يضيق بالاسئلة والا يعتبر مذيعة تناقشه هي ضده أو ضد جماعته يجب أن يكون قوي الحجة ولا يلجأ إلي اسلوب تخوين المذيع وواجب المذيع أو المحاور أن يستمع حتي ينهي الضيف حملته وان يتساءل في حدود الموضوع ولا يظهر مشاعر قد تبدو عدائية للضيف أو المتحدث يمكنه أن يوجه اسئلته ببرود لحظي لا يكشف فيها تحمسه لرأي معين أو اتجاه معين أن يحافظ علي توازنه وان يبدي اسئلته بشكل موضوعي ولا يبدو متشبسا برأي قد يعتبره الضيف مضاداً له.. له الحق في السؤال والتدخل بسؤال في الإجابة ويشعر الضيف بأن اسئلته يرددها الجمهور والمشاهد الذي يجب أن يعرف الحقيقة وله الحق أن يحاصر الضيف إذا تهرب وان يطرح له الاسئلة باكثر من طريقة حتي يدرك المشاهد أنه يتهرب. جيهان منصور لعبت دور مذيعة بامتياز قد تكون استفزت الدكتور العريان وعندما انطلق باتهامه لها ضمنيا كان هو الخاسر في الحوار لأنه كان قادراً علي الوصول إلي ما يريد بحكمة الحديث وحرفة السياسة وحرفنة المتحدث ولكنه للأسف اشتبك خارج الموضوع.