خرج إلي الدنيا لم يجد سوي وجه أمه أمامه بعد أن توفي والده وهو مازال في الشهر السابع من الحمل.. حاولت والدته العاملة باحد مستشفيات الجيزة رعاية نجلها "سيد" بصورة كريمة تحف له آدميته وكرامته وحياة كريمة خاصة بعد أن تخلي عنه أقاربه وانه جاء بعد أن أنجبت 3 بنات.. وكان هو آخر العنقود بمثابة رجل الأسرة بعد رحيل الأب. مرت السنوات سريعا.. حتي أصبح "سيد" في السنة النهائية من دبلوم التجارة.. وكانت فرحة الأم لا توصف خاصة وأنها تري أن ابنها الوحيد علي شقيقاته البنات الثلاثة يكبر أمام أعينها.. صحيح انها تعبت في تربيته وحاولت تقويمه وإبعاده عن أصدقاء السوء طوال سنوات الدراسة.. حتي أتم دراسته بصعوبة بالغة وبعد أن سهرت والدته الليالي وكانت تحذره من جلسات أصدقاء السوء في صالات البلياردو والنت المنتشرة بالجيزة. المهم تحقق جزء من أملها في أن يحصل "سيد" علي شهادة الدبلوم وانترت الأم المكلومة المكافحة أن تري حصاد سنوات عذابها وشقائها.. ليساعدها الابن في الصرف علي احتياجات شقيقاته الثلاثة اللواتي أصبحن في سن الزواج.. بل ان منهن من أصبحت علي أبواب العنوسة. بدأ الأمل في الابن الوحيد وكأنه "سراب" أمام أعين الأم خاصة بعد أن التف حوله أصدقاء الماضي وغيروا مجري حياته وجعلوه ينسي كفاح والدته من أجل تربيته وشقيقاته الثلاثة وأصبح الشارع هو حجرة نومه مع أصدقاء السوء الذين حاصروه من كل جانب رغم محاولات والدته المضنية في ابعاده عن طريق هؤلاء الشياطين الذين عرفوه بأحد تجار المخدرات بالجيزة الذي وجد فيه من الذكاء ما جعله يرشحه أن يصبح أحد صبيان المعلم في توزيع الصنف خاصة البانجو المخدر علي العملاء في المقاهي وشباب النت في الصالات المختلفة. عبثا حاولت الأم إصلاح فلذة كبدها وأملها في الحياة يضيع أمام أعينها خاصة بعد أن أصبح مدمنا للبانجو حتي تحول وجهه من النضارة إلي الذبول وأصبح وكأنه في الأربعين من عمره رغم أن سنه لا يتجاوز 20 عاما!! انهارت الأم "باكية" بعد أن فقدت الأمل في نجلها الذي تعبت وسهرت الليالي الطوال في سبيل أن يصبح سندها في الحياة لكن ضاع أملها خاصة أن "سيد" أصبح معروفا بين أهالي منطقة الجيزة بتجارة المخدرات ومطاردا ومطلوبا للشرطة بعد أن فاحت رائحته القذرة لرجال تجارة المخدرات بالجيزة وأصبح شهرته "بلطة". وفي أحد الأكمنة تمكنت المباحث من القبض عليه وبحوزته كمية من البانجو ليحال إلي محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد عبداللطيف حمزة وعضوية المستشارين جعفر محمد نجم الدين ومحمد رمزي عسكر وأمانة سر حمدي الشناوي وصلاح مصطفي والتي قضت بمعاقبته بالسجن المشدد 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه وبمصادرة المخدر المضبوط ينر المتهم الي والدته التي حضرت في المحكمة.. ويقول لها يا ليتني استجبت لنداءاتك واستغاثاتك وعدت الي رشدي.. وابتعدت عن أصدقاء السوء من شياطين الانس ولكن بعد فوات الأوان.