عاشت "المساء" يوماً كاملاً بقرية "عطية" التابعة للوحدة المحلية لقرية متبول مركز كفر الشيخ مع أهالي القرية وأسرة وأقارب الشهيد الجندي "محمد السيد عقل عطية" الذي استشهد ضمن 21 جندياً في انقلاب سيارة أمن مركزي وسط سيناء. تقبلت أسرته واجب العزاء وسط حزن شديد خيم علي جميع أنحاء القرية. قال والده السيد عقل 60 سنة وهو يجهش بالبكاء الشديد: لم أصدق اني لن أري نجلي الأكبر محمد مرة ثانية واحتسبه عند الله شهيداً فعمره الآن 25 عاماً وحصل علي الشهادة الإعدادية ولم يكمل تعليمه وأصبح لحاماً شاطر في ورشة وعندما حانت خدمته العسكرية الوطنية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات كان سعيداً جداً ولم يتبق له فيها سوي ثلاثة شهور فقط حيث حضر آخر اجازة منذ شهر وتحدث لنا تليفونياً منذ ثلاثة أيام فقط وأخبرنا أنه سيحضر اجازته الشهرية إلي القرية يوم الاثنين الذي استشهد فيه ويشاء القدر ان يأتي إلينا جثة هامدة في نفس اليوم. أضاف كانت أمنيتي بعد فقدان الشهيد ابني الأكبر تعيين نجله الأصغر "محمود" 22 سنة الحاصل علي دبل وم صنايع في أي مكان مناسب وتثبيت شقيقته "أمل" التي تعمل بعقد مؤقت منذ 5 سنوات بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة وأناشد المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ تحقيق طلبي بعد فقدان ابني الشهيد. أضافت والدته حكمت السعيد الغرباوي 55 سنة ابني فلذة كبدي فقدته في غمضة عين وأنا في ذهول وغير مصدقة لما حدث واحتسبه شهيداً عن الله سبحانه وتعالي فكان خير شباب القرية وباراً جداً بي ولم يتطاول علي يوماً واحداً بكلمة تجرح شعوري وكان أبناء القرية جميعاً يحبونه لأخلاقه العالية وتواضعه الشديد وسعيه الدائم للخير. أشار خاله راضي السعيد الغرباوي موظف بمجلس الدولة كان دائماً محباً للخير ومساعداً للجميع وصاحب مواقف نبيلة وكان يعمل لحاماً في ورشة في وقت فراغه وأثناء اجازته لمساعدة أسرته البسيطة ووالده المسن وجميع أبناء القرية بكوا عليه بحرقة شديدة حزناً عليه. قال عمه درغام عقل عطية للأسف الشديد لم يحضر جنازته أو العزاء فيه أي مسئول تنفيذي بداية من المحافظ ورئيس المدينة ورئيس القرية فلماذا كل هذا التجاهل لشهيد ضحي بروحه من أجل الجميع. أضاف محمد عبدالمنعم السيد المحامي أحد أقاربه مطلبنا من الحكومة والمحافظ إنشاء مدرسة ابتدائية يطلق عليها اسم الشهيد لخدمة تلاميذ القرية وأربع قري مجاورة. أشار طه الملا من قرية الطايفة المجاورة لقرية الشهيد جئنا جميعاً للمشاركة في تشييع جنازة الشهيد وتقديم العزاء لأسرته فقد كانت أخلاق الشهيد عالية جداً ويتمتع بروح الوطنية ونحتسبه جميعاً عند الله سبحانه وتعالي من الصديقين والشهداء.