تعد الأردن واحدة من كبري الدول استيعابا للعمالة المصرية بالخارج حيث يعمل بها ما يقرب من 800 ألف مصري نصفهم يوجد بشكل غير رسمي فما هي مشكالهم هناك؟ ولماذا كل هذا العدد بالأردن؟ أسئلة كثيرة ناقشتها "المساء" في حوارها مع محمد عليوة القنصل المصري في العقبة والذي تحدث باستفاضة عن المصريين في الأردن وكيفية مواجهة مشاكلهم بالاضافة إلي الاستعدادات لموسم الحج. * في البداية نود أن نتعرف علي طبيعة الجالية المصرية في الأردن؟ ** الجالية المصرية هي أكبر جالية في الأردن حيث تصل العمالة إلي800 ألف الرسمي.. منها 480 ألفا 95% منهم حرفيون والعمالة المصرية تشكل نسبة كبيرة في عدد من القطاعات. فالعمال المصريون يشكلون 100% من قطاع النظافة بالعقبة كما تشكل 70% من قطاع الإنشاءات. * وهل هناك تضييق علي المصريين بعد الثورة أو تقليص لعددهم؟ ** بالعكس.. العمالة المصرية لها كل التقدير فهناك قطاعات كاملة مثل قطاعات الفندقة والعمالة الحرفية تعتمدة علي المصريين وبدونها لا تسير الأمور ويكفي أن نعرف أن صاحب العمل يتمسك بالمصري ويفضله علي نظيره الأردني لدرجة انه إذا رغب مصري في الرحيل يحتجز الأردني جواز سفره لمنعه من المغادرة قبل ان يوفر له بديلا مصرياً. * ولكن هناك مشاكل في تصاريح العمل؟ ** جزء كبير من العمالة المصرية وجودها مخالف لشروط العمل حيث يتعاقدون من مصر للعمل مع كفيل ولكن يأخذون الكفالة باسمه ويعملون مع آخرين وهو ما خلق ما يسمي بتجارة تصاريح العمل وفي مارس الماضي بدأ التفكير في تصويب الأوضاع وتنظيم حملات علي العمالة المخالفة ونحن من جانبنا نحاول مساعدة المصريين بالتدخل لعدم الترحيل بإلغاء التصريح الأول ثم عمل تصريح مع صاحب العمل الجديد وهذا لضبط العمالة وليس تشديداً عليهم. * هل تخشون انتقال الثورة عن طريق المصريين؟ ** الكل هنا يعلم أن المصري الذي يأتي إلي هنا "يريد أن يأكل عيش" ولا يفكر في السياسة أو أي شيء سوي العمل فقط. * هل الأجور مجزية؟ ** هناك حدود دنيا للأجور وفقا لقانون العمل الأردني تبدأ من 200 دينار ولا يوجد متوسطات للأجور كما ان العمال مخيرون في الإقامة لتوفير النفقات أم الاقامة في المدينة العمالية بأجر زهيد أو الاقامة في شقة مؤجرة لكل مجموعة. * ما مشكلة المصريين بالأردن وكيف تتعاملون معها؟ ** مشاكل المصريين أغلبها خلافات بين الكفيل والعامل علي الأجر وفي البداية عندما يلجأ لنا أي عامل مصري نلجأ للحل بالطرق الودية بتنظيم لقاء في القنصلية وغالبا ما تحل المشكلة بنسبة 50% وعبد ذلك نلجأ إلي الحل العشائري باللجوء لشيخ العشيرة ولو لم يتم الحل فهناك مستشار قانوني مكلف أردني يلجأ للحل القانوني وبالاضافة لهذه المشاكل فهناك مشاكل في العلاقات الإنسانية وخاصة بين المصريين والأردنيين في منطقة البلد القديمة وهي عشوائيات من الصفيح وغالبا تكون مشاجرات ويتم التدخل لحلها بسرعة حتي لا تتطور الأمور وغالبا ما يكون المصري معتدي عليه. * كيف تتواصلون مع المصريين بالعقبة؟ ** نقوم بتنظيم زيارات ميدانية لكل محافظة من المحافظات الأربع التي تقع في نطاق القنصلية للجاليات والعشائر والأمن والالتقاء بعدد من المصريين بكل محافظة وقد بدأنا في عمان والعقبة ويتبقي الكفيل لكن للأسف الظروف السياسية في الوقت الحالي لا تسمح حاليا لأن التجمعات البشرية ينظر لها بحساسية حالياً والأمور يجب وزنها بكياسة. * وهل يتسبب العدد الكبير للمصريين في زيادة المشاكل؟ ** المشكلة الرئيسية التي يتسبب فيها المصريون انهم يحاولون تمصير المكان ونقل السلوكيات الخاصة بهم لأي مكان وعلي سبيل المثال فقبل شهر واحد كانت شوارع العقبة تشبه شوارع القاهرة من حيث انتشار خيام الباعة الجائلين الذين سدوا الشوارع ووضعوا تندات ومظلات أغلقت شوارع بأكملها ومنذ شهر أزيلت الخيام الخاصة بهم وعاملتهم السلطات الأردنية معاملة حسنة ولم ترحل أيا من المخالفين. * كيف تعاملتم مع مشاكل موسم العمرة الماضي؟ ** للأسف الشديد شهد موسم العمرة الماضي مشاكل علي الجانبين المصري والأردني وكانت أبرز المشاكل علي الجانب المصري مخالفة 30% من أتوبيسات السياحة مواعيد السفر المحددة لها علي العبارات مما خلق تكدسا بميناء العقبة ويتعامل بعض المعتمرين مع الموقف بطريقة سيئة للغاية وحاول قطع الطرق أما الجانب الأردني فكانت المشكلة لديهم تتعلق بتخصيص ساحة انتظار سيئة جداً وهي ساحة الرابية حيث لا توجد بها رعاية طبية ولا دورات مياه ولا حتي كافتيريا فقمنا بالتواصل مع جميع الاطراف ورفعنا الأمر للقطاع القنصلي بالوزارة وتدخل وزير النقل المصري لحل أزمة ساحة الرابية السيئة وتم حل المشكلة بنقل الحجاج لمنطقة انتظار ساحة 4 ومدينة الحجاج كما تم التغلب علي مشكلة التكدس بزيادة سرعة العبارات كما قام وزير السياحة بإرسال تعزيزات للوفد الموجود بالعقبة. * كيف نضمن عدم تكرار تلك المشاكل في موسم الحج أو العمرة المقبلين؟ ** موسم الحج البري عادة ما يكون بلا مشاكل وتجربة العام الماضي تثبت ذلك. فلا توجد حافلة انتظرت علي الإطلاق خاصة ان عدد الحجاج محدود ولا يتعدي 13 ألف حاج والمشكلة الوحيدة التي نحذر منها دائما هي تضليل بعض شركات السياحة للحجاج وايهامهم بتخفيض التكاليف عبر إنزال الحجاج بطيران شارتر للعقبة ثم استكمال المسيرة للأراضي المقدسة برا ثم يصاب الحجاج بالصدمة حين ينزلون من الطائرة وهم يظنون انهم في السعودية بينما لايزالون بالعقبة وبالنسبة لموسم العمرة المقبل فقد ارسلنا التوصيات إلي وزارة السياحة لمعاقبة الشركات كما طالبنا بمحاسبة الشركات التي اقترفت هذا الجرم بشكل رادع وتشكيل وفد من وزارة السياحة عند منفذ عمار بالسعودية تتولي سحب جواز سفر سائق الأتوبيس واستبداله بوثيقة سفر ويسترده عند حلول ميعاد سفره ومعاينة ساحات الانتظار للحجاج للتأكد من سلامتها وأمنها ملاءمتها للحجاج والمعتمرين والتشديد علي عدم استقبال الحجاج مرة أخري بساحة الرابية وأخيراً إنشاء آلية تنسيق مسبق بين الأطراف المعنية وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة الموقف في الموسم بكل من مكةوالمدينةالمنورة وعمار والعقبة ونويبع.