أكد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة تأتي ومصر العزيزة تستنهض أبناءها الشرفاء. أن يكونوا علي مستوي المسئولية الجادة. وهم يتحولون بها من مرحلة إلي مرحلة أفضل. علي طريق الحرية والتقدم والأمن والرخاء. وتناديهم مصر بأعلي صوتها ألا يشمتوا بها الأعداء. وأن يكونوا بررة أوفياء. يبصرون المستقبل ويستشرفون آفاقه بوعي وأمل وثقة في الله تعالي. قال الإمام الأكبر في كلمته للأمة بمناسبة ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة.. ما أحوجنا إلي أن نستلهم ذكري حرب أكتوبر المجيدة. لنعيد أمجاد الأمة لسالف عهدها. مما يتطلب استنهاض الهمم والعزيمة وشحذ الإرادة في أبناء الأمة بمختلف تياراتها وائتلافاتها وأحزابها لتكون علي قلب رجل واحد. لأن تلك الذكري المجيدة قد تحققت حينما اجتمع المصريون علي قلب راجل واحد ورفعوا شعار "الله أكبر" فدكوا حصون العدو وارتعدت فرائصه. فكان الإيمان قائدهم. فنصرهم المولي عز وجل حينما رأي فيهم نصرتهم لدينه ونصراً لأنفسهم. فنصرهم المولي عز وجل. دعا الإمام الأكبر الجميع خاصة التيارات السياسية إلي إعلاء مصلحة الوطن فوق أي مصالح سياسية أو حزبية ضيقة. لأن سفينة الوطن لا تحتمل أي جنوح في هذا المنعطف التاريخي. فالقوي الاستعمارية الكبري التي اعتادت الإساءة إلي الإسلام ورسوله تتربص بنا. ولن ترضي لنا النهوض. مما يوجب علينا تفويت الفرصة أمام أعدائنا. لأن الخطر داهم. لكن إرادة المصريين وعزيمتهم تلين لها الجبال. وهذا ما نعول ونراهن عليه دائماً. والتاريخ خير شاهد علي ذلك. طالب الإمام الأكبر الشعب المصري بضرورة تطبيق مبدأ "العمل والانتاج" علي أرض الواقع. لأنهما أقرب طريق إلي إعادة بناء الدولة علي أسس قوية. خاصة أن مصر مؤهلة لأن تكون من أقوي البلاد اقتصادياً. حيث تتوافر تربتها الزراعية والماء ووفرة عمالتها وخبرائها الذين إذا أتيحت لهم الفرصة فسيجعلهم نمراً اقتصادياً في أقرب فرصة. دعا الإمام الأكبر الشباب إلي أن يتأسوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الذين حولوا الأمة إلي قوة اقتصادية في فترة وجيزة. رغم عدم امتلاكهم للأدوات التي نمتلكها. كما يجب عليهم التأسي بجيل أكتوبر الذين امتلأوا بالعزيمة والإرادة فكان لهم النصر المبين. شدد الإمام الأكبر علي أنه يجب ألا ننسي في هذه الذكري الطيبة أن نترحم علي شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل نصرة الحق والوطن وأن نتقدم لمصر رئيساً وحكومة وشعباً بخالص التهنئة. وبالدعاء إلي الله تعالي أن يأخذ بأيدينا جميعاً. وأن يوفقنا لفتح باب الأمل أمام المواطنين لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم لمستقبل واعد. ينعم فيه الجميع بالخير والرخاء والازدهار. أشاد بالدور البطولي لرجال القوات المسلحة علي الحدود في أنحاء الوطن. قادة وضباطاً وجنوداً. مقدراً تفانيهم في حماية الأوطان والشعوب في مصر ومنطقتنا العربية. داعياً الله سبحانه وتعالي أن ينعم علي مصرنا الغالية بمزيد من التقدم والازدهار في كافة المجالات. من جهة اخري أدان فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الانتهاكات اللا انسانية الواقعة علي أهالي القدس خاصة وفي الأراضي الإسلامية. عامة. وكذلك الحصار الخانق الذي يمنع عن الناس الوقود والدواء والمستلزمات الأساسية للحياة .. مشيداً بصمود الفلسطينيين والمقدسيين. قال خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه د. محمد جميعة مدير عام الإعلام بالازهر في الاحتفالية التي نظمتها مؤسسة القدس الدولية في قلعة صلاح الدين بمناسبة ذكري فتح صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس إنه كلما اشتد الظلام. واسود الليل. فلابد من طلوع الفجر. وانطلاق النور. فاشراق شمس الإسلام قادمة علي الدنيا. ونصر الله لجنده سنة كونية قال تعالي : "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون. وإننا لواثقون في وعد الله وعلي يقين من نصر عاجل قريب. تقر به العيون. وتحرر به الأوطان المحتلة وتطهر به المقدسات المغتصبة من دنس المعتدين. أكد ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني علي الفور بين الحركات الوطنية الفلسطينية. لأن الاتحاد هو الطريق الوحيد للنصر. وتحرير القدس من الصهاينة أعداء الأمة قال تعالي : "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". شدد علي أن القدس الشريف أمانة في أعناقنا جميعاً. وأن العمل علي تحرير المسجد الأقصي من قبضة الصهاينة الغاصبين المعتدين فريضة إنسانية وعربية وإسلامية .. مؤكداً أننا اذا نحتفل بذكري فتح القائد المسلم الفذ صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس. ينبغي أن نستعيد روح صلاح الدين في عزيمته وإرادته وحبه لدينه ومقدساته. حضر الاحتفالية ممثل لرئيس الجمهورية. ود. صابر عرب وزير الثقافة وخالد مشعل رئيس حركة حماس وموسي أبومرزوق والعديد من قيادات حركة حماس ونخبة من المفكرين والمثقفين والسياسيين.