كثفت الولاياتالمتحدة الأميركية في الآونة الأخيرة تحركاتها في إطار التحالف الدولي ضد داعش، من أجل توجيه ضربة على ما يبدو للتنظيم المتشدد بمعقله في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا. وبرزت مؤشرات عدة مؤخرا على أن البوصلة الأميركية تتجه حاليا صوب الرقة، بدأت من خلال إلقاء طائرات التحالف منشورات تحث المدنيين على مغادرة المدينة، التي تعتبر قاعدة مركزية للتنظيم. وجاءت الزيارة السرية التي قام بها قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل، إلى الشمال السوري قبل يومين، لتؤكد ما ذهب إليه كثيرون من أن أميركا تحضر لشيء ما ضد داعش في هذه المدينة. وقال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لدى التحالف ضد تنظيم داعش، بريت ماكجورك، في تغريدة على تويتر، إن فوتيل زار سوريا السبت "للتحضير للهجوم على الرقة". وذكر متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، أن الجنرال فوتيل "التقى قوات خاصة أميركية تعمل مع مقاتلين عرب سوريين ومسؤولين في القوات الديمقراطية السورية"، وهو تحالف تقوده قوات كردية يحارب تنظيم داعش في سوريا. وأفاد ناشطون في مناطق شمالي سوريا، أن ما يقرب من 25 مستشارا من الجيش الأميركي موجودون في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، إذ يشرفون على تدريب المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب.
وقال شهود عيان إنهم "لأول مرة" يشاهدون جنودا أميركيين في مدينة عين عيسى وبالريف القريب منها مدججين بالأسلحة يرافقهم مقاتلون أكراد، ويشرفون على المعسكرات التي أنشأت هناك لتدريب المقاتلين. وتنشط طائرات مروحية عسكرية أميركية في أجواء الرقة ليلا بشكل يومي، وتتخذ هذه الطائرات من معمل للإسمنت بالقرب من قرية خراب عشق مقرا لها، إذ تحول المكان إلى ما يشبه قاعدة تدريب عسكرية.