ربط خبراء إعلاميون بين الصفقات التي يشهدها الإعلام المصري، والتي كان أبرزها قرار رجل الأعمال نجيب ساويرس ببيع جميع أسهمه بقناة "أون تي في" لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، في ظل أنباء عن صفقات لبيع عدد من القنوات الأخرى، والتوجه السياسي الذي تشهدها البلاد خلال هذه المرحلة. وقال الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية: "هذه الصفقات ما هى إلا مشروعات سياسية وأدوات ضغط يستعملها رجال الأعمال لترتيب أوضاعهم بعد ثورتى 25يناير و30 يونيو". وأضاف شومان ل"المصريون"، أن بعض رجال الأعمال أصبحوا غير قادرين على تحمل الخسارة فى تلك القنوات، خاصة أنهم يعلمون جيدًا أن امتلاكهم لقناة فضائية غير مربح، ولكنهم يستخدمونها فى الدفاع عن مصالحهم الخاصة وحسابات سياسية أخرى. وتابع: "قريبا سوف نشهد مزيدًا من صفقات البيع الخاصة بالفضائية والصحف الخاصة أيضًا ويذهب رجال أعمال ليأتى مكانهم رجال أعمال آخرون، وبوجوه إعلامية جديدة خاصة أن الوجوه الحالية غير موثوق فيها من قبل الجمهور". واستكمل شومان: "كما أننى أعتقد أن تلك الصفقات تأتى قبل إصدار قانون الإعلام الجديد، والذى قد يضع قواعد وشروطًا بشأن البيع والحفاظ على حقوق العاملين بالقنوات المعروضة للبيع". وتابع: "أعلم جيدًا أن هناك مخاوف لدى الإعلاميين أن المالك يأتى بإعلاميين آخرين حيث إن المالك الجديد من حقه أن يغير الوجوه غير الموثوق بها حتى يحظى بالربح". وطالب شومان، مالك الفضائيات المعروضة للبيع بالشفافية وأن يظهروا للرأى العام ويعلنوا سبب البيع ومن المشترى الجديد. فيما تحدث الدكتور هشام جمال، أستاذ الإعلام المرئى بجامعة القاهرة هم "مؤامرات خارجية على مصر من قبل دول معادية تقع فريستها القنوات الفضائية الخاسرة التى لم تعد غير قادرة على تحمل الخسارة، بالإضافة إلى وجود ضغوط سياسية من قبل جهات سيادية لتغير الإعلام المصري". وأضاف جمال ل"المصريون"، أن "مصر تتعرض لحروب الجيل الرابع من خلال الإعلام الذى تموله دول خارجية قريبًا، وذلك تمهيدًا لمكانة سياسية مستقبلية، و هو ما يثير علامة استفهامية حول من الممول؟ خاصة أن رجال الأعمال الذين يتقدمون لشراء تلك القنوات يهمهم المكسب وليس الخسارة". وتابع: "هناك أغراض سياسية واضحة سوف نراها فى المستقبل والمشترى يعلم أنه سوف يتعرض لخسارة لكن له توجه سياسى فى المقام الأول سواء كان المشترى من الداخل أو الخارج، فضلا عن وجود دول تقف فى ظهير رجال الأعمال المصريين الذين يتقدمون لشراء تلك القنوات". فيما رجح الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهر سابقًا، وجود ضغوط من قبل جهات سيادية بتغيير الوجوه التي تطل على الفضائيات. وقال مكاوي ل"المصريون"، إن جميع السيناريوهات بشأن صفقات بيع العديد من الفضائيات مطروحة، ولكنى أستبعد إمكانية سيطرة الدولة على الإعلام. وأضاف: "جميع الفضائيات تعانى من خسائر طائلة فضلاً عن قانون الإعلام الجديد المقرر صدوره قريبًا والذى يطالب بمعرفة مصادر التمويل، وربما اتجاه لدى الدولة فى تغيير الأوجه الإعلامية الموجودة علمًا بأن هؤلاء الإعلاميين حصلوا على مكاسب مالية عالية فى وقت تخسر فى القنوات مبالغ عالية.