تأثير الارتفاع المستمر لسعر الدولار لم يقف عند حد، حتى أصبح مهددا لحياة المصريين من كل الاتجاه خاصة مع انخفاض قدرتهم على تحمل الارتفاع المستمر لأسعار المأكل والمشرب والملبس والأدوية التابع لارتفاع سعر الدولار. وكان آخر تلك التأثيرات تأثيره على ارتفاع أسعار ياميش رمضان بحسب قول المراقبين للموقف مطالبين المواطنين بالامتناع عن شراء تلك المنتجات لإجبار التجار على تخفيض أسعارها، في الوقت الذي يشتكي فيه التجار من اضطرارهم إلى استيراد تلك المنتجات بالدولار وليس الجنيه, مقدرين الارتفاع بحوالي 25% عن العام الماضي. وانتشرت دعوات على شبكات التواصل الاجتماعى، لمقاطعة شراء "الياميش" وأبرز تلك الحملات، حملة "قاطع الياميش علشان الجنيه يعيش" وحملة "نقدر نعيش من غير ياميش.. ومنقدرش نعيش من غير عيش" والتي أطلقتها حركة "مواطنون ضد الغلاء" داعية المواطنين إلى تحجيم شراء "الياميش" والمنتجات الرمضانية المستوردة لتوفير الدولار لشراء السلع الأساسية والاستراتيجية. بدورها أكدت سعاد الديب، رئيس جمعية حماية المستهلك، مقرر المجلس القومي للمرأة بالقاهرة أن دعوات مقاطعة ياميش رمضان تستهدف عدم المبالغة في سعرها نتيجة ارتفاع سعر الدولار مشيرة إلى أن هناك بعض التجار يستغلون حاجة المواطنين إلى السلع ويبالغون في سعرها. وطالبت "الديب" في تصريحات خاصة ل"المصريون"، المواطنين بعدم شراء المنتجات المبالغ في سعرها خاصة التي تكون زائدة عن القدرة على الشراء، قائلة "الياميش واللوز والجوز غاليين اشتروا السوداني والتمر والكاركديه، مفيش داعي للمنتجات العالية الرفاهية". واستنكرت الثقافة الشرائية عند المصريين مشيرة إلى أن الأجانب الأعلى دخلا ورغم ذلك عندهم حرص في شراء فلا يشترون من هم ليسوا في حاجة إليه مؤكدا أن أحد أصحاب المحلات التي تستورد تلك المنتجات من الخارج روي له أن تلك المنتجات أصبح شراؤها بالدولار وليس بالجنيه.
وأكدت أنه إذا تم مقاطعة تلك المنتجات سيقل الطلب عليها وبالتالي سيضطر التجار إلى تخفيض سعرها مشيرة إلى أن مصر دولة غير منتجة لأي شيء سواء مأكل أو ملبس أو أي شيء وهو ما يجعلها في حاجة إلى العملة الصعبة دائما وهو غير المتوافر حاليا. ومن جانبه، قال خالد فتح الله، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الإسكندرية: "إن ارتفاع سعر الدولار في السوق تسبب في زيادة أسعار المنتجات الرمضانية خاصة الياميش" مشيرا إلى أن سعر عين الجمل ويتم استيراده من أمريكاوالهند 140 جنيها للكيلو، والبندق يتم استيراده من تركيا بسعر 130 جنيها للكيلو، واللوز يتم استيراده من أمريكا ب130 جنيها للكيلو، وأسعار الزبيب بلغت فى المتوسط ما بين 28 و38 جنيها للكيلو، فيما تراوحت أسعار جوز الهند ما بين 25 و28 جنيها، ووصل سعر المشمشية إلى 65 جنيها، للكيلو، والقرصيا 36 جنيها، والتين التركى 48 جنيها للكيلو وتبدأ أسعار البلح من 10 إلى 40 جنيها للكيلو. وأوضح أن المستورد يلجأ للسوق الموازية لتوفير الدولار اللازم للاستيراد، مؤكدا أن جميع الأصناف متوفرة في الأسواق، متوقعا انخفاض حجم المبيعات هذا العام عن المعتاد في الأعوام الماضية، واستبعد أن يكون لدعوات المقاطعة تأثيرًا على المبيعات. وتابع أن أغلب المستوردين تعاقدوا على كميات أقل من العام الماضي، لأن كل المؤشرات لتراجع الطلب بشكل عام في السوق، فضلا عن الانخفاض الملحوظ في حجم مبيعات المحال التجارية، مشيرا إلى أن انخفاض القوة الشرائية للمواطن وارتفاع أسعار السلع الأساسية سببا أساسيا في تراجع الطلب.