أكد الكاتب الصحفي صلاح بديوي، أن اهتمام الرئيس المعزول محمد مرسي بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح كان من بين عوامل السعي للإطاحة به، وهو ما جعل إدارة المعونة الأمريكية تستنفر من أجل عدم الوصول إلى هذا الهدف كونها تستخدم احتياج مصر للقمح المستورد كأحد أدوات الضغط. وأضاف "بدوي" في دراسة نشرها المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن محصول القمح زاد في عهد الرئيس المعزول مرسي من 7 ملايين طن إلى 9,7 مليون طن، وأعلن حينها أنه بمرور عامين سيزيد إنتاج مصر إلى 12 مليون طن بما يكفى 80% من الاستهلاك المحلي ثم بعدها تدخل مصر في مرحلة الاكتفاء الذاتي من القمح. وأوضح الكاتب الصحفي أن إعلان "مرسي" إقامة مشاريع مصرية في السودان وعلى رأسها زراعة القمح، استنفر الإعلام الأمريكي والمصري وبدأت حملة التشويه والتشكيك في تصريحاته. وقال إن كل المحاصيل الإستراتيجية ومن بينها الحبوب خاصة القمح استهدفتها هيئة المعونة الأمريكية، وما زالت حتى الآن، وخططت للقضاء عليها لصالح المنتج الأمريكي، ولكن في العام 2012-2013، رفضت حكومة الرئيس مرسي الرضوخ لشروط هيئة المعونة الأمريكية وتشكيلاتها بمصر من آلاف الموظفين، هذا في الوقت الذي كان مبارك يقدم مبررات واهية للإعلاميين حول سبب عدم المقدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح. وتابع: ولذلك يؤكد الدكتور حمدي عبد العظيم: "إن القمح محصول إستراتيجي يستخدم ورقة ضغط للتأثير فى القرار السياسي وتهديد الأمن القومي لمصر، وأن هناك مخططا للحيلولة دون تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح، وأن اتفاقات المنح والقروض التي تقدمها واشنطن لمصر تشترط عدم استخدام المعونة فى كل ما من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من القمح". وأن دولة مثل الولاياتالمتحدة "تستخدم القمح كأهم وسيلة للضغط على مصر فى اتباع سياستها فى المنطقة". وفي نفس السياق يقول الخبير وسيم السيسي إن يوسف والي منع المزارعين من زراعة الساحل الشمالي وهو سلة الإمبراطورية الرومانية من القمح. وخلص في دراسته أن هذه الاعتبارات، تبرز أحد التفسيرات حول أسباب التخلص من الرئيس المعزول مرسي، عندما بدأت تصريحاته حول تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وقيامه بزيارة السودان، وإعلانه عن عدة مشروعات زراعية مشتركة من بينها القمح، فقامت وسائل إعلام أمريكية ومصرية بحملة للتشويه والتشكيك في تلك التصريحات، والتحرك الفاعل والحاسم لإسقاط مرسي، حسب زعمه.