قال موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي إن مقتل القيادي في حزب الله «مصطفى بدر الدين»، قد يكون بسبب خلافاته وتنافسه مع مسؤوليين سوريين وإيرانيين كبار، أبرزهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني «قاسم سليماني». ورجح الموقع المقرب من دوائر المخابرات الإسرائيلية، نقلا عن مصادرها العسكرية الإسرائيلية احتمالية مقتله من أطراف سورية أو إيرانية، بحسب ما نقلت مواقع سورية.
وقال الموقع إن «بدر الدين» والأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» كانا على خلاف حول طلب بدر الدين سحب أعداد كبيرة من قوات حزب الله إلى لبنان، ورفضه المشاركة في عمليات أساسية في الحرب السورية.
وأضاف ديبكا أن بدر الدين ادعى أن رئيس النظام السوري «بشار الأسد» والقيادة الإيرانية كانا يستخدمان عناصر حزب الله بكثرة في العمليات القتالية، موضحا أن «بدر الدين» قال إنه أصبح من الصعب على حزب الله تحمل خسائره الكبيرة في الحرب السورية.
ونقل ديبكا عمّا أسماه مصادره الخاصة أن «بدر الدين» التقى «سليماني» في وقت سابق هذا الأسبوع، قرب حلب، شمالي سوريا.
واختلف «سليماني» و«بدر الدين» على كيفية إدارة الحرب السورية، حيث قال «بدر الدين» إن إيران كانت ضحية المعلومات الخاطئة لروسيا التي قررت سحب جزء كبير من قواتها القتالية.
وطالب «بدر الدين»، بسبب ما أسماه انسحاب روسيا من الحرب، بتقليل هجمات إيران وحزب الله في سوريا بشكل كبير، كما أعلن، دون استشارة «نصر الله»، أنه بدأ بسحب قوات حزب الله من جبهات متعددة في سوريا وتركيزها على الحدود.
واختتم الموقع الإسرائيلي بأن كل هذه العوامل تبدو سببا كافيا للعديد من الأطراف في طهرانودمشق وبيروت للتخلص من بدر الدين، كما أنه هدف إسرائيلي مفضل لأنه لم يتوقف عن التخطيط للهجمات على (إسرائيل).
من جانبه، قال الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية «يوسي ميلمان»، إن اغتيال «بدر الدين»، قرب مطار دمشق، يشكل ضربة قاسية، لكون الرجل كان بمثابة القائد الفعلي للذراع العسكرية لحزب الله، ويعتبر وريث «عماد مغنية» الذي اغتيل قبل ثماني سنوات وتُنسب عملية اغتياله لكل من الولاياتالمتحدة والموساد.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن «عملية اغتيال بدر الدين تأتي عمليا بعد اغتيال سمير القنطار في ديسمبرالماضي على يد إسرائيل، وهو ما شكل حلقة واحدة من مسلسل عمليات تضرب "التنظيمات الإرهابية شبه الدولية المنتشرة على حدود إسرائيل».
واعتبرت أن سياسة التصفيات المحددة التي تنتهجها إسرائيل، بشكل عام، «لم تعتمد يوما على تصفية الحسابات أو الانتقام رداً على نشاطات الهدف السابقة، وإنما لمنع تنفيذ مخططاته المستقبلية ضد أهداف إسرائيلية»، بحسب قولها.
إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية استبعدت أن تكون (إسرائيل) مسؤولة عن اغتيال «بدر الدين»، مشيرة إلى أن الجهات الإسرائيلية الرسمية لم تتطرق إلى العملية أو ترد عليها.
وأشارت إلى اتهام قناة «المنار»، التابعة لحزب الله، إسرائيل بالاغتيال، وتراجعها سريعا عنه، وعدم تكرار هذه الاتهامات.