حذر سياسي وخبير أمني من الدور الذي تلعبه السفارة الإسرائيلية في مصر، ومن البيانات التي تصدرها فيما اعتبراها محاولة لاختراق المجتمع المصري وفرض سياسة التطبيع مع إسرائيل، فضلاً عن عشرات الصفحات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف الشباب المصري. وقال أمين إسكندر، القيادي بحزب الكرامة، إن "دولة الكيان الصهيوني تريد أن تبعث برسالة بأنها تشارك مصر في الحرب على الإرهاب والجماعات الإرهابية، ولذلك بعض التيارات الإسرائيلية، كما أذاعت بعض وكالات الأنباء، ضربت مواقع الإرهابيين في سيناء بالتنسيق مع مصر أو صمت مصري في هذا الشأن، مما يكشف أن هناك استراتيجية واحدة لمقاومة الإرهاب المشتركة فيها مصر وإسرائيل". وأضاف إسكندر ل"المصريون": "العلاقات بين دولة الكيان الصهيوني مع النظام الحالي في أفضل الأحوال"، متابعًا: "لذلك الإعلام الإسرائيلي يتناول النظام بأنه نظام حليف وبالنسبة للمجتمع الإسرائيلي حلم، كما أنهم يتحدثون كما كانوا يعتبرون مبارك كنزًا استراتيجيًا". وقال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، إن "إسرائيل في الوقت الذي تنعي فيه الشهداء، لها دور كبير في سيناء ورعايتها للإرهاب"، لافتًا إلى أن "رعايتها للإرهاب، هدفه استنزاف القدرات العسكرية للجيش المصري في سيناء". وعبر بيان على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نعت السفارة الإسرائيلية شهداء الهجمات الإرهابية في حلوان، وجاء في البيان: تنعى السفارة الإسرائيلية في القاهرة شهداء الهجمات الإرهابية في حلوان كما تؤكد السفارة على اصطفافها جنبا بجنب مع الشعب المصري العريق، وتؤكد رفضها التام للإرهاب رافعين معا شعار "معا ضد الإرهاب". ومع انطلاق ثورة 25 يناير في 2011، دشنت الخارجية الإسرائيلية عشرات الصفحات الناطقة باللغة العربية على موقع فيس بوك، من بينها صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، التي دشنتها الوزارة لتكون "صفحة فيس بوك الرسمية بالعربية لدولة إسرائيل"، كتب الفريق الذي يعمل على تشغيل هذه الصفحات من مقر الخارجية الإسرائيلية يقول: "أنشأت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الصفحة على فيس بوك كمصدر للمعلومات عن دولة إسرائيل باللغة العربية، ومن أجل إطلاع الجمهور العريض على نشاطاتها أولًا بأول". ومن بين الصفحات الأخرى، صفحة "إسرائيل بدون رقابة"، التي انطلقت العام الماضي على موقع فيس بوك، وتشير معلومات الصفحة إلى أنها تعني "بنقل صورة مختلفة عن إسرائيل بأبعادها المتعددة، وتهتم بتفكيك صورة إسرائيل المركبة، وإبراز جوانب إنسانية ومثيرة، حضارية وثقافية حول إسرائيل". وحرص أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والذي دشن صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قبل سنوات، على تقديم التهاني في المناسبات الدينية والرسمية للدول العربية لاسيما مصر، فضلاً عن نشر الأدعية الدينية وآيات من القرآن الكريم كل جمعة، مما جعله محط سخرية من رواده العرب، غير أن ذلك لم يمنع المراقبين من التحذير من تلك الصفحات وعلى رأسها أدرعي، الذي يدس السم في العسل. ومن ضمن تعريفه لنفسه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر صفحته، إنه لا شك في أن منصبي كناطق رسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي يحمل في طياته رسالة سامية، باعتباره جسر سلام يربط جيش الدفاع الإسرائيلي والجمهور العربي وكلي أمل في تحقيق حلم راود من سبقونا ويدغدغ مشاعر أجيالنا ألا وهو السلام بين دولتنا العريقة وجميع دول المحيط العربي. وأكد أمين اسكندر، القيادي في حزب "الكرامة"، أن "الرسائل التي تبعثها الصفحات الإسرائيلية نوع من فرض التطبيع ونسج العلاقات لكسر الحواجز بين الكيان الصهيوني والمصريين"، محذرًا من "مخطط كامل الغرض منه أن يقع المصريون فيه للتعامل مع الإسرائيليين بمنطق أنهم جيران وأصدقاء". وأوضح أن "خطورة السياسة الإسرائيلية على مصر تتمثل في أنها تضع العدو في موضع الصديق، مضيفا أن العدو ليس من تحدده الأهواء ولا الأمزجة، إنما تحدده منافذ الخطر الذي يتداخل منها والضرر الذي يقع على المصالح المصرية. وأكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات الأسبق، أن "خطورة الصفحات الإسرائيلية على فيس بوك، على الشباب المصري تتمثل في أن الهدف منها تجنيدهم، لاسيما وأن تلك الصفحات يديرها مصريون متواجدون في إسرائيل، معربا عن أسفه من نجاح تلك الصفحات في تجنيد عدد من الشباب". وعن دور المخابرات المصرية، رأى أن "تلك المسئولية تقع في المقام الأول على الوعي لدى الشعب المصري"، داعيًا المؤسسات المصرية لوضع استراتيجية لرفع الوعي الشعب المصري، وإصدار بيان عن مدى خطورة هذه المواقع على الشباب.