"تعددت الحوادث والقلق واحد".. هكذا كان موقف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إزاء حوادث وقضايا وقعت في مصر بشكل متباين في خطورتها ودرجتها، منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن. وشغل بان كي مون، منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية، قبل انتخابه أمينًا عامًا للأمم المتحدة، في 1 يناير 2007، ليصبح الأمين العام الثامن في تاريخ الأممالمتحدة. يواجه "بان" انتقادات لاذعة؛ بسبب سياسته الضعيفة إزاء حوادث وكوارث التي لا ترتقي فيها بياناته لحجم الكارثة. عقب اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين قبل يوم من الاحتفال باليوم العالمي للصحافة والقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا المعتصمين بالنقابة، أعرب أمين الأممالمتحدة بان كي مون، عن قلقه البالغ إزاء اقتحام قوات الأمن مقر نقابة الصحفيين. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فرحان حق، في بيان، إن «بان كي مون أعرب عن القلق إزاء اعتقال صحفيين مصريين واقتحام نقابتهم وسط القاهرة»، وأضاف المسئول الأممي، أن «الأمين العام يؤكد ضرورة احترام حقوق وسائل الإعلام في مصر». وفيما يقدر ب40 فردًا من قوات الأمن اقتحموا نقابة الصحفيين في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، وألقوا القبض على عمرو بدر ومحمود السقا، فيما وجهت النيابة اتهامات للزميلين بحيازة أسلحة والسعي لقلب نظام الحكم بعد مشاركتهما في المظاهرات الرافضة للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية. وأثار قلق بان كي مون، سخرية رواد التواصل الاجتماعي الذين أكدوا أن أمين الأممالمتحدة يتقاضى حوالي 35 ألف دولار شهريًا ليقوم بأسهل مهمة وهي "القلق". وتستعرض "المصريون" أبرز الحوادث في مصر التي دفعت أمين الأممالمتحدة للإعراب عن قلقه. بعد اعتقال الصحفي حسام بهجت في نوفمبر الماضي، بتهمة إذاعة أخبار كاذبة، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، إن بان كي مون تابع بمزيد من القلق ما سماه «اعتقال» المدافع عن حقوق الإنسان والصحفي حسام بهجت في مصر». وأضاف «دوغريك»، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن إلقاء القبض على الصحفي المصري «ليس سوى أحدث حلقة في سلسلة من الاعتقالات التي طالت المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو أمر يدعو للقلق العميق». وكانت النيابة العسكرية قررت حبس الصحفي والحقوقي بموقع مدى مصر "حسام بهجت"، ووجهت إليه تهمتي إذاعة أخبار كاذبة، ونشر معلومات تضر بالسلم العام. وخلال الشهر ذاته، قتلت قوات الحدود المصرية خمسة عشر متسللاً سودانيًا وأصابت خمسة آخرين قرب الحدود المصرية الإسرائيلية، مما أثار قلق "بان"، الذي حث السلطات المصرية على إجراء تحقيق كامل من أجل الكشف عن حقيقة تلك الأحداث المأساوية وضمان المساءلة ومنع تكرار تلك الأحداث. أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن "قلقه الشديد حيال صدور حكم بالإعدام بحق الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ومئات من أنصاره في مايو من العام الماضي، مؤكدًا "معارضة الأممالمتحدة لعقوبة الإعدام". هذا وأحالت محكمة الجنايات ملف 529 من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" للمفتي للنظر في أحكام الإعدام التي صدرت بحقهم بعد اتهامهم بالتورط في أحداث عنف عقب فض اعتصام رابعة. وخلال أحداث 30 يونيو 2013 التي أسفرت عن عزل الرئيس محمد مرسي، خرج "بان" معربًا عن قلقه البالغ، مشددًا على ضرورة الاحتجاج السلمي واحترام حرية التجمع، والالتزام بعدم اللجوء إلى العنف. وقال الأمين العام في البيان: إنني مازلت مستمرًا في التأكيد على الحاجة إلى شمولية العملية السياسية والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، بما في ذلك أولئك المعتقلون في السجون، وتطبيق سيادة القانون كأساس للتحول الديمقراطي السلمي وهذه هي المبادئ التي ألزمت السلطات المصرية نفسها في خارطة الطريق". وبعد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش عن فض رابعة والنهضة في أغسطس 2013، قال فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الأخير يشعر بالقلق بشأن النتائج التي توصل لها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش فض اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، حيث وصفت المنظمة الدولية فض الاعتصام بأنه واحد من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث. وكانت قوات الشرطة المصرية مدعومة بقوات من الجيش، قامت مع فجر يوم 14 أغسطس 2013، بفض اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بعد 48 يومًا قضاها المعتصمون هناك، ما خلف أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى.
يذكر أن بان كي مون حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة سول الوطنية في كوريا الجنوبية عام 1970. وفي عام 1985 حصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من معهد كندي لشؤون الحكم، بجامعة هارفرد.