طرح عدد من الخبراء حلولاً للخروج من أزمة اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين، الأحد الماضي، على رأسها اعتذار المخطئ، وإجراء حوار بين مسئولي الداخلية وأعضاء مجلس النقابة لإنهاء الخلاف الناشب، تجنبًا لأي تصعيد لا تحتمله الدولة، مع وضع قواعد للتعامل بين الصحفيين والداخلية لتفادي الصدام بينهما في المستقبل. ورأت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، أنه لابد من التعامل مع الأزمة بمنتهى التعقل دون أي تصعيد للموقف، نظرًا للظروف التي تمر بها مصر حاليًا، والتي لا تتحمل المزيد من الأزمات، خاصة في ظل التربص الخارجي لكل مؤسسات الدولة. وأشارت إلى أن هناك خطأ من كلا الطرفين سواء من قبل وزارة الداخلية أو نقابة الصحفيين، قائلة: "على مدار السنوات الماضية لم تشهد نقابة الصحفيين أي محاولة أمنية لاقتحامها بمثل هذا الشكل، ولكن في الوقت ذاته لم تقم النقابة بإخفاء أي متجاوز داخل جدرانها". ولفتت إلى أنه "خلال فترة الخمسينيات والستينيات، كان هناك العديد من الصحفيين الذي دفعوا ثمن حريتهم وتحملوا نتيجة التعبير عن آرائهم، ولكن بالمواجهة الشجاعة وليس الاختباء بمقر النقابة"، مؤكدة أن "هذا الفعل ليس له أي علاقة بالمهنية". وأضافت عبدالمجيد، أن "إنهاء الأزمة بين الطرفين يكون من خلال إجراء حوار بين مسئولي وزارة الداخلية ومجلس النقابة لإنهاء الخلاف الناشب بينهما لتفادي تصعيد لا تحتمله الدولة"، مشددة على ضرورة وضع قواعد للتعامل في مثل هذه المواقف فيما بعد، مشيرة إلى الدور الوطني الرائد للصحفيين في المحافظة على الدولة وضرورة التحمل من أجل الحفاظ على مصر. من جهتها، أكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، أن حل الأزمة يتمثل في اعتذار المخطئ ومحاسبته على فعلته، مشيرة إلى أن "الجماعة الصحفية لها قيمتها ودورها الوطني ويجب أن تصان الشريعة الدستورية مصحوبة بحكمة سياسية". وقالت فؤاد: "الكل يدرك اللحظات الحرجة التي يمر بها الوطن، لذا لا بد من تطبيق القانون على المخطئ ومحاسبته على الفور كي لا تتفاقم الأمور، واستغلالها من البعض". فيما يرى العميد محمود قطري، الخبير الأمني، أن الأزمة بين الصحفيين والداخلية بدأت تتفاقم بشكل عالٍ، وهذا التصعيد سوف يضر بمصر كلها من جميع الجوانب". وأكد القطري، أنه أرسل نداءً عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتوتير" إلى رئيس عبدالفتاح السيسي، يطالب فيها بأن يتدخل لحل الأزمة الحالية، والتي تطورت بعد الخطاب الأخير ليحيي قلاش نقيب الصحفيين. وأضاف القطري ل "المصريون": الشرطة أخطأت باقتحامها نقابة الصحفيين، واستخدامات القانون بطريقة غشيمة، بعيدًا عن المنظور السياسي لما سوف تتعرض له الحكومة والنظام من خطر على المستويين المحلى والدولي". وأوضح الخبير الأمنى، أن "الشرطة في هذا الوقت تتعامل بالقوة مع جميع الأزمات، معتبرًا أن "الحل الوحيد في حل هذه الأزمة تقديم اعتذار للنقابة عما حدث من تجاوزات يوم عيد العمال وهذا لن يحدث في ظل عناد الشرطة".