وأضاف الطبيب الذي رفض ذكر اسمه أن نسبة كبيرة من المستشفيات والمراكز الطبية لا يوجد بها محارق مما يضطرها إلى نقل النفايات إلى مستشفيات بها محارق لحرقها أو إعطائها لشركات جمع القمامة الخاصة أو جامعي القمامة لنقلها إلى المدافن الصحية وفي الطريق يتم التخلص منها لبيعها للتجار لإعادة استخدامها للمرضي مرة أخرى أو إعادة تصنيعها. وأوضح أن تصريحات المسئولين بوزارتي الصحة والبيئة عن المتابعة والرقابة والإشراف غير صحيحة والحقيقة على أرض الواقع عكس ذلك تمامًا. الدكتور حمدي السيد كان قد أوضح سابقًا أن سوء إدارة المخلفات والنفايات الطبية الخطرة وراء ارتفاع نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض خاصة مرضى الكبد بفيروس "سى. وبى. وأيه" وأكد أن 80% من المصابين بفيروس سى بسبب النفايات الطبية الخطرة. وطالب نقيب الأطباء الأسبق بمشروع قانون ينظم التخلص من النفايات الطبية مشيرًا إلى انخفاض نسب إصابة الأطفال بفيرس سى بعد تطبيق معايير الجودة فى بعض المستشفيات الحكومية والخاصة. وأضاف السيد أن الدولة تتحمل سنًويا ما يقرب من مليار جنيه كمصروفات علاجية لمرضى الكبد جراء التخلص غير الآمن من النفايات الطبية الخطرة المتسببة فى انتشار المرض فى المستشفيات وكشف عن إصابة 4% من المواطنين بفيروس "أ" مطالبًا بأن يكون التطعيم إجباريًا للأطباء فى المرحلة المقبلة لتعرض شريحة كبيرة منهم للمرض. الإدارة الصحية بمديرية الصحة بالمحافظة قامت بحملات على مدينة ميت غمر، وأسفرت عن ضبط واقعة قيام مستشفى الصفا بميت غمر بإلقاء النفايات الطبية الخطرة تحتوى "سرنجات – شاش وقطن – أجهزة محاليل – أكياس دم – أنابيب معمل"، وذلك بموقع تجميع القمامة بالمدينة. وتم تحرير جنحة صحية باسم مدير المستشفى والمتابعة والتفتيش على المستشفى، والتأكد من وجود سجل بيئي ووجود عقد لنقل النفايات الطبية الخطرة من عدمه وتم التخلص من هذه النفايات عن طريق الإدارة الصحية بميت غمر بالطرق الآمنة. حسام الدين إمام محافظ الدقهلية، قال إن النفايات الطبية يتجاوز حجمها يوميًا 15 طنًا، تنتجها 6221 مستشفى عاما، وحكوميا، وجامعيا، وتأمين صحي وعيادات خاصة، وتكرار تسريبها والاتجار بها، وإعادة تدويرها مما يشكل خطورة على صحة المواطنين.
وأضاف إمام أنه لن يسمح بوجود مافيا لتجارة تلك المخلفات كما أنه لن يترك متقاعسًا أو متخاذلا بهذا الشأن مهما تكن صفته أو وظيفته. وقرر المحافظ تشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة الصحة لدراسة موقف المحارق المتوقفة وأسباب توقفها والمدة الزمنية لإصلاحها وكيفية الإصلاح وفقًا للضوابط والإجراءات المعمول بها وكذلك متابعة تطورات المشروع السويسري للتخلص من النفايات الطبية الخطرة وعرض البدائل، ووضع خارطة طريق لكيفية الرقابة والتخلص من النفايات على مستوى المحافظة. وكلف المحافظ مدير إدارة الطب الوقائي بالتفرغ لإدارة النفايات على مستوى المحافظة وقرر تغيير جميع أعضاء إدارة النفايات الخطرة بمديرية الصحة وإحالة المتقاعسين منهم إلى الشئون القانونية كما قرر تكليف إدارة التفتيش المالي والإداري بالمحافظة بمراجعة جميع المستخلصات السابقة للمقاول خلال العام الماضي. وكشف الدكتور هشام شوقي مسعود مدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة بالدقهلية أن المحافظة بها 10 محارق يعمل منها فقط ثلاث، وثلاث أخرى معطلة بسبب اعتراض الأهالي على تشغيلها لوقوعها داخل الكتلة السكنية، وأربع أخرى تحت الصيانة من قبل شركات تعاقدت معها وزارة الصحة.