عدد خبراء السياسة، خسائر مصر على المستوى السياسي في قضية مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجينى" فى مصر قبل 3 أشهر أبرزها خسارة سمعة مصر الدولية، وكذلك الإضرار بالنظام الحالي. وقال الخبير السياسي أمين إسكندر، إن انعدام الشفافية وعرقلة سير التحقيقات من قبل الحكومة المصرية تسبب في خسارة سمعة مصر على المحك الدولي، مؤكدًا أن النظام المصري ووزارة الداخلية يتبعان نظام الفهلوة في التعامل مع القضايا الشائكة. وأضاف "إسكندر" في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن ما يحدث سياسات حمقاء من الأمن بمعرفة الرئيس، حسب قوله مشددًا على ضرورة الكشف عن الحقائق وتقديم المجرم إلى المحاكمة مشيرًا إلى أن الشعب المصري هو الذي يدفع الثمن واستشهد "إسكندر" بما أعلنته إيطاليا أنها ستتخذ إجراءات "فورية وملائمة" ضد مصر إذا لم يطرأ تغيير في المسار الذي تتخذه مصر تجاه القضية مؤكدًا أن تغيير المسار يعنى عدم القبول بالحقائق الملتوية. ومن جانبه، قال رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي، بيير فرديناندو كاسيني، إن إيطاليا بحاجة إلى رد فعل أكثر وقارًا من مصر، لأنهم بهذه الطريقة يستهزئون بنا مشيرًا إلى أن ردود الفعل المصرية متناقضة لإضاعة الوقت، ولا يمكن الاعتماد عليها. وردًا على تلك الأحداث، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى اعتزام مصر مواصلة تعاونها مع الجانب الإيطالى للوقوف على ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة معربًا عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية قادرة على التعامل مع هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين. فيما حذر الكاتب الصحفى "محمد عصمت" من خطورة عدم تنبه النظام المصرى إلى خطورة الفاتورة الناتجة عن مقتل "ريجينى". وقال "عصمت" إن عدة تداعيات خطيرة تنتظر النظام منها إسقاط نظرياته عن "متلازمة الأمن والحرية" لافتًا إلى أن تلك النظريات تهدد مصداقيته، وتهدد شرعية النظام، كما أن مقتل ريجينى سيعرض مصر لعقوبات صعبة، فضلًا عن جعل الغرب مستعدًا لقبول بديل للنظام الحالي. وتابع أن مقتل ريجينى في جوهره عنوان لسياسات لم يعد لها وهناك من يتبناها عن قلة خبرة سياسية، أو عن تصورات وهمية حول «الاصطفاف الوطني» بمعناه الضيق الذي يعنى سيادة الصوت الواحد، والضيق بالمعارضة، واعتبارها معرقلة للمسيرة، وتحالفًا مع أعداء الوطن، في استنساخ جديد لتجربة مبارك التي أسفرت في نهاية المطاف عن سقوط نظامه بشكل لم يتوقعه المستفيدون من جرائمه، والذين أصبحوا يتصدرون الساحة السياسية، ويحلمون بإعادة عرش مبارك، وكأنه لا ثورة قامت وأوضح أن الطريق لمواجهة الموقف هو تقديم أجهزة الأمن المصرية الحقائق للجانب الإيطالى، مهما كانت صعبة، لأنه مهما كانت تبعاتها ثقيلة، فإنها ستكون أقل وطأة من المراوغة للرهان على كسب الوقت، فالعقوبات الإيطالية لن تكون نهاية المطاف، فالدول الغربية ستحذو حذوها، وساعتها لن نستطيع أن نواجه هذا الحصار الغربي بدون أن ندفع ثمنًا فادحًا