ثوار الملاعب الألتراس والوايت نايتس، الزملكاوي والأهلاوي، الاسماعيلاوي والاتحاداوي والمصراوي، إلي آخر المسميات من مشجعي الأندية الرياضية، شاركتم في الثورة كفئة من فئات الشعب، لكن لم تكن الثورة المصرية صنيعة طرف معين أو فئة معينة من فئات الشعب بل جاءت عفوية تلقائية في وجه نظام طغي وتجبر وأفسد، جاءت من كل الشعب دون تمييز بمسلميه ومسيحيه، باسلامييه وليبرالييه ويمينه ويساره. لم تتقدم فئة الصفوف ولم تقُد الثوار عندما أندلعت الثورة قبل عام تقريباً، فالقائد هو الشعب الذي كان صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، ثورة حكى بها العالم تحدث بها العظماء،ثورة قدمت للعالم نموذج شعب أراد الحياة، فآثر على نفسه وأنكر ذاته وقدم وطنه وحمله في كفيه .. من قلب ميادين ومحافظات وقرى مصر، بدماء أبنائه الطاهرة فداء لهذا الوطن لكن ليس معنى ذلك أن ننشر الفوضى في الملاعب وميادين مصر في ذكري مرور عام على الثورة فأنتم شركاء في كلتا الحالتين. فالثورة خرجت من كل بيت، خرجت من الجامع والكنيسة،من الجامعة والمدرسة، من الأندية الرياضية،من كل قصر من كل كهف في مصر، خرجت لتنتصر، خرجت لتقول كفاية لنظام أكل الدهر من فساده وطغيانه وشرب،فمصر كانت تترنح في بحر التيه العاتية أمواجه، أراد لها المخلوع أن تعيش تابعة لا قائدة، أن تعيش في المؤخرة لا رائدة. والآن بعد مرور عام على قيام ثورتنا وتخوف البعض من ذكراها،بأن تعم الفوضي شوارع المحروسة، علينا أن نثبت للعالم أننا لسنا شعباً فوضوىاً ولا همجياً بل نحتفل بثورتنا في أجواء تلفها دموع الأمهات الثكالي بدماء أبنائهن الشهداء، ونبرهن أن هؤلاء ماتوا لنعيش نحن، قدموا دمائهم قرابين، لنتنفس هواء الحرية، قد تكون الثورة لم تحقق كل أهدافها لكنها حققت أحد أهم أهدافها، بانتخاب مجلس تشريعي حر نزيه، وفي القريب العاجل رئيس منتخب من قبل الشعب، قد يكون المجلس العسكري أخطأ،لكنه لم يلتف حول مطالب الثورة، رحلت الشهداء تحت قيادته، لكن هذا لا يعني أن نقتص من جنوده في ذكرى الثورة. نحن مطالبون بالهدوء وإدراك أننا نقف على أرض ليست هى التي كنا نقف عليها قبل 25 يناير 2011 الوضع اختلف، في السابق كان الرئيس المخلوع هو من يدير، والآن الشعب هو من يدير،وإذا كنا نريد لثورتنا أن تجني ثمارها علينا أن نبرهن وللمرة الثانية أننا شعب يعرف ماذا يريد محققاً مطالبه بشكل حضاري سبق وأبهرنا به العالم قبل عام،ففرصتنا بأيدينا بأن نخرج لبر الأمان دون تكرار أخطاء تكررت خلال عالم الماضي، أودت بحياة الكثيرين من أبنائنا، فلا مجال الآن لتكرار الأخطاء، فليس هناك ما يدعو لذلك، فلنتظاهر ونحتفل بشكل يحترمه الجميع،يقدم للعالم نموذجاً آخر يبرهن على أننا شعب يستحق الحرية.