مازالت أزمة المصريين بالخارج، مع وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، في تصاعد على خلفية عدم اعترافها بالاتحادات التي دشنها المصريون بالخارج لخدمة أفراد الجالية، الأمر الذي تسبب في هجوم كبير من قبل 32 اتحادًا للمصريين بالخارج على الوزيرة، وصلت إلى المطالبة بإلغاء الوزارة التي من المفترض أن تخدمهم. وقال عصام عبدالصمد، رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا، إن الجاليات المصرية تعد أقوى مصادر العملة الصعبة، فنحن نحول 1.5 مليار دولار شهريا إلى البنوك المصرية، مقارنة بقناة السويس، التي تضخ نصف مليار فقط، والسياحة التي تضخ نحو مليار فقط في حالتها الطبيعية. وعبر عن استيائه من عدم تغيير وزيرة الهجرة في التعديل الوزاري الأخير، خاصة بعد الأزمات الكثيرة التي افتعلتها مع المصريين بالخارج، مؤكدا أن رئيس الوزراء أخفق وبدلاً من أن نعفيه من منصبه أعطيناه فرصة أخرى، فبدل من أن نعدل سياساتنا كما تفعل دول العالم القوية، بدلنا أشخاصًا بأشخاص وبقيت السياسة كما هي". وطالب رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا، في تصريح له، الرئيس بتغيير وزيرة الهجرة، قائلا: "غلطة عمري إني طالبت بوزارة لينا، أبوس إيديك ياريس خد مننا الوزارة، فنحن ساندنا الرئيس في كل سفرياته التي قام بها في الخارج ونحن من وقفنا مع الرئيس عندما سافر برلين وإيطاليا وغيرها، وألمانيا كانت أصعب سفرية، خاصة أن البرلمان كان ضده وكذلك السلفية الجهادية والإخوان". وأردف: "تعرضت للضرب الذي أدى إلى إصابتي بكدمات خطيرة في جسدي وكسر أسناني، وكذلك اقتحام منزلي، كل ذلك لحماية الرئيس، ومع ذلك فإن القنصل المصري العام في لندن، علاء يوسف، لا يقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأطالب وزارة الخارجية بانتقاء المسؤولين ونقل يوسف لدوله أخرى". وعلق عبد الصمد على مبادرة الرئيس "صبح على مصر بجنيه" قائلا: "صبحوا أنتوا على مصر بشوية، وزير الخارجية يصبح على مصر بشهر ولا حاجة". ومن جانبه، أكد المهندس إمام يوسف، رئيس الاتحاد العام للمصرين في السعودية، أن المصريين بالخارج مستعدون لإعادة تشغيل أكثر من 5 آلاف مصنع مُعطلة في مصر، وتمويلها، في حال تقديم الدولة سبل تواصل جادة لهم، قائلًا: "نريد تمويل زراعة القمح في مصر، وسد الفجوة الغذائية، ومن العيب أن تكون مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتمويل مشروع المليون ونصف المليون فدان". وتابع: "المصريون في الخارج كنز للدولة، فعدد المصريين بالخارج 12 مليونًا، وتحويلاتهم 25 مليار دولار سنويًا، ولكنها انخفضت بسبب عدة عوامل منها تجاهل الوزيرة لهم". واقترح المتحدث باسم اتحاد المصريين في أوروبا، ولاء مرسي، بناء مدينة للمصريين في الخارج داخل مصر عن طريق التمويل العقارى لمدة 25 سنة، يحصل عائدها بالعملة لمدة 25 سنة. وقال هشام فريد، رئيس مؤسسة "مصر في قلبنا" بهولندا، إنه بعد هجومهم على وزيرة الهجرة تلقوا العديد من التهديدات بالقتل، مشيرًا إلى أنه لا يخشى تلك التهديدات لأن هدفه الأول هو مصلحة مصر، وهو ما يتعين معه تذليل عقبات محاولاتهم للاستثمار داخل البلاد لدعم الاقتصاد الوطني.
وأصدر الاتحاد، المكون من 32 اتحادا، بيانًا، أعلن خلاله دعمه لعدد مشروعات مثل: "اركب طيارة بلدك، وبورسعيد مدينة عالمية"، بالإضافة إلى تجميد التعاون مع نبيلة مكرم، ومطالبة مجلس النواب بإقالتها للحفاظ على وحدة المصريين في الخارج، مؤكدين أنه سيتم إرسال طلب رسمي إلى رئاسة الجمهورية ومجلسي الوزراء والنواب.