في الوقت الذي نشطت فيه عمليات استيراد الخراف والعجول الحية والمذبوحة المستوردة في مصر لتعويض الارتفاع الحاد في أسعار الخراف والعجول المحلية، التي تزيد أسعارها بنسب تتراوح بين 30 في 50 في المائة عن نظيراتها المستوردة، تصاعدت حدة المنافسة بين الجمعيات الخيرية المصرية التي تتولى شراء الخراف والأبقار، نيابة عن المضحين، وتولي ذبحها وتوزيعها على الفقراء. ووزعت العديد من الجمعيات الخيرية والمساجد نشرات ورقية وكتيبات صغيرة في الشوارع، ورفعت لافتات في العديد من الأحياء المصرية تعرض فيها على الراغبين في التضحية في عيد الأضحى، شراء الخراف والأبقار نيابة عنهم، وذبحها وتوزيعها على الفقراء مع شرح تفاصيل سعر الأضحية وتكاليفها، ونسب توزيعها، والأحكام الشرعية، فيما صدرت فتاوى من دار الإفتاء وعلماء أزهريون تؤيد توزيع هذه الأضاحي، هذا العام، خصوصا على اللاجئين الفقراء في مصر، وبينهم قرابة 15 إلى 20 ألف لاجئ سوداني. وجاءت الفتاوى في أعقاب حالة التعاطف الشعبي مع اللاجئين السودانيين في مصر وغالبيتهم من الجنوبيين وأبناء دارفور، في أعقاب وفاة قرابة 26 منهم، وإصابة العشرات، بينهم رجال شرطة خلال قيام قوات الأمن المصرية بتفريق اعتصام قام به قرابة ألفين منهم، حيث نشرت العديد من الصحف ومواقع الإنترنت صورا تبين مأساتهم في مصر، وتتعاطف معهم، وتنتقد التعامل الأمني القاسي خلال عملية فض اعتصامهم. وأكد مسؤولون بوزارة التجارة أنه في إطار استيراد كميات متنوعة متعددة الجنسيات من الخراف الحية والأبقار، لعيد الأضحى، تم استيراد 13 ألف رأس من العجول من إثيوبيا، و4 آلاف رأس بقري من مالديفيا وحوالي 1000 رأس من استراليا، و1220 جملا من أثيوبيا، و35 ألف رأس من الضأن، بخلاف لحوم البقر الإثيوبي المبردة، التي تصل بالطائرات، ويجري توزيعها على الجمعيات والأقاليم. واستعدت مصر منذ العام الماضي لاستقبال أعداد ضخمة من "خرفان العيد" متعددة الجنسيات، من حوالي ستة دول إفريقية وأوروبية، ضمن استعدادات عيد الأضحى المبارك، الذي تتزايد الحاجة إليه، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم والخراف البلدية المصرية، مقارنة بأسعار الخراف واللحوم المستوردة، التي تقل أسعارها، ويقبل عليها عامة الشعب، حيث يصل سعر كيلو الخراف الإثيوبية الحية إلى حوالي 13 جنيها مصريا للكيلو، مقابل حوالي 16 إلى 18 جنيها لسعر كيلو الخروف البلدي المصري. تكافل اجتماعي أون لاين وفي إطار التكافل الاجتماعي بين العديد من فئات الشعب المصري، في مجالي توفير ملابس العيد الجديدة للأطفال الفقراء، وشراء اللحوم والأضاحي لتوفير اللحوم إلى هذه الأسر، بعدما ارتفعت أسعار اللحوم، شرعت العديد من جماعات فاعلي الخير "دوت كوم" على شبكة الإنترنت في عرض المزيد من الدعوات لأعضائها للتبرع باللحوم والملابس لتوزيعها على الفقراء. وفي هذا الصدد نشرت العديد من الدعوات عبر "نشطاء الإنترنت" ومجموعات الإنترنت مثل "شاركوا مجموعتنا ومجتمعكم شراء وتوزيع الأضاحي والصدقات.. عايزين نجمّع مبلغ محترم ونشتري بيه كمية أضاحي محترمة ولحوم للصدقات، ونفرّح كل القرية بتوزيع لحوم الأضاحي إن شاء الله، ولا تنسوا إنهم 2000 أسرة يعني محتاجين مش أقل من 4000 كيلو لحمة"!. و"عايزين بطاطين ضروري عشان البرد والشتاء.. إحنا بنجمع 2600 بطانية لقريتي (..) عشان الشتاء طبعاً.. الناس دول بيحتاجوا للبطاطين صيف شتاء، لأنها بالنسبة لهم السرير اللي بيناموا عليه، لأن نصفهم ليس لديهم بيوت ولا سراير ولا غرف مثلنا، وينامون في عشش وخيام". وفي السياق ذاته، وضمن نشاط الجمعيات الخيرية لتوفير الأضاحي للفقراء، ظهرت فكرة الأضحية الجماعية، التي تقوم على تكافل أكثر من أسرة في شراء بقرة بهدف تخفيض نفقات شراء الخراف الحية الأغلى ثمنا، وتوزيع اللحم على الفقراء وعلى الأسر المشاركة في الأضحية. وتشتهر في هذا الصدد جمعية مسجد مصطفى محمود الخيرية بمنطقة المهندسين الراقية بالقاهرة، التي سبق أن عرضت العام الماضي أكثر من نموذج للتكافل في صورة القيام بالتضحية، نيابة عن المضحي، مع حفظ حقه في جزء من الأضحية، أو القيام بتلقي تبرعات لمشروع الأضاحي، وشراء خراف وأبقار صغيرة، وبيعها بأجل للأسر الفقيرة لتربيتها، ثم إعادة شرائها منهم بسعر السوق، لتوفير مصدر دخل لهم. وجمعية "الأورمان"، التي تعرض تلقي التبرعات والصدقات لشراء الأضحية وتربيتها وذبحها نيابة عن المضحي، والتزكية بلحومها على الفقراء، وتوفر مشروع في هذا الصدد لكفالة اليتيم، يقوم على شراء بقرة بأموال المتبرعين وإعطائها لأم الطفل اليتيم للتجارة بها، وبيع لبنها، أو الاستفادة من مواليدها من البقر الصغير وبيعه. أما بنك ناصر الاجتماعي فيقوم، عبر 5500 لجنة زكاة في مصر، بجمع التبرعات والزكاة، ويقوم بشراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها على الفقراء بمعرفة فروع البنك المختلفة. وتتبنى جمعيات خيرية عديدة في العالم العربي والإسلامي مع حلول كل عيد أضحى مشروعا لذبح وتوزيع الأضاحي بالنيابة عن المضحين؛ نظرا لخبرتها في الأماكن المثلى لتوزيع هذه الأضاحي، وبالتالي توزع الأضحية على مستحقيها مثل جمعية الاتحاد الإسلامي (لبنان)، وجمعية المركز الإسلامي الخيرية (الأردن)، وجمعية الأعمال الخيرية (فلسطين)، ولجنة فلسطين الخيرية، وجمعية الهلال الأحمر (الإمارات)، والندوة العالمية للشباب الإسلامي (السعودية)، وجمعية البر (السعودية)، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (الكويت)، ومنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم بمدينة "برمنجهام" شمال لندن، ومؤسسة البر الخيرية (اليمن)، وجمعية الإصلاح (البحرين)، وجمعية قطر الخيرية، وجمعية مصطفى محمود (مصر) وغيرها الكثير. زيادة في حوادث الألعاب النارية في الأعياد من ناحية أخرى، وفي سياق التحذير من استعمال الألعاب النارية أو ما يسمى "البمب"، وهو عبارة عن كور صغيرة محشوة بالبارود والزلط الصغير، يضربها الأطفال في الأرض لتنفجر، تصاعدت هذا العام في مصر التحذيرات من استخدام الأطفال للألعاب النارية في الأعياد، والتي تعتبر من أهم الطقوس المعتادة لهم بسبب تصاعد نسب الحوادث خلالها، خصوصا على أيدي الأطفال أو عيونهم، التي تتطاير فيها حجارة البمب. إذ تؤكد الإحصاءات زيادة حوادث الألعاب النارية في عام 2003 عن 2000 بنسبة تصل إلى 24 في المائة، وأنه على الرغم من تأكيد الأطباء على خطورة الحرارة والضوء والشرر المتطاير، الذي ينتج عن استخدام تلك الألعاب على منطقة العين، خاصة وأن الرماد الصادر عن عملية الاحتراق قد يترك أثرا بالجلد إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، فلا تزال الأسر تقبل على شراء هذه الألعاب لأبنائها. ويقول أطباء إن هذه الألعاب قد تتسبب في تمزق الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين، مما قد يؤدي إلى انفصال الشبكية، وربما إلى فقدان كلي للبصر، كما أنها السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بالحروق، وهي بالفعل من أكثر الحوادث، التي يتعرض لها الأطفال عند استخدام الألعاب النارية وأكثرها إيلاما. من ناحية أخرى تعتبر مفرقعات الأطفال من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب، تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على صحة الإنسان، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة نتيجة انفجارها، إذا تم تخزينها بطريقة خاطئة.