ارتباك وحيرة أصابت نظام الحكم في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي, بعد تفاقم تداعيات أزمة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، التي لم تتعرف عليه والدته سوى من أنفه, فيما لحق بجميع بدنه التشوه من آثار التعذيب. شرور العالم تجمعت في جسده المتآكل بحسب والدته «باولا» التي لم تترك طريق إلا سلكته لكشف حقيقة ما حدث لولدها العشريني, فتوجهت للصحافة والإعلام ومجلس الشيوخ منتظرة وصول الحقيقة مع المحققين المصريين غدا الرابع من أبريل . تقرير الطب الشرعي أكد أن «ريجيني» عانى من كسور في العظام، وكانت بعض أظافر أصابعه مفقودة، بالإضافة إلى حروق وجروح وكدمات وإصابة خطيرة بالعنق. ليؤكد ما تردده والدته بشأن تعرض للتعذيب. لم تستسلم والدة ريجيني التي تعمل مدرسة, لمقتل ولدها الذي ذهب إلى مصر لإجراء أبحاث اقتصاديه, ورفضت تصريحات الحكومة المصرية بأنها حادثة فردية, وذكرت أمام مجلس الشيوخ الإيطالي الذي سمح لها بقص ما حدث ودعم قضيتها التي بثها التلفزيون الايطالي على الهواء, حتى قالت: «مقتل ريجيني لم يكن الأول في مصر فيبدو من طريقة تعذيبه أن هناك العديد عذبوا وقتلوا فقضية ريجيني الذي كان يبحث عن المستقبل هي قضية عامة». وفي حالة من الآسي كتبت «باولا» على الصفحة الخاصة بالأسرة على "الفيس بوك"، والتي عنونتها بشعار منظمة العفو الدولية الداعي إلى كشف الحقيقة حول مقتل ريجيني، والذي تحول لشعار يغزو جميع أنحاء العالم."إنها كانت تتوقع عودته إلى البيت في الأيام الماضية، لكنه للأسف لن يعود أبدا". وعبرت «باولا» عن حزنها الشديد وهي تروي ما حدث لولدها في مصر أمام أعضاء مجلس الشيوخ الايطالي قائله": "أنا أم جوليو، وليس من السهل عليّ أن أكون هنا, لأن ما حصل لولدي ليس حالة معزولة، كما يزعم المصريون، إذ أود أن أشير إلى أنه توفي تحت التعذيب مثلما كان سيحدث لأي مصري". وأضافت: "ابني جوليو لم يكن صحافياً ولا جاسوساً بل كان شاباً يمثل المستقبل، ولدى توجُّهنا إلى المشرحة للتعرف على الجثة لم نستطع تمييزه سوى من أنفه، ولا أملك الآن البوح بما يمكن أن يكونوا قد فعلوا به قبل وفاته". وأوضحت في أول مؤتمر صحفي منذ العثور على الجثة على جانب طريق سريع قرب القاهرة في 3 من فبراير 2016- "عرفته فقط من أرنبة أنفه (مقدمة أنفه) أي شيء آخر فيه لم يكن هو". قالت: "إذا اتّضح أن الخامس من أبريل 2016 مجرد نفض لليد. فنحن نتوقع رداً قوياً من حكومتنا.. نتوقع رداً قوياً حقاً". وهددت والدة ريجيني الحكومة المصرية بنشر صور جثمان ابنها، التي تعرضت للتعذيب، إذا لم تكشف عن القتلة، ليرى العالم ما حدث له في مصر. وقالت في تصريحات صحفية متعددة, إن حق ابنها لن يضيع، وإنها ستستمر بالبحث عن الجاني هي وأسرتها مهما طال الزمن, لأن ابنها عانى قبل وفاته بسبب التعذيب الذي تعرض له وكانت آثاره واضحة على جثته. وطالبت "باولا" المسئولين ببلدها وداخل بمصر بالقصاص من قاتل ولدها؛ لكونه إنسانا قبل أن يكون مواطنا إيطاليا. ومن جانب أخر ظهر التخبط والحيرة على السلطات المصرية من اقتراب موعد تقديم الأدلة التي تظهر حقيقة ما جري للمواطن الايطالي ريجيني والتي أصبحت قضيته دولة وعامل هام في تدهور السياحة في مصر . وأيد هذا التخبط ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، إن مصر طالبت السلطات الإيطالية، رسميًا، بتأجيل اجتماع الغد، لإعلان ملابسات مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني. وبحسب الصحيفة،فإن مصر طالبت بتأجيل، زيارة الوفد الرسمي بضعة أيام لحين الانتهاء من جمع كل الأدلة المتعلقة بالتحقيقات حول مقتل ريجيني. تحركات والدة "روجيني" جعلت البعض يقارن بينها وبين أم خالد سعيد المواطن الذي قتلته ومثلت به الشرطة قبل 25 يناير، واكتفت باسترضاء السلطات ولم تطالب بمحاكمة المسئولين، موضحين أن " باولا" أصبح باتت ترعب نظام السيسي أكثر من 90 مليون مصري. يُذكر أن "ريجيني" الذي كان يُحضر دراسات عليا في جامعة كامبردج، عن قضايا عمالية، اختفى يوم 25 يناير الماضي، عقب تشديد الإجراءات الأمنية في القاهرة قبل ذكرى الثورة، وعثر على جثته وعليها آثار تعذيب في 3 فبراير، فيما تطالب إيطاليا مصر بالعثور على قاتليه. وكانت السلطات المصرية قد أعلنت تصفية 5 أفراد بمنطقة التجمع الخامس، في 25 مارس الماضي، وقالت عنهم إنهم متورطون بقتل الطالب الإيطالي ريجيني. ووفقاً لمصادر صحفية فإن جثة ريجيني التي عُثر عليها بعد تسعة أيام من اختفائه، كانت تحمل آثار تعذيب شديد، وحصلت جهات إيطالية على معلومات تفيد بأن شرطيين مصريين بلباس مدني استوقفاه واقتاداه إلى جهة مجهولة في اليوم الذي اختفى فيه.