تحتفل مصر فى أول جمعة من شهر أبريل بيوم اليتيم، حيث تقوم دور الرعاية للأيتام، والجمعيات الخيرية بالدعوة لهذا اليوم ليتقدم أصحاب الخير بتقديم المعونة لهؤلاء الأطفال الذين فقدوا ذويهم. فيما يقوم بعض الأهالي باصطحاب أطفالهم لقضاء يوم مع الأطفال الأيتام لإشعارهم بالجو الأسرى الذي يفتقدونه، ويقومون بتقديم الهدايا واللعب معهم، وليس الاحتفال بيوم اليتيم حديثًا بل بدء منذ الفراعنة بحسب ما أظهرته نقوشهم ويندهش الأوروبيون من تلك النقوش والرسوم والبرديات وقطع الأوستراكا التى تروى تفاصيل الحياة اليومية للأسرة فى مصر الفرعونية، وكيف كانت علاقة منظمة وقوية ومبنية على المساواة بين أفرادها من رجال ونساء، وكيف اهتم قدماء المصريين بأبنائهم وكيف وفروا الرعاية والحماية، للأطفال الأيتام وكيف عملوا على إسعادهم وإدخال البهجة فى قلوبهم. وقالت الأثرية منى فتحى ،مديرة معبد الكرنك الفرعونى بالأقصر، إن المصريين القدماء كانوا يقومون بالترفيه عن الأطفال الأيتام ويوفرون الألعاب لهم لتعويضهم عن فقد ذويهم. وكان الود الاجتماعى سائدا وكان الجميع يحرصون على تقوية الصلات المنزلية والعائلية ومن بينها رعاية الأبناء الأيتام والنساء الأرامل، كما عرف المصرى القديم بأنه كان مخلصا لبيته، وكان يحترم الأمهات والأطفال إلى درجة العبادة. وأوضحت منى فتحى، انه كان على الطفل الذى يرحل والده عن الدنيا أن يتولى المهمة المقدسة المتمثلة فى أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر . وكان الابن يشعر بأنه ملزم بتكريم والده بعد وفاته بدفنه وإقامة تمثال له فى معبد مدينته. وعلى خطى الفراعنة وعلى بعد أمتار من معابدهم تحتفل مدينة الأقصر بيوم اليتيم غداً أول ابريل فى احتفالية حاشدة بمشاركة 1500 طفل يتيم بحضور المحافظ الدكتور محمد بدر والقوى الوطنية وعشرات من السياح المقيمين الذين يعملون جميعا على زرع البسمة فوق شفاه مئات من أبناء الأقصر.