بدعوة من هولندا، التي ترأس الدورة الحالية للمجلس الأوروبي، يعقد وزراء داخلية وعدل الدول الأعضاء في الاتحاد، اجتماعاً استثنائيا بعد ظهر الخميس في بروكسل، بعد يومين من الهجمات التي طالت المطار الدولي وإحدى محطات المترو في المدينة ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. وأكدت الرئاسة الهولندية، في دعوتها، أن الاجتماع سيكون فرصة لمزيد من التشاور حول الأمن ومحاربة الإرهاب، "وتأمين رد أوروبي على الهجمات التي ضربت بروكسل الثلاثاء الماضي"، حسب قولها. ويعتقد كثير من المراقبين هنا أن الهجمات الإرهابية التي طالت بروكسل، لم تكن موجهة ضد بلجيكا فقط، بل ضد الاتحاد الأوروبي ككل، باعتبار بروكسل عاصمة له ومقراً لمؤسساته هذا ومن المنتظر أن يحضر المفوض الأوروبي المكلف الشؤون الداخلية والهجرة ديمتريس أفراموبولوس، هذا الاجتماع بالإضافة إلى ممثلين عن باقي المؤسسات الأوروبية وكان المفوض الأوروبي أفراموبولوس قد قال، في تصريحات سابقة، أن هجمات بروكسل، تظهر أكثر من أي وقت مضى ضرورة تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين الأوروبيين وتطالب المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء بالاستعانة أكثر فأكثر بخدمات المركز الأوروبي لمحاربة الإرهاب، العامل في إطار وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، والذي تم إنشاؤه في لاهاي في ال25 كانون الثاني/يناير الماضي وتريد المفوضية من الدول تزويد هذا المركز بمزيد من المعلومات، وتعزيز قدراته وإمكانية من النواحي البشرية واللوجستية والمالية هذا وتختلف وجهات نظر الدول الأوروبية بشأن طرق وآليات مكافحة الإرهاب، فالدول حديثة العضوية أقل اهتماما بالأمر قياساً بالدول الكبرى والقديمة العضوية مثل وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وعلى الرغم من أن الجميع ينادي بضرورة تكثيف التعاون الأمني وتبادل المعلومات، إلا أن الإجراءات العملية لا تزال دون المستوى المطلوب ويعتقد رؤساء المؤسسات الأوروبية أن التقصير يأتي من عواصم الدول، التي تتحرك وفق مصالح وطنية ضيقة، مشيرين إلى أن تنفيذ القرارات المتفق عليها كان سيقي الاتحاد الوضع الذي وصل إليه الآن وتضغط فرنسا من أجل الإسراع بإنشاء قوة حرس حدود أوروبية وخفر سواحل لضبط الحدود الخارجية ومنع تسلل الإرهابيين وكذلك المهاجرين غير الشرعيين، كما أنها تحث البرلمان على إقرار ما إتفق عليه لجهة إقامة سجل لجمع معطيات المسافرين الأوروبيين لتسهيل تعقب المطلوبين والمشتبه بهم بين الدول الأعضاء لكن باريس تبدو حذرة، في الوقت نفسه، تجاه النداءات التي يطلقها كل من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ويؤيدها رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل ومواطنه المنسق الأوروبي لشؤون محاربة الإرهاب جيل دو كيركوف، حول ضرورة إنشاء جهاز استخبارات أوروبي موحد ويعود هذا الموضوع للبروز بعد كل حدث أمني في أوروبا، لكن الدول تتفاعل معه بشكل متفاوت، ما يجعله، حتى الآن، هدفاً بعيد المنال