كشفت مصادر مطلعة (للمصر يون ) أن قرار سلطات قناة السويس بمنع مرور حاملة الطائرات الفرنسية القديمة (كليمنصوا) من المجرى الملاحى للقناة هو قرار سياسي وياتى كرد فعل مصرى على رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك تخفيف ضغوطة على سوريا كما طلب منه الرئيس حسنى مبارك فى زيارتة الأخيرة لفرنسا الأسبوع الماضي. وتوقعت المصادر أن تستخدم السلطات المصرية ورقة مرور حاملة الطائرات الفرنسية ( كليمنصوا) للضغط على الرئيس الفرنسي جاك شيراك ليخفف قليلا من ضغوطه على سوريا فى قضية اغتيال رفيق الحريري, خاصة بعد أن هددت فرنسا بإحالة ملف القضية لمجلس الأمن لفرض عقوبات على سوريا بزعم عدم تعاون النظام السوري مع لجنة التحقيق الدولية فى اغتيال الحريري, حيث تصر اللجنة على استجواب الرئيس بشار الأسد. كانت سلطات قناة السويس قد رفضت يوم الخميس الماضي مرور حاملة الطائرات الفرنسية القديمة من المجرى الملاحى لقناة السويس متوجهة إلى حوض تقطيع السفن بميناء ولاية جوجارت الهندي , بعد أن توافرت معلومات من منظمات بيئية دولية أمام سلطات القناة تشير إلى أن السفينة تحمل كمية تتراوح ما بين 500طن إلى ألف طن من مادة الاسبوتس العازل . وأكدت منظمة السلام الأخضر أن حمل السفينة لهذة الكمية الضخمة من تلك المادة السامة يشكل مخالفة صريحة لاتفاقية بازل التى تمنع دفن النفايات النووية أو لسامة فى دول العالم الثالث. كانت حاملة الطائرات المذكورة قد أبحرت فى 31 من ديسمبر الماضي من ميناء طولون بجنوب فرنسا تجرها قاطرة تابعة للبحرية الفرنسية فى طريقها لميناء جوجارت الهندي لتفكيك السفينة ودفن تلك النفايات هناك بالهند. وعند اقترابها من قناة السويس اكتشفت السلطات المصرية وجود ثقوب وتسربات كبيرة من مادة الاسبوستس السامة, فطلبت من السفينة البقاء فى المياة الإقليمية وتقديم المستندات الخاصة بحمولة السفينة ونوعية المواد وكذا بوالص التامين الخاصة إلا أن طاقم السفينة لم يكن يحمل اى مستندات أو بوالص تامين الأمر الذي قررت سلطات قناة السويس منع مرور السفينة . وقد أعلنت جماعة السلام الأخضر أن السلطات الفرنسية استخدمت طاقما بحريا هنديا لقيادة السفينة إلى الهند ولم تستخدم طاقما فرنسيا لتأكدها أن الطاقم سيتعرض إلى تسمم مؤكد من حمولة السفينة . على جانب أخر ترددت أنباء أن حاملة الطائرات المذكورة تحمل إلى جانب الاسبوستس السام نفايات نووية حيث كانت السفينة تدار بالوقود النووى , حيث شاركت فى حرب الخليج 1991 وخرجت من الخدمة عام 1997 . كما ترددت أنباء اخرى واردة من فرنسا حصلت عليها مصر بان فرنسا ربما تقوم باغراق السفينة فى المياة الإقليمية لأي من بلدان العالم الثالث اذا ما فشلت فى إيصال السفينة إلى حوض تقطيع السفن بميناء مدينة جوجارت الهندية , خاصة بعد ما أصدرت لجنة قضائية هندية حكما بمنع دخول حاملة الطائرات الفرنسية المذكورة للهند حتى تقدم الأوراق والمستندات التى طلبتها السلطات البيئية الهندية ., وفى الوقت الذى أكد فية محمد سيد خليل احد كبار المسئولين بجهاز حماية البيئة فى مصر أن فرنسا تجاهلت الرد كتابيا على المطالب المصرية الخاصة بحمولة السفينة ونوعية وكمية المواد التى تحملها , إلا أن مارى فان هافيل يقول أن كل الأنباء التى تحدثت عن الخطورة التى تمثلها عبور حاملة الطائرات لقناة السويس انباء كاذبة , وان كل ما تحملة الحاملة من الاسبوستوس 45 طنا فقط . يذكر أن فرنسا عام 1985 قامت بإغراق سفينة تابعة لجماعة السلام الأخضر فى نيوزيلاندا لاعتراض الجماعة على تجارب نووية فرنسية هناك . وتوقعت مصادر مطلعة أن تسمح مصر بعد اتصالات سياسية على مستوى عال بمرور السفينة المذكورة فى طريقها للهند , يذكر أن مصر سمحت من قبل بمرور العديد من حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية التى تعمل بالوقود النووى إلى منطقة الخليج رغم أن برتوكول المرور بالقناة يعطى الحق لمصر بمنع مرور تلك السفن لما تشكله من تهديد بيئى وأمنى لمصر , وهذا يؤكد أن قرار منع مرور السفينة قرار سياسي ردا على الموقف الفرنسى المتشدد تجاة سوريا .