لن نقول وداعا حتى نستنشق عبيرها لن نقول وداعا حتى نستأنث باهلها لن نقول وداعا حتى نموت بين أحضانها انها مصر انها حضن نحبها ونحن أبناءها لن تحرمنا آمنا ولو كنت تمسك رقابها لن تحرمنا وطننا ونحن اليه نرنو بدموعنا لن تذيقنا عذاب الهجر والبعد والحرمان نحن مصريون ابناء النيل ومصر أمنا خلقنا من طميها والى رحمها سنعود
ايها السادة ...هل مصر احوج الان الى المهدى المنتظر ليحق الحق ويزهق الباطل ويخلص المصريين من روح الكراهية التى التهمت مشاعر النبل والإنسانية التى تتمخض عنها طيبة المصرى الأصيل التى يشتهر بها فالحقد نبراس والكراهية شراع وأصبحت الثرثرة والنميمة مرسى المعذبون فى الارض،ولا اقصد طبقة المقهورين فحتى الأغنياء واصحاب الجاه معلقون بين السماء والأرض،فإذا كنت من الاثرياء وتعيش فى مصر فعليك ان تلهث من اجل المال والجاه بلا توقف حتى يطغى هذا الصراع على حياتك وتتحول الى إنسان تعيس حزين تهجرك البهجة والشعور باللحظة الجميلة،فإذا نجوت من هم صراع المال وشعرت يوما بالسعادة،فكن على دراية انك افلست وتعيش اليوم بيومة،وتحلم بالستر كما يحلم البسطاء من الطبقة المتوسطة.
ان الحقد والكراهية لن يجبر الآلاف على الهجر والرحيل،اننا صامدون منتظرون العودة الى احضان مصر الحبيبة،فمهما بالغت فى حرماننا من حق عودتنا الى وطننا الذى كفله لنا الدستور ،لن نيأس وسنظل ننادى حتى تذهب أصواتنا فنحن اشباح بلا قلوب ندور فى فلك بلاد العيون الزرقاء وقلوبنا معلقة داخل بيوت امهاتنا وداخل قلوب زوجاتنا وفى اجساد ذوينا،لا زالت هناك معلقة فى لحظة حنين وشوق للصديق والجار،نعم انها بين جنبات العزيز والغالى فى بلاد الأشواق مصر. ومن المحزن ان هناك من يضغط على الرقاب ويدوس على قلوب مفعمة بالحب والامل ،فنجد العلماء أمثال زويل والباز وغيرهم العشرات يطوفون فى فلك بلاد الغرب يبنون حضاراتهم من نور العقول المصرية،الى متى سنظل طاردين وحاقدين على كل مخترع ومكتشف وناجح،أهو حب الذات ام كرة الآخرين بالفطرة،أنحن من شيدنا الاهرامات مهد حضارات العالم،ام نحن مصنع كبير للعبودية يصدر منتجاته البشرية الى دول العالم،فدول اوروبا تحجز حصتها من الكوادر البشرية لبناء حضارتهم،كأنها احجار كريمة يستخرجها الجبابرة من بُطُون ارض مصر الطيبة ليبيعونها بأبخث الاثمان. أهكذا أصبحت مصر لم تعد مصر بيئة مواتية للناجحين والعلماء الذين جابوا الفضاء واكتشفوا قيعان المحيطات،لم تعد مصر تحوى الأكسيجين الازم لكى يحيا الرياضيين ،ليهربوا الى اوروبا بحثا عن لقمة العيش كما فعل طارق عبد السلام بطل افريقيا فى المصارعة عندما ضاق به الحال فى مصر ليسافر الى بلغاريا ليعمل باءع شاورما . أهكذا نحتضن الرياضيين والمثقفين والعلماء. والسؤال هنا ماذا تبقى من مصر سوى هيكل صدىء فارغ من الامبالاة والمحسوبية والوساطة والفساد ....أتهوى مصر ام ترتفع ...كيف هذا ونحن لا نتصالح مع أنفسنا قبل الآخرين. نعم انه حب الذات الذى يأكل الأخضر واليابس والضحية هى مصر الطيبة التى توقعت من ابناءها البر فلم تجد سوى العقوق ثم العقوق ثم الدمار. نعم هكذا أصبحت مصر
فالسموم التي تم نشرها في الفترة الأخيرة خلال حالة التسخين التي شهدتها الساحة السياسية المصرية لا تزال آثارها المؤلمة في الجسدالمصرى ، في العمل والسوق والمجالس والجمعيات والمؤسسات وغيرها كثير، وأبشعها وأكثرها إيلاماً هو تغلغلها عند بعض من الاعلاميين والمثقفين وانا لا اريد ان اعمم ولكن ظاهرة الكراهية التى طفحت على الساحة المصرية اثرت على البيوت المصرية ، لن نتحدث اليوم عما جرى في حقل الاعلام من نشر لسموم الكراهية وكيفية معالجتها، ولكن لنقف عند الأسر والزيجات والتي تحولت بين ليلة وضحاها إلى مصارعة الطرشان التي لا دخل لهم فيها!،فمثلا فالزوج يميل الى الأخوان والزوجة لاتميل لهم ، ولنتصور العيشة كيف أصبحت، والقصص في ذلك كثير. ففي السنوات الاخيرة تدهورت الكثير من العلاقات الزوجية والأسرية القائمة على هذا الخلاف ، تذكر لي إحدى الزوجات أن حياتها مع زوجها المختلف سياسيا أصبحت لا تطاق، فهو يتابع القناة الفضائية التي ينتمي لها سياسيا ، وهي الأخرى تتابع القناة الفضائية المضادة، حتى كادت العلاقة بينهما أن تفضي إلى الانفصال النهائي، وأبغض الحلال عند الله الطلاق!!. ولكن الأزمة الأخيرة التي أغلق في وجهها كل الأبواب دخلت الاسرة المصرية عليه من نافذة القنوات الفضائية المسمومة، فإذا بصراع سياسى في كل بيت ولكن - كما يقول - إن الله قد سلم، ولكن لنتأمل كم هي الأسر التي أصبحت ضحية هذه السموم التي تم نثرها في الساحات خلال السنوات الأخيرة ، حتى أصبحت الأسرة المختلفة سياسيا تواجه الأمرين في زياراتها الأسرية لأهل الزوج وأهل الزوجة، فهي لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء!!. الصور في ذلك كثيرة حينما تم رفع المسدسات والسكاكين والفؤوس والآلات الحادة بأيدي شباب الاصطفاف السياسى الذين تم تحشيدهم بتلك السموم، ولولا العقلاء والحكماء لكادت الساحة أن تشهد حرباً دموية شبيه بحرب الجمل وصفين!!، وهذه هي الكارثة التي لم يستوعبها الشباب والناشئة الذين كانوا تحت تأثير السموم السياسية التي بثتها القنوات والمنتديات والمواقع لتغير هوية أبناء هذا الوطن فى النهاية أخشى ما أخشاة اليوم أن يتحول المجتمع من مجتمع مسالم إلى مجتمع متصارع، ومن مجتمع يستمع إلى الآخر إلى مجتمع يلغي الآخر، لقد عاش أبناء هذا الوطن في لحمة اجتماعية ووحدة وطنية جميلة، لا فرق بين هذا وذاك ، ولكن فى الأونة الأخيرة اى فى السنوات الماضية فتخرج علينا مليشيات قطع الطريق الى المصالحة لتجوب الشوارع إرهاباً وتخويفاً، في محاولة لاستنساخ الحالة العراقية والصومالية واللبنانية، فهل تعي الفعاليات الدينية والسياسية حينما لزمت الصمت بأننا أمام منعطف تاريخي خطير، فإما التعايش السلمي أو الاقتتال والاحتراب على الهوية السياسية ؟! لذا يتساءل الكثير من العقلاء عن المخرج من هذا الاحتقان وكيفية تضميد الجراح التي خلفتها المرحلة الماضية، خاصة وإننا في مرحلة التى تتطلب الى السلامة الوطنية التي يجب أن تستثمر بما يعزز الأمن والاستقرار، من هنا يجب أن نسعى جميعاً دون استثناء إلى إزالة أسباب التنافر والتباعد، وكسر حالة الجمود والتوجس من الآخر، نحن الأن مدعوون سويا للجلوس على طاولة الحوار الوطنى بهدف مراجعة شاملة للموقف والاستماع الى بعضنا ونشر ثقافة الحوار مع الآخر المختلف، والإصغاء إليه، وإخفاض الأصوات العالية التى تم تأجيجها خلال السنوات الماضية من أجل الاستماع إلى الى الأخرين وتصحيح المسار ، فإما أن ننجح سوياً وإما أن نخسر سويا ً.;; ا، فهناك الكثير من الأصوات المعتدلة يجب أن يستمع لها، ويرى ما لديها. من كان يصدق بأن يجري في هذا الوطن المسالم مثل ما جرى، من كان يتصور أن تتعطل مصالح الناس ويتم الدفع بهم إلى هاوية الدمارالعقلى والتخريب كما جرى في الكثير من الدول، من كان يتصور أن يتم تمزيق وفرز المجتمع في غمضة عين؟!، من هنا فإن أخوف ما نخافه أن تمضي الأيام دون أن نتقدم خطوة إلى الأمام، حينها لن نتعاون فيما اتفقنا فيه ولن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلافنا فيه والسبب أن البعض منا أصبح مرتهنا لأطروحات بعض القنوات الفضائية المسمومة، فالحاجة اليوم إلى عقلاء لإدارة هذه الأزمة التي كادت أن تأكل الأخضر واليابس، فهل تعي فعالياتنا الدينية والسياسية خطورة الأمر وتمتثل لقوله تعالى: (أليس منكم رجل رشيد) (هود:78)؟!