"مواصفات اللحوم": نحتاج إلى قرار حكيم لتنمية الثروة الحيوانية خطر جديد يهدد صحة المواطنين، بعد استيراد مصر شحنة جمال من دولة السودان، واكتشاف إصابة عدد منها بمرض"كورونا" مما ينذر بخطر على حياة المصريين. كانت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، ممثلة فى سلطات الإدارة المركزية للحجر البيطري، رفضت دخول شحنة الجمال الحية القادمة من السودان عبر محجر أبوسمبل للبلاد والبالغة 4700 رأس، لحين التأكد من خلوها من أى أمراض وبائية، وذلك بعد ثبوت الإصابة فى عدد 12 رأس منها بمرض”كورونا ” فى أول اختبار معملي. كما قررت الهيئة، اتخاذ جميع الإجراءات البيطرية، بسحب عينات من الشحنة بالكامل، وإجراء المسوحات الأنفية للكشف عن الفيروس، واتخاذ جميع الإجراءات بتشديد الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع تهريب رءوس الإبل بالطرق غير الشرعية إلى داخل البلاد، بالإضافة إلى مراجعة إجراءات استيراد الحيوانات الحية من دول الاستيراد لمنع وصول أى شحنات مصابة بالأمراض الوبائية. وبدوره قال الدكتور فهيم عزيز شلتوت عضو لجنة مواصفات اللحوم ومنتجاتها بالهيئة المصرية للمواصفات والجودة، إن هناك إجراءات متبعة لأى شحنة لحوم مستوردة سواء حيوانات حية أو مجمدة من جميع الدول التى يتم الاستيراد منها ويتم فحصها من معامل الحجر البيطرى، ومعامل وزارة الصحة، إضافة إلى معامل هيئة الرقابة على الواردات. وأضاف شلتوت ل"المصريون"، إن هناك شروط لاستيراد اللحوم من الخارج وهى أن تكون البلاد التى يتم الاستيراد منها خالية من الأمراض والأوبئة فضلا عن تشكيل لجان من هيئة الخدمات البيطرية للسفر إلى الدول التى يتم الاستيراد منها اللحوم للكشف على الشحنة ومدى مطابقتها للمواصفات. وحذر شلتوت، من خطورة الأمراض والفيروسات التى لم تظهر فى شحنات اللحوم المستوردة أو ما تسمى الأمراض "الكامنة" والتى لا تظهر على الحيوان حتى بعد حجزه فى الحجر البيطرى لمدة شهر وهى الفترة المحددة للشحنات المستوردة. وطالب هيئة الخدمات البيطرية بالتخلي عن تشكيل لجان للسفر للكشف على اللحوم فى الخارج، والعودة إلى وظيفتها الأساسية، وهو تنمية وزيادة الثروة الحيوانية والاهتمام بالمشروعات المحلية وتربية الحيوانات للاكتفاء الذاتي من الثروة الحيوانية وتقليل الاستيراد، قائلا "نحن نجحنا بامتياز فى تدمير الثروة الحيوانية بعد الاعتماد على الاستيراد فى كل شيء، ونحتاج إلى قرار حكيم من قبل الجهات المعنية للعودة مرة أخرى إلى تنمية الثروة الحيوانية فى مصر. من جانبها بدأت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومعهد بحوث صحة الحيوان، سحب عينات دورية من 6 أسواق رئيسية لبيع الجمال من أسواق برقاش بالجيزة وسوق بنها بالقليوبية وقويسنا بالمنوفية، ودراو بأسوان والشرقية ومطروح ، والمذبوحة فى مجازر القاهرة ، كإجراء احترازي للتعرف على مرض “كورونا “، كما تم تشديد الإجراءات الرقابية بالمحافظات الحدودية لمنع تهريب الحيوانات لحماية الثروة الحيوانية من مرض الأمراض الوبائية . فيروس "كورونا" هو فيروس غامض ونادر من عائلة “الكورونا فيروس”, وبحسب المعلومات الأولية, تبدأ أعراض هذا الفيروس الجديد بسيطة كأعراض الأنفلونزا, حيث يشعر المريض بحرقان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع،وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبب قصور في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت فى وقت سابق أن الفيروس الغامض الجديد ينتمي إلى عائلة الكورونا التي ينتمي إليها فيروس “سارس“، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس، عدا كونه يصيب الجهاز التنفسي، فإنه قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما الفيروس الجديد فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي.