"اسمحوا لى أن أذكر أيضًا عادل معوض، المصرى الذى اختفى منذ 5 أشهر فى إيطاليا، وحتى الآن لم يكن لدينا أى أخبار عنه، وأنا متأكد أن الجهود البحثية حوله ستكون ناجحة، ولكن مثل هذه الحوادث لا يمكن أن تفسد العلاقة بين البلدين، فالأوقات الصعبة تظهر لتختبر قوة علاقات الصداقة بين البلدين". "سيب وأنا اسيب" كانت اختصارًا مبسطًا لتلك الكلمات التى صرح بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتى تحدث فيها للمرة الأولى عن مقتل الشاب الإيطالي"جوليو ريجيني"، فى حواره مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، لمدة ساعتين فى قصر الاتحادية، متوعدًا بأن الجهود مستمرة حتى تظهر الحقيقة، ويتم القبض على الجناة ومعاقبتهم وفقًا للقانون".
منظمة العفو الدولية: القضية مختلفة أكدت منظمة العفو الدولية أن قضية اختفاء المواطن المصرى عادل معوض، فى إيطاليا مختلفة تمامًا ولا يجب مقارنتها بقضية اختفاء ومقتل الطالب جوليو ريجينى بالقاهرة.
وشدد المتحدث باسم المنظمة فى روما، ريكاردو نوري، أن حديث الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى عن اختفاء عادل معوض محاولة مرفوضة وغير متكافئة مع قضية جوليو ريجنى زاعمًا أن السيسى يثير افتراضات تسبب خلطًا ويصر على وجود مؤامرة ضد العلاقات بين إيطاليا ومصر.
"عادل معوض"
قال معوض نجل "عادل معوض" المختفى بإيطاليا، إنه علم باختفاء والده من صديقه المقيم معه بألمانيا منذ 4 أكتوبر 2015 وأنه تقدم ببلاغ للخارجية وحتى الآن لم يصلهم أى رد، متهما الأمن الإيطالى مع تحميله مسئولية اختفاء والده،قائلاً:"أن الدم المصرى رخيص،ونتمنى أن تلتزم الشرطة الإيطالية بالجدية فى قضية أبى مثلما تطالب مصر بالالتزام بها فى قضية الشاب الإيطالي" . وأضاف "معوض" فى تصريحات صحفية، إن والده "عادل معوض" ينتمى إلى إحدى قرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، وقرر السفر إلى إيطاليا قبل 14 سنة، بحثاً عن "لقمة العيش"، مضيفًا أنه وأشقاؤه الثلاثة برفقة والدتهم يسافرون إلى إيطاليا على فترات زمنية متفرقة لزيارة والده والاطمئنان على صحته، وإنه كان يأتى إلى مصر فى زيارات سريعة.
الخلاف مع صاحبة العمل دبت خلافات بين "عادل معوض" وصاحبة المكان الذى يعمل به، حيث كان يعمل فى مجال الطبخ، وبدأت هذه السيدة تمارس عليه نوعاً من الضغط ، ورفضت إعطاءه بعض مستحقاته المالية، الأمر الذى جعله يلجأ إلى القضاء الإيطالى لتقديم شكوى ضد السيدة الإيطالية، وحددت المحكمة الإيطالية جلسة 6 أكتوبر لنظر الشكوى، إلا أنه قبل موعد الجلسة ب 48 ساعة اختفى "عادل" فى ظروف غامضة، حيث كان برفقة أحد أصدقائه الذى تركه فى إشارة مرور بالقرب من سكنه بشارع "فيا ادريزيو جوبيو " عقار رقم 181 فى حى ماركونى، ومن وقتها لم يظهر مرة أخرى.
"جوليو ريجيني" "جوليو ريجيني" إيطالى يبلغ من العمر 28 عامًا، يقيم فى حى الدقي، بصحبة شابين مصريين أحدهما يعمل محاميا، طالب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويدرس الدكتوراة على النقابات العمالية فى مصر بعد ثورة 25 يناير، ويتحدث أربع لغات وحاصل على عدة منح دراسية.
اختفى" روجيني" فى يوم 25 يناير 2016، أثناء ذهابه لمقابلة صديق له بمنطقة وسط البلد، وفى صباح يوم الخميس 4 فبراير، عثر عدد من المواطنين بمنطقة حازم حسن بمدينة 6 أكتوبر، على جثته مقتولًا وعاريًا وملقى بالشارع، وتعرف عليه صديقه المحامى بعد استدعاء الشرطة له.
وكشف تقرير الطب الشرعي، وجود آثار تعذيب فى الجسد، بالإضافة إلى وجود آثار كدمات متعرجة فى الوجه والصدر نتيجة تجمع دموى تحت الجلد أحمر اللون، مع وجود قطع وجروح فى الأنف والأذن اليسرى باستخدام آلة حادة وجود أياَ من الجروح الطعنية التى تحدثها الآلات الحادة، كما أنه لم يتم العثور على أية متعلقات شخصية أو أوراق بحوزته، تساعد فى التعرف على هويته.